Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
اجواء فوضى خلال المئة يوم الاولى من رئاسة ترمب | رؤيا الإخباري

اجواء فوضى خلال المئة يوم الاولى من رئاسة ترمب

عربي دولي
نشر: 2017-04-29 16:42 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
ارشيفية
ارشيفية

شهدت الايام المئة الاولى للرئيس الاميركي دونالد ترمب نكسات مدوية في الكونغرس وتقلبات في مواقفه السياسية في مختلف المجالات، إلا أنه تعلم الكثير خلال هذه الايام.
ورغم أن ترمب أظهر قدرة على التغيير سواء في لهجته أو في مواقفه، إلا أنه لم يوفق في تقديم رؤية واضحة لسياسته الخارجية.

ومع فترة المئة يوم في السلطة التي تحمل مغزى رمزياً لأي رئيس اميركي جديد، فإن رجل الاعمال الملياردير ترمب ادرك السبت حقيقة صعبة وقاسية بعد أن وعد الاميركيين بأن يحقق الفوز لهم في كل المجالات.

في هذه المرحلة من رئاسته فإن ترمب هو أقل رئيس اميركي شعبية في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر (حتى ولو أن انصاره المتشددين لا زالوا يؤيدونه بقوة).

ولا يزال ترمب (70 عاما) الذي أثار فوزه في الانتخابات صدمة في العالم، متمسكا بسياسته غير المتوقعة واسلوبه الارتجالي الذي جعل منه رجل اعمال ناجحا في قطاع العقارات ونجم تلفزيون الواقع.

ولكن يبدو أن هذا الرئيس الذي كان معاديا للمؤسسة السياسية اثناء ترشحه للرئاسة ووعد "بتجفيف المستنقع" في واشنطن، ادرك الان أنه يتولى إحدى أصعب الوظائف في العالم.

فخلال أسابيعه الاولى في الرئاسة عانى من ضربات موجعة بعد أن علقت المحاكم الفدرالية قراره بحظر السفر، كما لم يتمكن الكونغرس من التحرك بشأن اصلاحات الرعاية الصحية.

وقال ترامب خلال جهوده لالغاء واستبدال برنامج "اوباماكير" للرعاية الصحية الذي ميز رئاسة سلفه باراك اوباما "لم يكن أحد يعلم أن الرعاية الصحية بهذا التعقيد".
وبعد محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ حول كوريا الشمالية قال ترامب "بعد الاستماع لمدة 10 دقائق أدركت أن الامر ليس سهلا".

إن متطلبات المكتب البيضاوي والقيود المفروضة التي تجعل كل كلمة تنطق فيه تُحسب على صاحبها، تختلف تماما عن الخطابات اليومية التي ادلى بها ترمب خلال حملته الانتخابية.

ممن يطلب النصيحة؟ ونصيحة من يتبع؟ ما هي نوع العلاقة التي يجب أن يقيمها مع الكونغرس رغم أن الجمهوريين من حزبه يسيطرون عليه اسميا؟ ما هو المجال الذي يمكن أن يتيحه لوزارتي الخارجية والدفاع القويتين؟

لقد قالها كل من سبقه إلى المنصب: إن الانتقال الى البيت الابيض في 1600 شارع بنسلفانيا يتسبب في صدمة كاملة للرئيس الجديد.

صرح جورج دبليو بوش مؤخرا "شيء ما في وظيفة الرئيس يواجهه كل من يتولى هذا المنصب: انت تفكر بطريقة معينة وقت دخولك الى هناك وبعد ذلك تدرك أن ضغوط الوظيفة وواقع العالم مختلف عما كنت تعتقد".

وباستثناء روتينه الذي لا يتغير بارسال التغريدات كل صباح والتي عادة ما تتأثر بالاخبار التي تبثها شبكة فوكس نيوز، يمكن القول إن ترمب تغير.

ففي اختياره لأعضاء فريقه وفي بعض مفاوضاته، يبدو أن "سمات الرئاسة" بدأت تحل على ترمب ولكن ببطء.

وترمب الذي لم يتول أي منصب سياسي أو دبلوماسي في حياته وليست لديه أية خبرة عسكرية قبل أن يتولى أهم منصب في الولايات المتحدة، يقول إن اسلوبه المتغير ناجح.

واوضح "انا اتغير وانا مرن، أنا فخور بمرونتي"، وذلك قبل لحظات من اصداره اوامر بشن ضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بعد اتهام واشنطن له بشن هجوم كيمياوي على مدنيين.

وبالنسبة للصين وروسيا وحلف شمال الاطلسي، فقد غير ترمب رأيه وهو ما طمأن الاميركيين وعددا من حلفاء واشنطن.

قالت صحيفة واشنطن بوست في مقال افتتاحي مذكرة القراء بلهجة ترامب القاسية والقاتمة في خطاب تنصيبه "عندما ينتقل رئيس من كونه مخطئا تماما إلى كونه محقاً تماما بشأن مسائل مهمة، فإن الرد المنطقي ليس انتقاده ولكن الاحتفال بذلك ولكن بحذر".

إلا أن اسلوبه ينطوي على مخاطر.

فمن سوريا إلى كوريا الشمالية ما هي مخاطر زج الولايات المتحدة في نزاع عسكري لا يمكن التكهن بنتيجته، وهو الوضع الذي حذر منه ترمب اثناء حملته الانتخابية؟
كيف سيرد الرئيس الجمهوري إذا وقع هجوم ارهابي على الاراضي الاميركية كما حدث في 11 أيلول/سبتمبر؟

إن اسلوب ترمب وشخصيته يكشفان أنه لن يكون كأي من الرؤساء الاميركيين السابقين.

وفي مقابلة مقلقة مع مجلة "تايم" في آذار/مارس الماضي دافع فيها ترمب عن تصريحاته المثيرة للجدل والخاطئة قائلا "ماذا اقول لك؟ غالبا ما أكون محقا".

وبعد ثلاثة أشهر من توليه الرئاسة فان العديد من منتقدي ترمب لا زالوا يتفقون مع وصف الكاتب فيليب روث له في مجلة "ذا نيويوركر" في اواخر كانون الثاني/يناير.

فقد كتب روث يقول ان ترمب "جاهل في الحكم والتاريخ والعلوم والفلسفة والفنون وغير قادر على التعبير بطريقة ذكية .. ومفرداته لا تتعدى 77 كلمة".

كما تحوم التساؤلات حول العديد من محاور سياسة ترمب حول تعريفه الفضفاض جدا لل"الترامبية" التي تدور حول شعاره الواسع "اميركا أولا" الذي هو في الظاهر فكرة بسيطة ولكن يصعب تفسيرها.

ولم تساعد الخلافات داخل البيت الابيض الرئيس الجديد في التحرك نحو تقديم رؤية للامد الطويل.

فمن بين مجموعة تشتمل على المحافظ المتشدد ستيف بانون، يبرز أمر مهم وهو وضع عائلته في البيت الابيض خاصة ابنته ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر.

اما النجاح الابرز الذي حققه ترامب حتى الان في أيامه المئة الاولى فهو تعيين القاضي الفدرالي المحافظ نيل غورستش في المحكمة العليا.

وترمب يعلم أنه لا يستطيع عرض العديد من الانجازات التي حققها خلال هذه الفترة، وانتقد في تغريدة "المعيار السخيف للانجازات في أول مئة يوم"، رغم أن أحد اعضاء فريقه قال مرارا أن هذا المعيار مهم.


إقرأ أيضاً: وزير ألماني يتحدث عن 'محسوبية' في شأن إبنة ترمب


ولا تزال امام ترمب، الذي يتحدث عن احتمال الترشح لاعادة انتخابه، اكثر من 1300 يوم في الرئاسة.

أخبار ذات صلة

newsletter