هل تأخرت 'شتوة الزيتون' أو 'الشتوة الأولى'..؟
يتداول المواطنون في العُرف الشعبي ما يُسمى بـ"شتوة الزيتون" أو "الشتوة الأولى" والتي يبدأون معها قطاف ثمار الزيتون، وذلك بدءاً من الأيام الأولى لشهر تشرين الأول، فهل تأخرت فعلاً هذه "الشتوة" وما هو ارتباطها مع "الموسم المطري"؟
يُجيب كادر التنبؤات الجوية في "طقس العرب" على ذلك، بالنفي، حيث أن "الشتوة الأولى" تؤثر عادةً مع وسط وأواخر شهر تشرين الأول، في حين تُعتبر الهطولات قبل هذا التاريخ "عشوائية" و "غير مُنتظمة" إجمالاً وتتركز غالباً في المنطقة الشمالية من المملكة.
فعلى سبيل المثال تأثرت البلاد في بداية أيلول 2015 بموجة حارة رافقها أحوال جوية غير مستقرة عملت على هطول زخات محلية رعدية من المطر، في حدث يُعتبر نادراً نسبة لذلك الوقت من العام. أما هذا العام فكانت الأجواء خريفية اعتيادية مستقرة مع تأثير امتداد لمنخفض جوي ضعيف في الأسبوع الأخير من أيلول الفائت عمل على هبوط درجات الحرارة بصورة ملموسة وتساقط زخات خفيفة من المطر في أجزاء من شمال ووسط البلاد.
أما عن علاقة "الشتوة الأولى" بالموسم المطري وقوته، يُجيب أيضاً كادر التنبؤات الجوية بالنفي، حيث لم تجد الدراسات الاحصائية طويلة المدى في "طقس العرب" أيّة علاقة بينهما، ولم تخلُص إلى نتيجة "إحصائية" قوية في هذا الخصوص، ولا يُعوّل على شهر أكتوبر/تشرين الأول عموماً في أداء الموسم المطري، والذي يبدأ عادةً مع شهر تشرين الثاني وحتى بدايات نيسان من كل عام.
وعلى صعيد التنبؤات الجوية بعيدة المدى، يبدو أن الأمور غير مُبشرة بقدوم أول منخفض جوي إلى المنطقة، قُبيل الأسبوع الأخير من الشهر، حيث لا يتوقع أن تتجه أيّة كتلة هوائية "باردة نسبياً ورطبة" إلى منطقة شرق المتوسط بما فيها المملكة، ويتوقع أن تبقى درجات الحرارة في سياق مُعدلاتها المُعتادة حتى منتصف الشهر مع أجواء خريفية معتدلة نهاراً ومائلة للبرودة ليلاً، مع احتمالات بأن تتطرف صعوداً بُعيد انتصاف الشهر.
أما بخصوص النشرة الموسمية والخاصة بالموسم المطري 2017/2016، فيُصدر كادر التنبؤات الجوية في "طقس العرب" أول تحديث أو نسخة منها مع شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم بمشيئة الله، إلا أن التوقعات الصادرة في هذا الخصوص، عن النماذج العالمية الاحصائية، لا تُبشّر بموسم جيد على المنطقة ككل.