Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
خبراء: 'التسول الاحترافي' وسيلة وضيعة لأكل أموال الناس بالباطل | رؤيا الإخباري

خبراء: 'التسول الاحترافي' وسيلة وضيعة لأكل أموال الناس بالباطل

الأردن
نشر: 2017-06-18 13:40 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
تعبيرية
تعبيرية

أجمع خبراء ومتخصصون على ذم التسول واعتباره وسيلة وضيعة للتكسب قد تقود محترفها الى الجريمة والرذيلة، فيما اكدت دائرة الافتاء العام ان التسول الذي يزداد في شهر رمضان الكريم بالتزامن مع إخراج الزكاة والصدقات، ظاهرة تسيء للمجتمع المسلم، وأن الاسلام يمتدح المسلم القوي لا الذليل.

ووأوضحت دائرة الافتاء وعدد من الخبراء، أن التسول الاحترافي بالتشخيص العلمي والديني، معتبرين ان التسول كحرفة وهو أكل لأموال الناس بالباطل، هو اشد أنواع التسول خطورة، ويشكل بداية للانحراف والجريمة.

وبينت دائرة الافتاء العام في ردود لها "حكم استغلال بعض الناس شهر رمضان للتسول من باب الكسب وجني المال؟ وما هو حكم انتشارهم الكبير بشكل يعرقل حركة المارّين والمتسوقين في الطرقات، وطرقهم باستمرار أبواب المنازل وانتشارهم في المساجد؟ وما حكم إعطاء المتسولين المال، في الوقت الذي لا يستطيع فيه بعض الصائمين التفريق بين المتسول المحتاج وغير المحتاج الذي حدده الشرع الاسلامي؟".

ونوهت الدائرة أن التسول ظاهرة غير حميدة وتسيء الى سمعة المجتمع، وتعكر صفوه وتشوه صورته، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يذل المؤمن نفسه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" أخرجه الترمذي.

وحذرت الدائرة من استغلال الكثير المتسولين هذه المهنة رغم عدم حاجتهم وأخذ حق غيرهم من المحتاجين، ونفّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء الى آخرته؛ لقوله:" ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم".

وأضافت دائرة الإفتاء، ان الاسلام حرم المسألة على كل من يملك ما يغنيه عنها من مال أو قدرة على التكسب، سواء أكان ما يسأله زكاة ام كفارة ونحوها، لقوله صلى الله عليه وسلم "من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر" رواه مسلم"، وعنه قال صلى الله عليه وسلم قال:" إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله" رواه الترمذي.. فمحترفو هذه المهنة يأكلون أموال الناس بالباطل، ويطعمون أبناءهم سحتاً، أي: مالاً حراماً.

وأشارت الدائرة الى ان مما يسيء لصورة بلدنا المبارك أن نرى أطفالا صغارا ونساء أُرسلوا من قبل أوليائهم الى الاشارات الضوئية ودور العبادة حفاة وبلباس مبتذل، يظهرون العوز والفاقة والكآبة ليستدروا عاطفة الناس وأنهم ما أخرجهم من بيوتهم إلا الجوع.

وقالت، ان الإسلام عالج هذه الظاهرة المسيئة بذم التسول، والحض على الانتاج والعمل، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده، لقوله صلى الله عليه وسلم:" ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" رواه البخاري، ولذلك لا ينبغي تشجيع هؤلاء بالتصدق عليهم، كما ينبغي نصحهم ووعظهم ؛ كي لا يأكلوا أموال الناس بالباطل، أما من كان في ضيق وكربة، فعليه مراجعة الجهات المعنية وهي كثيرة ولله الحمد.

بدوره اوضح الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط، أن عدد حالات التسول لهذا العام هي الاعلى، مشيرا الى أن لجان مكافحة التسول تتصدى بشكل دائم لمثل هذه الظاهرة وتقوم بتسليم الكثيرين منهم للشرطة لاتخاذ الاجراءات اللازمة وتحويلهم الى القضاء، مشيرا الى ان الغالبية العظمى من المتسولين ممن صدرت بحقهم أحكام قضائية من غرامات وكفالات يتم تأهيلهم ضمن نطاق البرامج التأهيلية لوزارة التنمية الاجتماعية، اما القلّة القليلة فيتم ايداعهم بدور الرعاية أو التأهيل.


إقرأ أيضاً: التنمية: التسوّل في الأردن وسيلة للكسب السريع


وقال استشاري الامراض النفسية والحالات الإدمانية الدكتور عبدالله أبو عدس أنه لا بد من تصنيف التسول حسب الانماط العامة الى التسول الظاهر وهو التسول الواضح، وهناك التسول المقنع أو المتخفي في بعض الانشطة مثل بيع بعض السلع وأداء بعض الخدمات، والتسول الموسمي في رمضان والاعياد، والتسول العرضي الذي يظهر في الظروف الاستثنائية في المجتمع، وهناك التسول الاضطراري وهو ناتج عن العجز وعدم توفر الاساسيات الضرورية لإعاشة الفرد او عائلته.

وأضاف ابو عدس ان هناك النوع الاخطر وهو التسول الاحترافي وهو الاشد خطورة والذي يتخذه الفرد كحرفة، وللأسف يختبئ خلفها العديد من الاشخاص وينظمونها بطريقة احترافية من خلال شبكة تؤثر في ثقة الشخص المتسول بنفسه، وهي بطريقة غير مباشرة ترفع من نسبة البطالة، ويمكن ان تؤدي الى بعض الانحرافات الفكرية او الاخلاقية كأن تخفي خلفها تعاطي المؤثرات العقلية أو الجريمة مثل استغلال حاجات الناس لأداء بعض السرقات.

واوضح ان الاسباب الاجتماعية لهذه الظاهرة تكمن في الخلافات الاسرية الدائمة والتفكك الاسري او وجود حالات من العنف او القسوة الاسرية او تمزق نظام الحوار الاسري، او التهرب من المدارس وعدم وجود نظام ضابط تربوي في المدارس او لدى أسر المتسولين سواء أكانوا كبارا او صغارا.

وبين أن التسول ينتشر في كل المجتمعات العربية العربية وغير العربية والاسلامية وغير الاسلامية، محذرا من أنه يشكل مناخا خصبا للجريمة بكافة انواعها واشكالها، وبداية الطريق للانحراف، وهناك حالة من انتهاك حقوق الطفل واستغلال الاطفال في هذه الظواهر الاجتماعية السلبية، وهو ما تنهى عنه المعايير والمواثيق والاتفاقيات الدولية.

واشار ابو عدس الى انه ثبت ان من بين هؤلاء المتسولين من لديهم انحراف في الشخصية واضطرابات، وهم احوج ما يكونون الى عرضهم على طبيب نفسي مختص لتقييمهم وعلاجهم.

وحذرت استاذة مركز دراسات المرأة في الجامعة الاردنية الدكتورة امل الخاروف، المواطن من الوقوع فريسة المتسولين الذين يستغلون شهر رمضان لكسب اموال وهبات الناس بغير حق، مبينة ان هناك العديد من الجهات التي تقدم الدعم للمتسولين كالجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تدعم الفقراء، وهي تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، ونحن ولله الحمد في بلد يعرف بالكرم ومساعدة المحتاج من كافة المستويات، كما أن جهود وزارة التنمية الاجتماعية في هذا السياق لافتة ومقدرة في تأهيل المتسولين وتمكينهم بدلا ان يكونوا عالة على المجتمع.

أخبار ذات صلة

newsletter