الرئيسان التركي والروسي
بوتين واردوغان يدعوان الى تكثيف الجهود لدفع العملية السياسية في سوريا
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان الاثنين الى تكثيف الجهود لدفع العملية السياسية قدما في سوريا، وذلك في ختام لقاء بينهما استمر نحو اربع ساعات في سوتشي في جنوب غرب روسيا.
وقال بوتين في تصريح في ختام لقائه باردوغان "نحن متوافقان ازاء تكثيف الجهود لضمان استقرار طويل الامد في سوريا يمهد قبل كل شيء لدفع عملية التسوية السياسية قدما" في سوريا.
من جهته قال اردوغان "اتفقنا بانه باتت هناك اليوم قاعدة ستتيح لنا التركيز على العملية السياسية".
ومع ان روسيا هي حليف قوي للنظام السوري في دمشق، وان تركيا تدعم فصائل مسلحة معارضة، فان البلدين عملا معا خلال السنتين الماضيتين لانهاء الحرب في سوريا، خصوصا عبر محادثات تجري في آستانا في كازاخستان تحت اشراف البلدين وايران.
وادت جهود البلدين الى اقامة مناطق خفض توتر في بعض المناطق السورية اتاحت الحد من موجة العنف في البلاد من دون ان توقفها.
وكان اردوغان قال في بداية اللقاء حسب الترجمة الروسية لكلامه "انا واثق بان لقاءنا اليوم سيكون فعالا جدا".
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اعلن ان موضوع النقاش الرئيسي سيكون "الوضع في سوريا، وعمل مناطق خفض التوتر، ومتابعة عملية التسوية السياسية".
من جهته أكد وزير الخارجية التركية مولود تشاوش اوغلو أمام الصحافيين ان "الحل الأفضل" للنزاع في سوريا "سياسي".
واعتبر أنه "من دون وقف اطلاق نار، لا يمكننا الحديث عن حل سياسي (...) لقد أحرزنا تقدما في هذا الاتجاه ويمكننا أن نعطي أهمية أكثر للعملية السياسية".
وكان اردوغان وبوتين التقيا في ايلول/سبتمبر ٢٠١٧ في انقرة وقررا السعي لاقامة منطقة خفض توتر جديدة في منطقة ادلب في شمال سوريا.
-مصير الاسد-
ومنذ ذلك الحين، اقترحت روسيا جمع كل القوى السياسية السورية، للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع الذي اسفر عن اكثر من ٣٥٠ الف قتيل. لكن المعارضة والبلدان الغربية اعربت عن شكوكها في هذا الشأن ولم يتحدد اي موعد.
ومن المتوقع عقد جولة محادثات جديدة في جنيف بدءا من ٢٨ تشرين الثاني/نوفمبر باشراف الأمم المتحدة.
وسمح التدخل العسكري الروسي للنظام السوري باستعادة السيطرة على قسم كبير من الأراضي السورية، لكن موسكو تواجه صعوبات في احراز تقدم على المستوى السياسي.
ومنذ بدء الحرب في سوريا عام ٢٠١١، فشلت كل المحاولات للتوصل الى حل سلمي ولا يزال مصير الرئيس السوري بشار الأسد يشكل العقبة الأساسية.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اكد الخبير الروسي أليكسي مالاشينكو، ان "روسيا، الموجودة في وضع بالغ الصعوبة (في سوريا)، لا تستطيع بكل بساطة السماح لنفسها بخسارة حلفاء او حتى شركاء"، موضحا ان بوتين وأردوغان "يحتاج كل منهما الى الاخر" في هذا النزاع.
وكان الرئيسان قد تصالحا في آب/اغسطس ٢٠١٦، بعد اكثر من عام على ازمة خطيرة في علاقاتهما نجمت عن إسقاط تركيا طائرة روسية على الحدود السورية اواخر ٢٠١٥.
وتعبيرا عن الوفاق بين البلدين، اعلن اردوغان في ايلول/سبتمبر انه وقع مع روسيا عقدا لشراء منظومات دفاعية مضادة للطيران من نوع اس-٤٠٠، مما اثار قلق الحلف الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا.