ارشيفية
واشنطن تحظر الرحلات الأمريكية في المجال الجوي الإيراني
منعت الولايات المتحدة "حتى إشعار آخر" شركات الطيران المدني الأمريكية من التحليق في أجواء الخليج وخليج عمان الخاضعة لسيطرة إيران، وذلك بعيد إسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة استطلاع أمريكية مسيّرة.
وقالت سلطة الطيران المدني الأمريكية في بيان إنّ هذه القيود مردّها إلى "ازدياد الأنشطة العسكرية وتزايد التوترات السياسية في المنطقة، مما يشكّل خطراً غير مقصود على عمليات الطيران المدني الأمريكي واحتمال حصول سوء تقدير أو سوء تعريف".
وأضاف البيان أنّ "الخطر الذي يتهدّد الطيران المدني الأمريكي تجلّى في صاروخ أرض-جو الذي أطلقته إيران على طائرة أمريكية بدون طيار" الخميس فوق مضيق هرمز، في حادث قرّب البلدين من نزاع مفتوح في واحد من أنشط خطوط شحن النفط في العالم.
وأتى قرار الحظر بعيد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنّ إيران ارتكبت "خطأ جسيماً" بإسقاطها الطائرة الأميركية المسيّرة في الأجواء الدولية فوق مضيق هرمز، في حين أكّدت طهران أنّ الطائرة انتهكت مجالها الجوي.
وطوال نهار الخميس دارت بين واشنطن وطهران حرب بيانات وإحداثيات حاول من خلالها كلا الطرفين إثبات مزاعمه.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر إنّ طائرة الاستطلاع التابعة لسلاح البحرية الأمريكية "انتهكت المجال الجوي الإيراني" ناشراً إحداثيات الموقع الذي أسقطت فيه.
وكتب ظريف أنّ الطائرة "اصيبت في الساعة 4,05 (23,35 ت غ الأربعاء) عند خط العرض 25 درجة و59 دقيقة و43 ثانية شمالاً وخط الطول 57 درجة و02 دقيقة و25 ثانية شرقاً".
وأضاف "عثرنا على بقايا من الطائرة العسكرية الأمريكية في مياهنا الإقليمية في الموقع الذي أسقطت فيه".
ولكنّ الردّ الأمريكي لم يتأخّر، إذ نشر البنتاغون مساء الخميس خريطة المسار الذي سلكته الطائرة قبيل إٍسقاطها. وبحسب هذه الخريطة فإنّ الطائرة حلّقت فوق المياه الدولية والعمانية ولكنها لم تحلّق بتاتاً فوق المياه الإيرانية.
وتظهر الخريطة أيضاً صورة لطائرة تحترق في الساعة 23,39 ت غ عند خط العرض 25 درجة و57 دقيقة و42 ثانية شمالاً وخط الطول 56 درجة و58 دقيقة و22 ثانية شرقاً.
وبمقارنة البيانات الأمريكية بتلك الإيرانية يتبيّن وجود فارق مكاني وزماني، إذ إنّ الطائرة أصيبت بحسب ظريف قبل أربع دقائق من الساعة التي أعلنتها واشنطن وفي مكان مختلف.