مصرع 182 شخصا ونزوح عشرات الآلاف جراء عاصفة استوائية في الفلبين
مصرع ١٨٢ شخصا ونزوح عشرات الآلاف جراء عاصفة استوائية في الفلبين
اضطر عشرات الآلاف لمغادرة منازلهم بسبب العاصفة الاستوائية "تمبين" التي تضرب منذ الجمعة جنوب الفلبين ولا سيما جزيرة مينداناو، وأدت إلى مقتل ١٨٢ قتيلا فيما لا يزال ١٥٣ شخصا آخرين في عداد المفقودين، بحسب ما أعلنت الشرطة ووكالات الإغاثة.
وأعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن العاصفة التي تسببت بفيضانات وانزلاقات أرضية، أدت الى نزوح ٧٠ ألف شخص من منازلهم.
وقال باتريك ايليوت مدير الاتحاد في الفلبين في بيان إن "الناس تركوا كل شيء خلفهم حين فروا لانقاذ انفسهم".
وتشهد الفلبين سنويا نحو عشرين عاصفة وإعصارا. لكن مينداناو، الجزيرة الجنوبية الكبرى البالغ عدد سكانها حوالى ٢٠ مليون نسمة، غالبا ما تبقى بمنأى عنها.
وأعلنت الشرطة أن ١٥٣ شخصا لا يزالون في عداد المفقودين، وأن أكثر من ٤٠ ألف شخص فروا الى مراكز إيواء فيما تتقدم العاصفة تمبين غربا.
ويستخدم عناصر الشرطة والجيش والمتطوعون الرفوش لمحاولة العثور على جثث غمرتها الوحول والحطام في قرية دالاما الزراعية التي يبلغ عدد سكانها نحو الفي نسمة، بحسب ما اوضح المسؤول في الشرطة.
وقال جيري بارامي من شرطة توبود إن "النهر فاض وجرف معظم المنازل (في قرية توبود). القرية لم تعد موجودة".
واعلنت الشرطة أن ١٢٧ شخصا قضوا و٧٢ آخرين فقدوا في المنطقة التي تضم قرية دالاما الجبلية القريبة من مدينة توبود.
وانتشلت غالبية الجثث السبت من نهر سالوغ في الجزيرة المذكورة حيث تسببت العاصفة بفيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية.
وقال راندو سالفاسيون المسؤول في شرطة مدينة ساباد ردا على سؤال إن الجثث التي تم انتشالها من النهر تعود لسكان في قرية سلفادور القريبة.
وتقع بلدات ساباد وسلفادور وتوبود في اقليم لاناو دل نورتي في شمال غرب الجزيرة، الاكثر تضررا من العاصفة "تمبين".
وقال قائد شرطة سلفادور ويلسون ميسلوريس "تم تحذير السكان بشكل واسع. لكن بما ان الاعاصير قليلة هنا لم يأخذ المقيمون على ضفاف انهار تحذيراتنا على محمل الجد".
- عمليات انقاذ صعبة -
غمرت الصخور والوحول التي حملتها الفيضانات المفاجئة نحو اربعين منزلا في قرية بياغابو، ما ادى الى مقتل عشرة اشخاص على الاقل بحسب ما اعلن ساريبادا باكاسوم ممثل الدفاع المدني في محافظة لاناو دل سور.
وقال المتحدث "ارسلنا فرق انقاذ الا ان الصخور تعوق تقدمها".
وتسببت العاصفة كذلك بانقطاع في التيار الكهربائي وشبكة الاتصالات ما يجعل عملية احصاء الضحايا صعبة.
ويخيم قلق بالغ على شبه جزيرة زامباونغا حيث افاد التلفزيون المحلي ان الفيضانات طالت ثلاث مناطق.
واعلنت الشرطة ان عدد الوفيات فيها بلغ ٢٨، فيما اشارت الى ان ٨١ شخصا هم في عداد المفقودين، بعدما اجتاحت الوحول والصخور مناطق مجاورة مثل كسيبوكو.
وقال نوربيديري ادينغ لاذاعة مانيى "دي زد ام ام" ان هؤلاء "قد يكونون تجاهلوا التحذيرات التي وجهتها السلطات" من مخاطر حصول فيضانات.
واعلن هنري روك الناطق باسم الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي ارسال مساعدات الى المناطق المنكوبة. وقالت رومينا ماراسيغان الناطقة باسم المجلس الوطني المكلف هذا النوع من الكوارث ان الوضع "صعب جدا".
ويتوقع أن تضرب العاصفة مساء السبت الطرف الغربي لجزيرة بالاوان غرب مينداناو، بحسب الأرصاد الجوية الفيليبينية.
وقتل رجل افترسه تمساح فيما كان يحاول الهرب على قاربه في هذه الجزيرة، بحسب ما ذكرت الشرطة.
وضربت "تمبين" بعد أقل من أسبوع من العاصفة الاستوائية "كاي تاك" التي اجتاحت وسط الفيليبين موقعة ٥٤ قتيلا و٢٤ مفقودا.
وفي تموز/يوليو لقي اكثر من مئة شخص حتفهم لدى مرور الاعصار راماسون رغم عمليات اخلاء ضخمة شملت ٤٠٠ الف شخص وشل الحركة في مانيلا. وكان الاعصار ضرب الصين وفيتنام قبل وصوله الى الفيليبين.
وكان الاعصار هايان، احد اقوى الاعاصير التي ضربت اليابسة، تسبب باضرار هائلة في جزر الفيليبين الوسطى في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٣ وقد تخطت سرعة رياحه ٣١٥ كلم/الساعة.
وتسبب "هايان" بامواج هائلة اشبه بتسونامي وتخطت حصيلة ضحاياه ٧٥٠٠ شخص بين قتيل ومفقود.