ارشيف
الطراونة: الاحتلال مصدر أساسي لتغذية التطرف
أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة أن المصدر الأساسي لتغذية التطرف والإرهاب في منطقتنا، هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والقدس.
وأضاف في كلمة له بأعمال الدورة 136 للاتحاد البرلماني الدولي، أن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، هو مدخل التطرف، ولا سبيل لصد المتطرفين سوى بردع التطرف الأول في المنطقة وهو التطرف الإسرائيلي، والذي أيضا أخل بقيم العدالة والمساواة، فجعل الفلسطينيين دالة الظلم الدولي، عبر تغييب تطبيق قرارات الشرعية الدولية وازدواجية المعايير في التعامل مع اسرائيل وإرخاء الحبل لعدوانها وطغيانها ضد شعب أعزل.
وأشار إلى أن القمة العربية والقادة العرب، أجمعوا على أولوية القضية الفلسطينية وأن لا سبيل إلا باتباع النهج السلمي عبر مفاوضات الوضع النهائي، الواجب أن تكفل للفلسطينيين حق قيام دولتهم كاملة السيادة والكرامة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بعد وضع حد قانوني حاسم للاعتداءات الاسرائيلية المتطرفة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي تخضع تاريخيا للوصاية الهاشمية.
وأورد الطراونة في كلمته نصاً مقتبساً من خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في افتتاح اعمال القمة العربية على مستوى الملوك والرؤساء التي انعقدت نهاية الاسبوع الماضي في منطقة البحر الميت عندما قال: إن استمرار إسرائيل في توسيع الاستيطان،يقوض فرص تحقيق السلام، فلا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في الشرق الأوسط، من خلال حل الدولتين.
وحول التحديات التي تواجهها المملكة قال الطراونة إننا نعيش في المملكة الأردنية الهاشمية محاصرين بحزام من النار، ونجاور الأزمة السورية والعراقية، وغياب العدالة التاريخية عن القضية الفلسطينية التي نشتبك معها بالحدود والوجود والتاريخ والجغرافيا، وهي الأزمات التي أخلت بميزان العدالة والمساواة بين شعوب المنطقة، وتَحول دون تحقيق أي رفاه يذكر، فاض عن الحاجة، أو انعدم من الأساس.
وتابع: ولأننا اكتوينا بنار الإرهاب وقواه المتطرفة، فإننا نعرف جيدا أن محاربته هي سبيلنا لتثبيت قواعد الأمن والسلم المجتمعي وتكريسِ مبادئ العدالة والمساواة، وإن تراجع الإرادة الدولية في الحرب على الإرهاب تعني بالنسبة لنا الوبال الخطير.
وأكد أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية. مواصلين دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم، وفي الوقوف بوجه محاولات التقسيم، الزماني أو المكاني، للمسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، فلا بد لنا من العمل يداً واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد، وهو ما سيكون كارثيا على مستقبل المنطقة واستقرارها.
ومضى بالقول: من أجل ذلك نقول في الأردن؛ بأن التشابك بين قضايا منطقتنا، يساعدنا على استخدام منهج علميٍ في قراءة المشاكل والبحث عن الحلول، فنجاح المسار السلمي في حل القضية الفلسطينية، المفضي لإعلان حل الدولتين، سيساعدنا في تحشيد الجهود الرسمية والشعبية لمكافحة الإرهاب والتطرف ووضع حد للفوضى التي تشهدها دول في منطقتنا، كما أن الأزمة السورية تحتاج إلى تضافر جهود دولية لتثبيت مبادئ الحل السياسي، بعيدا عن أي طرح من قريب أو بعيد حول الحل العسكري الذي أثبت عدم جدواه، وهو ما يمكن الشعب السوري من الحفاظ على وحدته، ووحدة أراضيه، وصمود جيشه، واستمرارية كفاءة مؤسساته الدستورية.
وأكد أن الوضع في فلسطين وسوريا لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن بحث الأزمة العراقية، وما تعانيه الحكومة هناك من حرب طاحنة مع قوى الإرهاب والضلال، الأمر الذي يجبرنا جميعا للاصطفاف خلف الجهود العراقية في حربها ضد الإرهاب، وتعزيز صمود العراقيين على أرض محصنة من شبح التقسيم الطائفي والمذهبي.
وقال إن العدالة والمساواة وتحقيق الكرامة هو كل لا يتجزأ، وهو المعيار الذي من الواجب أن يتعمم على شعوبنا كافة، "فعلى هذه الأرض من يستحقون الحياة بأمن وسلم وينعمون بعدالة ومساواة، عبر توزيع عادل لمكتسبات التنمية، الأمر الذي يضيع على الإرهابيين فرصة الصدارة في قيادة هموم المجتمعات".
وختم بالقول إن الحديث عن الكرامة الاجتماعية، سيظل كلاماً فضفاضاً إذا ما حققنا العدالة والمساواة كنهج تكرسه الحريات العامة والديمقراطية المستقرة، والإصلاحات المستمرة، وبغير ذلك فإن حديثنا سيظل مبتورا عن الواقع، معميا عن الآفاق، منقطعا عن المستقبل الذي نتطلع أن نورثه للأجيال.
جدير ذكره أن الطراونة يترأس الوفد الأردني المشارك بأعمال الاتحاد البرلماني الدولي، ويضم الوفد النواب: خالد البكار، وفاء بني مصطفى، محمد البرايسة، حسن العجارمة، نبيل غيشان، مرام الحيصة، وعضويّ مجلس الأعيان، عبد الرزاق طبيشات، وخليل عثمان.