Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
في العمل .. فرق بين سماع محادثة بالصدفة والتنصت عليها | رؤيا الإخباري

في العمل .. فرق بين سماع محادثة بالصدفة والتنصت عليها

هنا وهناك
نشر: 2017-05-13 12:54 آخر تحديث: 2023-06-18 13:30
الصورة أرشيفية
الصورة أرشيفية

يعمل فارون ماثور، وهو مدير تنفيذي في مجال التسويق ويقيم في العاصمة البريطانية لندن، في مكتب مفتوح، ويجلس على مكتبه كل يوم بالقرب من المطبخ المكشوف المخصص لتناول الطعام في العمل، وبالتالي يسمع كافة المناقشات والمحادثات الدائرة هناك.

لكن، لا يعلم زملاؤه ذلك على الأرجح، ولا نستطيع بالطبع أن نلومهم. ينظر ماثور إلى شاشة الكمبيوتر واضعاً سماعات على أذنيه - لكنه لا يستمع دوما إلى الموسيقى - دون أن يعطي أي انطباع بأنه يعير انتباها لما يقال، لكنه في حقيقة الأمر يركز في المناقشات الدائرة هناك.

وفي أوقات أخرى، يصبح من المستحيل عليه ألا يسمع المحادثات التي تجري بصوت عال، وهي المحادثات التي يمكن أن تشتت انتباهه، وخاصة إذا طُلب منه إنجاز مهمة في وقت محدد. غير أن هناك فوائد للاستماع لمحادثات معينة، حسب قوله.

وبدلا من تجاهل المناقشات غير الهامة التي ليس لها علاقة بالعمل، يقول ماثور إن المعلومات التي يستمع إليها في تلك المناقشات تساعده على بناء علاقات مع زملائه بأشكال غير متوقعة.

يدون ماثور في مخيلته ملاحظات من أكثر المحادثات المبهجة ثم يثيرها بشكل عرضي أثناء اللقاءات الاجتماعية التالية.

إن الحديث بين الزملاء في العمل عن الأفلام السينمائية المفضلة لكل منهم أو الرحلات والخطط التي يعتزمون القيام بها في عطلة نهاية الأسبوع تساعد ماثور كثيرا على بناء علاقات ودية مع زملائه في العمل، إذ يقول: "يساعد ذلك على التواصل". لكنه يعرف جيدا أن هناك حدودا للاستماع للمحادثات، مشيرا إلى أنه يتفادى الاستماع إلى الأمور الشخصية.

وليس ماثور وحده هو الذي يستفيد مما يسمعه في مكان العمل، لكننا جميعا ربما نفعل ذلك.

"سمعت أقاويلا"

تعني أماكن العمل المفتوحة أنه أصبح من السهل الآن الاستماع إلى محادثات كانت فيما مضى تُجرى خلف أبواب مغلقة، لكن جني ثمار الحكايات المثيرة التي تسمعها قد تكون خادعة. إن سماع شيء ما بالصدفة أو ضمان وجودك في مكان يمكنك من سماعه ربما يساعدك في بعض الأحيان في عملك عن طريق إقامة علاقات مع زملائك أو في تفسير وجهة نظر مديرك على نحو أفضل أو أن تعرف النوايا الحقيقية من وراء أي إعلان تنشره الشركة.

لكن إذا عرف عنك أنك تنصت لما يقوله الآخرون، فقد تضر مستقبلك المهني وتبدو كشخص غير موثوق به.

يوجد فرق واضح بين سماع محادثة بالصدفة والتنصت عليها

فما السر إذا الذي يجعلك قادرا على تسخير ما تسمعه مصادفة في العمل لكي تحصل على ميزة أكبر من الآخرين؟ يكمن السر في كيفية وتوقيت استخدام المعلومات، حسب أندرو تشالينغر، نائب رئيس شركة لتدريب الموظفين الذي تركوا أعمالهم، ومقرها شيكاغو.

يقول تشالينغر: "قد يعطيك التنصت فكرة جزئية وغير كاملة، لكنه يمنحك فكرة عن طريقة تعامل الناس مع بعضهم البعض وكيفية تعاملهم مع العملاء، وهذا جزء من وسيلة تعلم الأسلوب الخاص ببيئة العمل في الشركة."

سماع بالصدفة أم تنصت؟

ومن المهم للغاية أن نميز بين استراق السمع، الذي يمكنه أن يضرّ بسمعتك، وبين سماع محادثة بالصدفة قد تساعدك على التقدم في عملك. يقول ماثور: "إذا سمعت محادثة ما عن طريق الصدفة، فهذا أمر مختلف".

ومن الناحية النفسية، فإن سماع محادثة عن طريق الصدفة يشبه ما يسمى بـ'ظاهرة محادثات الحفلات'، حيث يحدث تشويش تلقائي على الاستماع نتيجة المحادثات الجانبية الدائرة حولك، حسب لورين إيمبيرسون، أستاذة علم النفس بجامعة برنستون.


إقرأ أيضاً: 'فيروس' إسرائيلي يتنصت على آيفون عبر السماعات


ومن جهة أخرى، يعني التنصت أنك حولت اهتمامك عمداً إلى أمر لا يحدث أمامك ويمكن أن ينظر إليه على أنه عمل خبيث إذا ما اكتُشف أمرك، حسب إيمبيرسون، التي تقول: "يحاول الناس عدم الإصغاء (عندما يسمعون محادثة زملاء قريبين)، ولكنك تفعل ذلك أساسا. يراقب ذهنك باستمرار ما يدور حولك لتسمع ما هو متوقع وما هو غير متوقع ـ وعندما يحدث شيء غريب، فإن ذهنك يتوجه نحوه تلقائياً."

لقد أزالت المكاتب المفتوحة الحدود الفاصلة بين المحادثات العامة والخاصة، حسب جوشوا جونو، سمسار عقارات بشركة "تربلمنت" الناشئة في نيويورك.

وبعد أن أعرب عن تذمره لزميل قريب منه حول انسحاب أحد المشترين من عملية شراء إحدى العقارات المسجلة لديه، دخل زميل آخر من الغرفة في الحديث فجأة قائلا إنه يعرف مشترياً مثالياً لذلك المنزل.

وكانت هذه إحدى فوائد العمل في مكتب يُبقي فيه جميع العاملين آذانهم مصغية لسماع ما يحدث من حولهم. (أما فيما يتعلق بالمحادثات الخاصة جدا، فيعمد جونو إلى استعمال تطبيقات الكترونية للتواصل مع زملائه بدلا من الحديث بهمس).

ومع ذلك، لا تعد جميع حالات التنصت خبيثة، إذ يقول مورغان فريدمان، المؤسس المشارك لمدونة "أوفرهيرد إن نيويورك" أو (التنصت في نيويورك) وأحد مناصري التنصت، إن معظم العاملين في أجواء المكاتب المفتوحة في وقتنا هذا يتوقعون أن تكون محادثاتهم مسموعة،

ويضيف: "ويمكن الحصول على معلومات هامة للغاية عن طريق سماع تلك المحادثات. وإذا كنت أنت الشخص الذي تتحدث ويستمع إليه الآخرون في مكتب مفتوح، فإن ذلك سيمكنك من إظهار شخصيتك وصفاتك للآخرين الذين يستمعون إلى ما تقوله ويعرفونك بصورة أكبر. ويضيف فريدمان: "إننا نتحول نحو ثقافة نشارك فيها الآخرين عن قصد في كل شيء، ويستمع فيه الآخرون إلينا أيضا."

ومن المنظور المهني، إذا وُجدت وأنت تسترق السمع، أو حتى إذا أثرت موضوعاً سمعته وأنت مار بالصدفة، فإن ذلك قد يتسبب في تبعات غير حميدة كما يقول تشالينغر، الذي يحذر الموظفين ويطالبهم بالتفكير في مستقبلهم قبل أن يعتمدوا على التنصت للترقي في عملهم، ويقول: "لا يتعين عليك أن تدور هنا وهناك لتخبر الجميع بأنك تتنصت على محادثاتهم، فمن المهم أن تجعل زملاءك في العمل يشعرون بأنك أهلٌ للثقة".

وبالنسبة لمن يحاول إتقان طريقة التنصت، يجب عليه أن يعرف أنه كلما قل اهتمامه بالاستماع إلى المحادثات بين زملائه كلما كان ذلك أفضل، حسب هيلري أنغر إيلفينبين، أستاذة السلوك التنظيمي بجامعة واشنطن في سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتضيف إيلفينبين: "الاطلاع على معلومات لا تستطيع اتخاذ موقف تجاهها سيصيبك بالارتباك ويجعل الشكوك تساورك. إذا لم تستطع استخدام تلك المعلومات، فإن الاستماع إليها سيكون ضارا".

أخبار ذات صلة

newsletter