حسابات الأجداد للمربعانية تتفق مع السجلات المناخية
حسابات الأجداد للمربعانية تتفق مع السجلات المناخية
تمكّن البشر مُنذ القدم من تمييز يوم الانقلاب الشتوي (بداية المربعانية) قبل وجود التكنولوجيا الحديثة و حتى قبل ترتيب الأيام و الأشهُر كما يجري في عصرنا الحالي ، فقد لاحظ البشر مُنذ زمن غابر بأن الشمس تبدأ بعد هذا اليوم بالصُعود إلى الشمال في حركتها الظاهرية ، حيث يتناقص طول الليل ويزداد طول النهار تدريجياً حتى يتساوى الليل مع النهار يوم ٢٠ آذار/مارس القادم أي موعد الاعتدال الربيعي .
هذا اليوم اعتُبر عند أجدادنا و ضمن أعرافنا الاجتماعية و التقليدية بدايةً لما يُسمّى بمربعانية الشتاء حيثُ ارتبط هذا الموعد في ذكريات و تجارُب الأجداد و أذهانهم بقدوم البرد و الأمطار الأشد على مدار العام و على مدى أربعين يوماً و هو أمرٌ يتّفق مع العلم الحديث حيثُ تعمل الزاوية التي تدور بها الأرض بعد هذا التاريخ على ازدياد عدد و نشاط المُنخفضات الجوية التي تؤثر على منطقة بلاد الشام خلال هذه الفترة كما و أن مسار المُنخفضات يُصبح مناسباً لتأثُر المملكة بها بشكل أكبر و هذا الكلام تُثبته السجلات المناخية حيثُ أن فترة المربعانية تشهد تسجيل أقل مُعدلات للحرارة على مدار العام في المملكة كما تشهد هذه الفترة عادةً أعلى مُعدلات الأمطار.