مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

الموساد يطلب نساء قويات لخوض "الحروب السرية" لأجهزة المخابرات

1
Image 1 from gallery

الموساد يطلب نساء قويات لخوض 'الحروب السرية' لأجهزة المخابرات

نشر :  
19:08 2017-01-09|

 

نشرموقع BBC النسخة العربية خبراً عن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، منذ عدة أيام، تحديداً في السادس من يناير/كانون الثاني الجاري، تحت عنوان "مطلوب نساء قويات".

في ثنايا الخبر، نعرف أن جهاز "الموساد"، بدأ حملة يسعى من خلالها إلى تجنيد مزيد من النساء، ويطلب منهنّ الانضمام إليه، مع الإشادة بقدرات النساء على العمل، فيما أُطلق عليه "الحرب السرية".

فما القدرات التي تمتلكها النساء ليُصبح وجودهن في أعمال الاستخبارات شيئاً لا غنى عنه؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا التقرير.

أيهما أتى أولاً: البيضة أم الدجاجة؟ أيهما أكثر ذكاءً وقدرةً على التحمل: الرجل أم المرأة؟

بينما يبدو السؤال مثيراً للحيرة، ويدفع بنوع من التمايز بين كل من الرجال والنساء، في محاولة لإثبات كل طرف أنه الأكثر ذكاء وقوة.

يُجيب ترافيس برادبيري -دكتور علم النفس الإكلينكي- عن هذا السؤال، في تقرير للـ"فوربس" نُشر في يونيو/حزيران لعام 2016، تحت عنوان "لماذا النساء أكثرُ ذكاء من الرجال؟".

فأوضح أن عقوداً طويلة من الدراسات في مجال الذكاء تُخبرنا بأن الرجال والنساء يتساوون بالفعل عندما يتعلق الأمر بالذكاء العام، لكن يختلف الأمر تماماً عندما يتعلق بالذكاء العاطفي/الوجداني، فللمرأة اليد العليا، عندما يتعلق الأمر بالمشاعر.

توضح نتائج الدراسة التساوي بين الرجال والنساء في الإدراك الذاتي لأنفسهم، ومع تميز الرجال فيما يتعلق بإدارة الذات؛ فإن المرأة تتفوق، عندما يتعلق الأمر بالإدراك الاجتماعي، أو بإدارة العلاقات الاجتماعية. وتبدو هذه النقطة مربط الفرس في تقريرنا، والسبب، يُجيبنا عنه السؤال التالي.

لماذا تستطيع المرأة أن تكون جاسوساً أبرع من الرجل؟

في حوار أُجري مع مايكل شواير، الذي تولى إدارة وحدة الاستخبارات الأميركية، المسؤولة آنذاك عن تتبع أسامة بن لادن، بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، اعترف "شواير" بأن النساء شكَّلن أغلبية في فريقه التحليلي؛ لقدرتهن على العمل بطريقة مميزة، عما يقوم به الرجال في هذا المجال.

يُصدق إيريك كلينسمان، أحد القادة السابقين في الـCIA، على الدور التحليلي الذي تلعبه المرأة في وحدات المخابرات، وفي فريقه الخاص كذلك. وفقاً لكلينسمان، فلا بد لمحلل الاستخبارات من امتلاك القدرة على استشعار ما يدور حوله وفهمه، وحل مشكلاته، وفقاً للمعطيات التي يحصل عليها، ويحللها عما يحدث حوله. وهذه ميزة تمتلكها المرأة أكثر من الرجال، فكانت العنصر الغالب في فريقه التحليلي خلال المهام التي أداها للجيش.

كذلك، يتبنى جهاز المخابرات الإسرائيلية وجهة نظر مُقاربة، فنسبة النساء العاملات بالموساد تمثل 40%، منها 24% بمناصب قيادية. بينما في إعلانه السابق، الذي دعا خلاله الموساد النساء للتقديم من أجل الالتحاق به، أظهر تامير باردو، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية، مدى الاهتمام الذي يرصده الجهاز لتعيين المرأة في أعماله، فيخبرنا باردو بأن المرأة تتميز بقدراتها التحليلية للأشخاص والمناطق، وكذلك قدرتها على قمع الأنا مقابل الاهتمام بالعمل، وهي في كل هذا تبرع بشدة فيما تفعله.

أما فيما يتعلق بإجابة السؤال الذي طرحته مجلة فوربس عن "لماذا تستطيع المرأة أن تكون جاسوساً أبرع من الرجل؟"، فنجد الإجابة حاضرة على لسان ليندسي موران، التي عملت بالـCIA لمدة 5 سنوات في تدريب النساء للعمل لصالح الجهاز الاستخباراتي، وتقول موران في هذا الصدد إن المرأة تمتلك عدة مميزات تؤهلها للعمل في المخابرات.

ومن هذه المميزات: قدرة المرأة على الاندماج في المجتمع، وتكوين علاقات وطيدة في البيئة التي تعيش بها، وقدرتها على تقييم احتمالات الخطر في موقف ما، أو مع أشخاص بعينهم، كذلك تُعد المرأة مستمعة ماهرة، فتهتم بالتفاصيل، وتستخدمها لصالحها في المواقف المختلفة.

لهذه الأسباب وغيرها، تشير ليندسي إلى أن المرأة قادرة على القيام بالمهام الاستخباراتية، بطريقة قد تتفوق على الرجل في تقديرها للمواقف، وخلق الأعذار المناسبة، والتعامل مع المواقف الخطرة، بغريزة صائبة غالباً.

جانب من تاريخ المرأة في عالم المخابرات

تزخر قصص المخابرات بكثير من الشخصيات والأحداث تتجاوز الخيال أحياناً، وللمرأة نصيبها من هذه القصص. في هذا السبيل، سنتعرف على نموذجين، أحدهما لمصرية عملت للموساد، والآخر لبريطانية كانت السبب في الفضيحة الأشهر لبريطانيا في زمن الحرب الباردة.

هبة سليم.. الجاسوسة المصرية الأشهر

فتاة مصرية، سافرت إلى فرنسا من أجل الدراسة، تعرفت هناك على مجموعة من اليهود فأُعجبت بقوة إسرائيل أمام الضعف العربي، وقررت العمل لصالحها من داخل مصر، فجنّدها الموساد لتسافر إلى إسرائيل كي تتلقى تدريباتها هناك ثم تعود إلى مصر، وبدأت هبة العمل من أجل تجنيد المقدم فاروق الفقي، مهندس بالصاعقة المصرية كان يهيم بها حباً، وفي مقولة أخرى، كانت تجمعهما قصة حب طويلة.

انتهى الأمر بالفتاة هبة سليم وبالمهندس المصري إلى تقديم معلومات حساسة عن مواقع أسلحة مصرية، ومواقع بناء سرية خاصة بالجيش المصري.

بعد فترة من الزمن، ومع تأكيد القيادة المصرية وجود عميل لصالح إسرائيل في الجيش، والتحقيقات، انكشف الأمر، فصدرت الأوامر بإعدام المهندس الفقي، ثم كان الحكم كذلك بإعدام هبة سليم، الذي لم توقفه محاولات إسرائيل مع الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، لإيقافه.

كريستين كيلر وفضيحة بروفومو في بريطانيا

جون بروفومو، وزير الدفاع في حكومة ماكميلان، ببريطانيا. كانت له عشيقة تدعى "كلير"، استغلت منصبه لنقل معلومات سرية للمخابرات الروسية، فكانت على علاقة بالملحق الروسي لدى بريطانيا. وتسببت تلك الفضيحة في استقالة بروفومو من منصبه، وسقطت على أثره الحكومة البريطانية، ودخلت كيلر السجن عدة سنوات، لتخرج بعدها، وتستكمل حياتها في أحد أحياء لندن.

نور خان.. أميرة هندية وجاسوسة بريطانية في فرنسا تعمل ضد النازية!

وُلدت نور النساء عنايت خان، الشهيرة بنور خان، في موسكو، عام 1914، لأم أميركية وأب هندي. وكان والدها ابن حاكم سلطنة مايسور الهندية. رحلت العائلة إلى لندن مع بداية الحرب العالمية الأولى، وبعد 6 سنوات، انتقلت مرة أخرى إلى باريس، واستقر بها المقام هناك حيث ترعرعت نور خان، ودرست الموسيقى، وعلم النفس، ونشرت مجموعتها القصصية الأولى.

استمرت الحرب، ودخلت القوات النازية باريس، لترتحل الأسرة مرة أخرى إلى لندن، وتُقرر نور خان الانضمام إلى المقاومة ضد النازية، فانضمت إلى "وحدة المهام الخاصة" التابعة للاستخبارات البريطانية، وعملت في قسم الاتصالات اللاسلكية.

تذهب بعض الأقاويل إلى أن الوحدة البريطانية كانت مُخترقة من قِبل المخابرات الروسية، ويذهب بعضهم الآخر إلى أن جمال "نور خان" اللافت للنظر أدى إلى الوشاية بها، فألقى الجستابو (جهاز المخابرات النازية)، القبض عليها ثم أعدمت عام 1944 رمياً بالرصاص في أحد معسكرات الاعتقال النازية.