مِلف الاسبوع: أطباءُ يبحثون عن عملٍ منذ سنوات وآخرون يعانون من كثافةِ المراجعين

الأردن
نشر: 2016-09-02 21:12 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
تحرير: محمد ابوعريضة

ما بين التحاق أبنائنا بكليات الطب وتخرجهم منها، مساحة من الرجاءٍ والآمال الكبيرة والأحلام بغدٍ مشرق أكثر أمنًا. نؤثرهم على أنفسنا، فننفق عليهم بسخاء حتى لو كان بنا خصاصة، لكنا حينما نجدهم بعد أن أمسوا أطباء يتلظون على أبواب ديوان الخدمة المدنية، ووزارة الصحة، باحثين عن حقهم الطبيعي في العمل، فلا يجدونه، فإن قلوبنا تدمى، ولا نجد إلا أن نقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل".


هل يعاني القطاع الطبي من تخمة بعدد الأطباء، بدليل هذا العدد الكبير من العاطلين عن العمل؟ أم أننا إزاء تضارب في وجهات النظر في هذا السياق؟.


أكثر من ألف طبيب مسجلين لدى ديوان الخدمة المدنية يبحثون عن فرصة عمل، والسؤال هنا: كيف وصلنا إلى هذا الوضع في مهنة يفترض أن تكون من أكثر المهن تنظيمًا؟.


صحيح أن وزارة الصحة توسعت في السنوات الثلاث الماضية في تعيين الأطباء، لتغطية الضغط على الخدمات الصحية، والحاجة المطردة لها في ظل ارتفاع عدد النازحين إلى الأردن، غير أنها لم تتمكن إلى اليوم من استيعاب كل العاطلين عن العمل من الأطباء.


أطباء يبحثون عن عمل هنا، ونقص في عدد الأطباء هناك، مفارقة غريبة، لا يمكن فهمها إلا بالغوص في أعماق قطاعٍ، البيانات الإحصائية فيه مضللة، وتحتاج إلى تدقيق.
حينما لا يصل عدد الإختصاصيين في وزارة الصحة ألف طبيب، جلهم من كبار السن، لجهة أن الاختصاصيين من الشباب ما أن يجد الواحد منهم فرصة عمل في الخارج أو في القطاع الخاص المحلي، سرعان ما يغادر عمله، ما قد يهدد بتلاشي الاختصاصصين في وزارة الصحة في غضون سنوات قليلة، وينعكس سلبًا على جودة الخدمة المقدمة للمرضى.


وزارة الصحة ترى أن خطواتها في توسيع القبول في برامج الإقامة من شأنه الحد من معدلات البطالة، وفي تعويض العجز في عدد الأخصائيين لديها، لكن لهذه الصورة أوجه أخرى تستحق امعان النظر في تفاصيلها.


ما بين بيانات إحصائية منشورة، تتحدث عن اثنين وستة من عشرة طبيب لكل ألف مواطن، ومعدلات أخرى مستندة إلى نتائج المسح السكاني الأخير، تتوه الحقيقة، وتصبح محاولة الإجابة عن سؤال العجز أو الوفرة في عدد الأطباء ضربًا من الخيال.


تمسي الصورة أكثر قتامة حينما نعلم أنه يتوقع تخرج ما يزيد عن عشرين ألف طبيب من الجامعات الأردنية والخارجية، في غضون السنوات الخمسة المقبلة، فهل استعدت الجهات المعنية لاستيعابهم، وتوفير فرص التدريب والعمل لهم؟.


تباين واضح في النظرة إلى معدل عدد الأطباء إلى كل ألف مواطن، وضبابية كثيفة تعيق استيضاح إن كنا في الأردن نعاني من عجز في عدد الأطباء أم من حالة إشباع .. جملة أسئلة برسم الجهات المعنية للإجابة عنها، بيد أن الأهم من كل ذلك هل القطاع الطبي بخير؟

 

أخبار ذات صلة

newsletter