نمو عدد الروبوتات المصدرة في العالم إلى أكثر من 25 مليون في 2020
توقع تقرير متخصص أن يساهم النمو المتوقع في عدد الروبوتات المتنقلة بحلول عام 2020 بستة أضعاف عما هي الآن في تعزيز الإنتاجية والسلامة في أماكن العمل في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، وأفاد التقرير الصادر حديثا عن شركة فروست آند سوليفان بالتعاون مع أسبوع جيتكس للتقنية، بأن هذا النمو من شأنه المساهمة في رفع مستوى المعيشة اليومية للسكان.
ويتوقع تقرير فروست آند سوليفان الذي حمل عنوان مستقبل الروبوتات المتنقلة أن تنمو أعداد الروبوتات المصدرة في كافة أنحاء العالم من أربعة ملايين في العام 2012 إلى 25.4 مليونا في العام 2020، مما سينعكس طردا على قطاع الخدمات اللوجستية التي من المتوقع أن يحصل على الحصة الأكبر من أعداد الروبوتات الموردة لتنمو من 1,400 في العام 2012 إلى 95 ألفا في 2020.
وفي هذا السياق، قال بول كلارك، كبير مسؤولي التقنية في أوكادو، أكبر متجر بقالة على الانترنت في العالم: إن الروبوتات سوف تكون قادرة على اتخاذ القرارات والتكيف مع البيئات المحيطة جراء التقدم الحاصل في مجال الذكاء الصناعي والذي أتاح للروبوتات إمكانية التمتع بمستويات ذكاء أعلى وقدرة أكبر على معرفة المزيد عن العالم الذي حولها عبر الاتصال بإنترنت الأشياء واللجوء إلى تقنيات البيانات الكبيرة.
وأضاف المسؤول في المتجر الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرا له: سوف يؤدي هذا التقدم إلى إثراء التعاون القائم بين البشر والآلات، ما من شأنه تعزيز الإنتاجية ورفع مستويات الأمان في بيئات العمل وتحسين مستويات المعيشة.
ويشارك كلارك في مؤتمرريتيل وينزداي (أربعاء التجزئة)، المتخصص بتقنيات تجارة التجزئة والذي يقام يوم الأربعاء 19 أكتوبر القادم ضمن فعاليات أسبوع جيتكس للتقنية في الفترة الواقعة بين 16 و20 أكتوبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، ويتناول هذا المؤتمر التحولات التي تحدثها الابتكارات التقنية الحديثة في قطاع التجارة الإلكترونية وتفاعل العلامات التجارية معها.
ومن المقرر أن يقدم كلارك عرضا توضيحيا حوث قوة تأثير التقنيات الحديثة على مستقبل المتاجر على الانترنت والتسوق الإلكتروني، عارضا الطريقة التي استطاع بها تحقيق نمو مستدام في مجال التجارة الالكترونية عبر الاستفادة من أحدث التقنيات.
ويقوم متجر "أوكادو" بتوصيل أكثر من 200 ألف طلب أسبوعيا في المملكة المتحدة بفضل مستودعاته الآلية، التي سيعمل في أحدثها آلاف الروبوتات لتحضير طلبات الزبائن من مستلزمات البقالة، ويقيم المتجر شراكة حاليا مع عدة جامعات في الاتحاد الأوروبي لتطوير روبوت مساعد يشبه البشر، من المستهدف أن يتم اعتماده للعمل في المصانع بحلول العام 2020.
وقال كلارك: "باتت الروبوتات الشبيهة بالبشر والتي تتمتع بمستوى متقدم من الذكاء الاصطناعي مهيأة لتحقيق قفزة واسعة إلى الأمام في استكمال الأدوار البشرية وتعزيز الكفاءة في أماكن العمل، لا سيما في البيئات ذات المخاطر العالية والتي تتطلب سرعة عالية. وتستعد منطقة الشرق الأوسط، في ضوء الدفع المستمر باتجاه الابتكار فيها، لتكون أحد المراكز التي تشهد قيام الروبوتات بإحداث التحول في أماكن العمل. ويمكن توسيع نطاق الدروس المستفادة في مجال تجارة التجزئة إلى قطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية، والضيافة، والترفيه، والتشييد والبناء".
مع تزايد الأتمتة في أماكن العمل، ستكون الشركات قادرة على الاستعاضة عما يصل إلى عشرة عمال بروبوت واحد، ما من شأنه دفع التكاليف نحو الانخفاض بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، وفقا لفروست أند سوليفان، فيما توقعت شركة "آي دي سي" في تقرير لها نشرته في وقت سابق من العام الجاري أن يبلغ الإنفاق العالمي على الروبوتات 135 مليار دولار في العام 2019 بدافع من الإنفاق الكبير على النمو في قطاعات الإنتاج والرعاية الصحية.
من جانبها، تتوقع الرابطة الأوروبية للروبوتات، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى دعم صناعة الروبوتات وتقويتها وحمايتها في جميع أنحاء العالم، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط إقبالا ملحوظا على استخدام الروبوتات من الشركات، لا سيما تلك العاملة في المجالات الصناعية والإنتاجية. وقال سايمون أنديرسن، كبير مسؤولي المعلوماتية في الرابطة إن الروبوتات أصبحت تلجأ على نحو متزايد إلى الذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهام تستند إلى قرارات تتخذها هي، ما يؤدي إلى تعزيز الكفاءة والسلامة، وأضاف: "بتنا على حافة انفراجة كبيرة في التقدم التقني الذي يحكم العلاقة بين الإنسان والآلة، وقد لمسنا في دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما دولة الإمارات، وجود الطموح والعقلية التي تتقبل التبني المبكر للجديد والمبتكر من أجل أن تأخذ هذه الدول بزمام الريادة في استخدام الروبوتات لضمان العمل على إحداث التحول المنشود في الحياة اليومية".
الروبوتات والطائرات المسيرة عن بعد والطباعة المجسمة محركات دافعة لعجلة الابتكار.
تعتبر الروبوتات والطائرات المسيرة عن بعد والطباعة المجسمة ثلاثية الأبعاد، ثلاثة مجالات تقنية متداخلة ومترابطة تشهد انخفاضا سريعا في التكلفة، وزيادة مستمرة في مستوى التطور، ودفعا متسارعا لعجلة الابتكار.
وثمة إقبال متزايد من القطاعات يواكب التطور الحاصل في جودة الطباعة ثلاثية الأبعاد، على الابتكار السريع للنماذج الأولية في مجالات الإنتاج الصناعي والرعاية الصحية، مثل أجهزة المساعدة على السمع وتركيبات تقويم الأسنان. ومن المتوقع، على الصعيد العالمي، أن تنمو الطباعة ثلاثية الأبعاد والخدمات المرتبطة بها بأكثر من ستة أضعاف، من مليارين ونصف المليار دولار في العام 2013 وصولا إلى 16.2 مليار دولار في 2018، وفقا لتقرير تحليلي حديث أعدته شركة الاستشارات العالمية "برايس ووترهاوس كوبرز" بعنوان "مسيرة التقدم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد".
وتحدث الطباعة ثلاثية الأبعاد هزات واسعة في قطاع تجارة التجزئة، وهو ما يؤكده تقرير تحليلي متخصص يظهر أن سبعا من أكبر عشر شركات تجزئة في العالم تستخدم هذه الطباعة. ويشير التقرير الصادر عن شركة الى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد من شأنها أن تشعل جدلا أخلاقيا وتشريعيا محتدما.
وفي هذا السياق، يعتزم جون فاري، مدير الابتكار في متجر جون لويس، تقديم عرض توضيحي في جيتكس يتناول فيه كيفية قيام مركز الابتكار المسمى "روم واي Room Y التابع للمتجر البريطاني الشهير متعدد الأقسام، بإعداد نماذج أولية لمنتجات صنعت بالطباعة ثلاثية الأبعاد.
كذلك تشهد الطائرات المسيرة عن بعد إقبالا كبيرا في أوساط مجموعة واسعة من القطاعات، سيما ما يتعلق برصد مواقع المشاريع وتوصيل البضائع عبر مسافات طويلة، متيحة قيمة تجارية عالمية تبلغ 127 مليار دولار، بحسب ما جاء في تقرير صدر حديثا عن "برايس ووترهاوس كوبرز رؤية واضحة من عل. وأشار التقرير إلى أن أقوى ثلاث أسواق هي البنية التحتية والزراعة والنقل، لافتا إلى أن القيمة التجارية لقطاع البنية التحتية وحده تبلغ 45 مليار دولار موزعة على مجالات الرصد وإجراء الصيانة والتحقق من المخزونات.
أما في حقل الطاقة، فيعتزم قادة بارزون من كبرى شركات النفط والغاز، مثل شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية (أدكو)، ودولفين للطاقة، وإينوك، وتكرير، خلال مؤتمرات جيتكس، مناقشة الكيفية التي يمكن بها للطائرات المسيرة عن بعد وأجهزة الاستشعار جعل مواقع الطاقة أكثر أمنا وتأمين رصدها بطريقة أفضل.
ومن المقرر أن يشارك عدد من أبرز الشركات العاملة في مجال الطائرات المسيرة عن بعد في أسبوع جيتكس للتقنية، جالبة معها أحدث الابتكارات في هذا المجال إلى المنطقة، ومن بينها الشركات الصينية الثلاث "إيهانج" و"برودرون"و"يونيك".
فعالية "حراك الشركات الناشئة" في جيتكس تدعم الابتكار
وينتظر أن تقدم فعالية حراك الشركات الناشئة في جيتكس، وهي إحدى الفعاليات الجديدة في حدث هذا العام، الدعم للشركات العالمية الناشئة التي تجري تجاربها الابتكارية في مجالات الروبوتات والطائرات المسيرة عن بعد والطباعة ثلاثية الأبعاد، عن طريق تمهيد الطريق أمامها للحصول على التمويل والوصول إلى أسواق جديدة واستهداف جمهور جديد.
وفي هذا الإطار، تعتزم شركة "ديجي روبوتكس" الإماراتية الناشئة، التي أطلقت خلال مشاركتها في معرض جيتكس العام الماضي،"كافيه بوت" أول مقهى تشغله الروبوتات، و"كار بوت"أول سيارة ذاتية القيادة، العودة إلى دورة 2016 من الحدث لعرض مجموعة من الابتكارات تشمل أول جهاز محاكاة روبوتي للواقع الافتراضي، وطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام روبوت سباعي المحاور، ومركبات ذاتية القيادة، إلى جانب أول روبوت إماراتي شبيه بالبشر مصنوع بالطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأكد بلال الحطاب، المدير التنفيذي لـ "ديجي روبوتيكس" أن ابتكارات شركته في مجالات الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات الشبيهة بالبشر الخاصة بالمساعدة الشخصية، علاوة على المركبات ذاتية القيادة والروبوتات الصناعية في قطاعات النفط والغاز والتصنيع والبناء والخدمات اللوجستية "بدأت تحظى باهتمام كبير لا سيما في الاستخدامات المطلوبة لإنجاز المهام المتكررة والخطرة، وذلك في ضوء رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، واستراتيجية دولة الإمارات للمستقبل".
وسوف تنضم "ديجي روبوتيكس" في معرض جيتكس إلى عدد من الشركات الإبداعية مثل "ألبولا" الصينية، المختصة في الروبوتات البشرية الصديقة للطفل، "هاي تك"، التي تقول إن حصتها في سوق الروبوتات الصناعية وروبوتات المستودعات في الهند تبلغ 90 بالمئة، و"إنسيستمز أوتوميشن" من ألمانيا، التي تبتكر روبوتات تتراوح بين الآلات الصناعية وأجهزة المسح ثلاثية الأبعاد، فضلا عن المعهد الكوري لتطوير صناعة الروبوتات، الذي يعمل على تطوير مجموعة واسعة من الروبوتات.
وفي هذا السياق، تستعد فعالية حراك الشركات الناشئة في جيتكس لدعم الجيل المقبل من الشركات الناشئة العاملة في مجالات الروبوتات والطائرات المسيرة عن بعد والطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك عبر استضافة عدد من المؤسسات الإقليمية والعالمية الحاضنة والمسرعة لأعمال المشاريع الريادية، مثل برنامج "بادر"لحاضنات العلوم والتقنية وحاضنة الأعمال "إينسباير يو" التابعين لشركة الاتصالات السعودية، ومركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال، وشركة "أويسس 500" الأردنية، ومنظمة التجارة الخارجية اليابانية.
وتمثل دولة الإمارات القلب النابض لمنطقة الشرق الأوسط في مجالات الروبوتات والطائرات المسيرة عن بعد والطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث تتصدر المبادرات الحكومية المشهد في هذه المجالات. وكانت دبي شهدت حديثا افتتاح أول مبنى للمكاتب في العالم مشيد بطريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد، في وقت تهدف استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد إلى جعل المدينة مركزا عالميا في هذا المجال بحلول العام 2030. كذلك تلجأ جهات حكومية عديدة إلى استخدام الطائرات المسيرة عن بعد لأغراض الرقابة الأمنية، ورصد مرافق المياه والطاقة والطرق. وتعتزم دولة الإمارات في هذا الإطار، تنظيم بطولة العالم لرياضات المستقبل 2017 في دبي كمنصة للتنافس في هذه المجالات التقنية.
واعتبرت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس بمركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لأسبوع جيتكس للتقنية، أن دولة الإمارات استطاعت أن تظهر الكيفية التي يمكن بها رسم تصورات واضحة للمستقبل على نطاق واسع، قائلة إن شعار "الواقع بتصورات مبتكرة"، الذي يرفعه جيتكس هذا العام، "يعكس قدرة الحدث على عرض التغيرات العالمية المرتقبة في المستقبل القريب أمام مصنعي تقنيات الروبوتات والطائرات المسيرة عن بعد والطباعة المجسمة، والمقبلين الأوائل على اقتنائها، والخبراء فيها، وواضعي تصوراتها المستقبلية، علاوة على ترحيبه الخاص بالأفكار الجديدة".