جانب من حفل السفارة الأمريكية ومواجهات غزة
سحب سفير أو طرد آخر أو استدعاء للتشاور.. هل هذه الخيارات المطروحة للأردن؟
أثار احتفال نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس المحتلة، الاثنين الماضي، غضب الشعب العربي والإسلامي والأردنيين على وجه الخصوص.
واحتجاجاً على احتفال نقل السفارة وأحداث غزة الدامية، قررت بعض الدول مثل تركيا وجنوب افريقيا وبلجيكا وغيرها، سحب سفرائها أو استدعاء سفراء تل أبيب لديها أو طردهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي اكتفت به الحكومة الأردنية بتوجيه انتقادات وشجب واستنكار، بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وأمس الثلاثاء، طالب العديد من الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بطرد سفير الاحتلال لدى الأردن، واستدعاء سفيرنا في تل أبيب وليد عبيدات الذي صدر قرار بنقله الى المركز في الخارجية .
وكانت قد صدرت الإرادة الملكية بنقل السفير وليد عبيدات من السفارة الاردنية في "تل ابيب" الى مركز الوزارة اعتبارا من 15/7/2018 القادم ، بحسب ما نشر في الجريدة الرسمية ما يعني أن عبيدات متواجد الآن في تل أبيب ويعني إمكانية اللجوء الى استدعاءه للتشاور.
خيار آخر متوافر لدى الحكومة، وهو استدعاء سفير الاحتلال أمير فايسيرود المعين مؤخرا بالمملكة، وتسليمه رسالة شديدة اللهجة أو اعتباره شخصا غير مرغوب به على أرض المملكة وهو أمر يعود القرار فيه لوزارة الخارجية الأردنية التي تبحث على ما يبدو ببطئ خياراتها الدبلوماسية.
وللأردن خيارات أخرى تشمل الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تعد اليوم بعيدة عن مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية بخياراتها "التأزيمية"، فالمس بالوصاية الهاشمية مس بالمصالح العليا الأردنية، وعليه فان للأردن خيار استدعاء سفيره في واشنطن للتشاور كما بإمكانه تسليم رسالة شديدة اللهجة للقائم بأعمال السفير الأمريكي في عمان ولعدم وجود سفير لأمريكا في عمان لا يمنع الأمر الأردن ابلاغ الخارجية الأمريكية بعدم رغبته بقبول اعتماد أي سفير جديد في البلاد حاليا
كل هذه رسائل أردنية رسمية تتوافق ورؤى جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية وتطوراتها الأخيرة وتتماشى مع الرغبة الشعبية بالرد الدبلوماسي المناسب على تعنت وهمجية الاحتلال والولايات المتحدة التي تزيد حالة التأزيم في المنطقة تأزيما.
وبالعودة الى الدول التي طردت سفير الاحتلال، فقد أثار طرد سفير الاحتلال في أنقرة والقنصل في اسطنبول من تركيا مؤقتاً، العديد من الأردنيين على مواقع التواصل في اليومين الماضيين، وطالبوا الحكومة الاردنية بردة فعل على الأحداث التي تجري على الساحة الفلسطينية.
تصريحات وزير الاعلام محمد المومني: "إن الأردن يرفض رفضا قاطعا هذه التصريحات التي نعتبرها مخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن القدس الشرقية أرض محتلة"، مشيرا الى ان ما صرح به كوشنر يتنافى مع الموقف الرسمي الأمريكي الذي عبر عنه نائب الرئيس ووزير الخارجية لا تكفي اليوم لمواجهة المخاطر وتصريحات وزير الخارجية لا ترتقي الى المطلوب رسميا وشعبيا والخروج عن سياق الرتابة في النص والتعبير بالشجب والاستنكار واتخاذ المواقف التي تظهر الغضب والرغبة الحكومية في التجاوب مع التطورات الواقعة على الأرض والانسان.
هذا وحاولت "رؤيا" التواصل مع أكثر من مصدر حكومي مسؤول لمعرفة توجهات الحكومة في المرحلة القادمة، أم انها ستكتفي بما ذكرت خلال اليومين الماضيين ولكننا لم نحصل على الرد الرسمي حتى لحظة كتابة هذه السطور.
الترجيحات متفاوتة بين من يجد أن القرار بالاستدعاء أو الطرد والتشاور أمرا قريبا وبين من يراه بعيد المنال، قادم الساعات والأيام سيضع النقاط على الحروف .