ارشيفية
السعودية تريد بناء مساكن بـ ١٠٠ مليار دولار
قال وزير الإسكان السعودي ماجد الحقيل إن الوزارة ستعتمد على الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في تنفيذ خطة طموح لبناء مليون وحدة سكنية بقيمة تتجاوز ١٠٠ مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لمعالجة أزمة نقص المساكن في المملكة.
تستهدف خطة الإصلاح الاقتصادي للمملكة "رؤية ٢٠٣٠" معالجة مشكلة نقص المساكن المتاحة للمواطنين وزيادة نسبة تملك المساكن للسعوديين بواقع خمسة بالمئة على الأقل بحلول عام ٢٠٢٠ من ٤٧ بالمئة حاليا. ويحظى حل مشكلة الإسكان بأولوية كبرى لدى الحكومة السعودية.
وعلى مدى السنوات الأخيرة أنفقت الحكومة عشرات المليارات من الدولارات لحل مشكلة الإسكان لكن البيروقراطية وصعوبة الحصول على الأراضي اللازمة للمشروعات حالا دون توفير القدر الكافي من الوحدات السكنية في السوق.
وقال الحقيل خلال مقابلة مع رويترز يوم الأربعاء على هامش مؤتمر يوروموني "لدينا خطة لبناء مليون وحدة سكنية في المملكة بقيمة تتجاوز ١٠٠ مليار دولار."
وأضاف "نعمل الآن على تطوير برامج شراكة بين القطاعين العام والخاص مع مطورين محليين وعالميين ونأمل أنه فور تحقيق ذلك وتطبيق تقنيات جديدة للبناء أن نستجيب للطلب خلال خمس سنوات."
ولفت إلى أن الوزارة تلقت العديد من المبادرات من شركات عقارية أمريكية للاستثمار في السوق السعودية وإنها تعرض الفرص الاستثمارية الحالية على هذه الشركات لبحث إمكانية التعاون بهذا الصدد.
وأضاف "نجري محادثات بالفعل مع بعض المطورين ونعتقد أننا سنتوصل لبعض الاتفاقات قريبا جدا... نلمس اهتماما من المطورين الأمريكيين للاستثمار في السوق السعودي."
وفي رد على سؤال عن مذكرات التفاهم التي وقعتها الوزارة مع شركات تطوير من كوريا الجنوبية والصين لبناء ٢٠٠ ألف وحدة في المملكة على مدى عشر سنوات قال الوزير إنه يتوقع أن يتقدم الجانبان بعروضهما النهائية بهذا الصدد بحلول منتصف مايو ايار.
وأوضح الوزير أن هناك ١.٦ مليون على قوائم الانتظار للحصول على مساكن من الوزارة ومن صندوق التنمية العقاري.
كان الحقيل قال في تصريحات سابقة إن المعروض في السوق لا يلبي سوى ٢٥ بالمئة من الطلب وإنه لا توجد منتجات سكنية تتناسب مع ذوي الدخل المتوسط والمنخفض.
وقال الحقيل يوم الأربعاء إن نسبة التمويل العقاري لا تغطي سوى ثلاثة بالمئة من الطلب وإن الوزارة تسعى لرفع قيمة التمويل بالقطاع إلى ٥٥٠ مليار ريال (١٤٦.٧ مليار دولار) بحلول ٢٠٢١ من ٢٨٠ مليار ريال حاليا.
ومع تأثر إيرادات المملكة بهبوط أسعار النفط لجأت الحكومة إلى خفض الإنفاق وهو ما أثر على القدرة الشرائية للمواطنين.
وتسعى الوزارة لتعزيز قدرة المواطنين في الحصول على التمويل عبر إطلاق شركة لإعادة التمويل تستهدف من خلالها ضخ ٥٠ مليار ريال على مدى السنوات الخمس المقبلة في قطاع الإسكان.
وتتوقع الوزارة أن تبدأ الشركة، التي يبلغ رأسمالها خمسة مليارات ريال ومملوكة حاليا لصندوق الاستثمارات العامة، عملياتها خلال الشهر المقبل بعد الحصول على موافقة الجهات التنظيمية.
وقال الحقيل إن الشركة ستقوم تدريجيا بشراء المحافظ العقارية من البنوك والتي تبلغ قيمتها حاليا نحو ١١٦ مليار ريال ومن ثم تقوم بتوريقها في الأسواق المحلية والعالمية. وستكون عملية التوريق مضمونة من قبل وزارة المالية.
وأضاف أن الوزارة ستطلق قريبا برنامجا لضمان الرهون العقارية لمساعدة السعوديين في الحصول على التمويل وهو ما سيقلص مخاطر المؤسسات المالية ويساعد على زيادة حجم التمويل.
وقال إن الوزارة باشرت العديد من الإصلاحات لتطوير السوق وكان أبرزها فرض رسوم على الأراضي غير المطورة داخل النطاق العمراني للمدن متوقعا أن تضخ الرسوم بين مليار وملياري ريال سنويا لخزينة الدولة.