منتدى الفكر يقيم لقاء بعنوان "التنوّع الثقافي في المجتمع والهُويّة الجامعة"
اقام منتدى الفكر العربيّ لقاء فكري حول "التنوّع الثقافي في المجتمع والهُويّة الجامعة" والكائن في منطقة الجبيهة.
وادار الحوار معالي الدكتور محمد أبو حمور الامين العام لمنتدى الفكر العربي وبمشاركة الدكتورة فاطمة جعفر رئيسة منتدى التنوّع الثقافي الأردني والدكتور موسى شتيوي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنيّة.
ابو حمور اعتبر موضوع التنوع الثقافي في المجتمع والهُويّة الجامعة من اهم الموضوعات المطروحة على الساحة الثقافية سواء على الصعيد العربي او الاقليمي وحتى على الصعيد العالمي، وذلك بسبب التغيرات المتسارعة في عالمنا المعاصر وتأثيرها على المجتمعات وثقافاتها والعلاقات بين المكونات الاجتماعية
الدكتورة فاطمة جعفرتحدثت خلال محاضرتها حول التنوع الثقافي والهوية الوطنية الجامعة والعوامل المؤثرة في تحقيق الأمن المجتمعي من خلال النظرة الإنسانية والقانونية، و بيّنت أن الثقافة بالنسبة للأمم المتحدة تعني "كل الحقوق التي تمكّن الإنسان من أن يأخذ حجمه الكامل، وأن ثقافة أي شعب هي طريقته الخاصة في الحياة، وموقفه منها، وآراؤه فيها، وفلسفته تجاه مشاكلها، ثم تصوره لوضعه في الحياة"، وأن مفهوم التنوع الثقافي يحمل فكرة التعايش بين أكثر من مظهر ثقافي داخل نفس الوسط المجتمعي، وعندما يكون لدى المجتمعات تواجد لتعبيرات ثقافية متنوعة، فإن ذلك ينعكس في ظهور ديناميات مجتمعية مختلفة بين تلك الكيانات الثقافية. وفي معظم الحالات هذه العلاقات تعكس ديناميات بين الأكثرية والأقلية.
وأوضحت د. فاطمة أن هوية الإنسان تمثل جوهره، كما أن هوية الثقافة أو الحضارة هي جوهرها وحقيقتها، وأن هوية أية أمة أو مجتمع هي الصفات المميزة له ليعبر عن شخصيته الحضارية.
كما تعتبر الهوية الاجتماعية محصلة مختلف التفاعلات المتبادلة بين الفرد ومحيطه الاجتماعي القريب والبعيد، كالانتماء إلى طبقة جنسية أو عمرية أو اجتماعية أو مفاهيمية في المنظومة الاجتماعية.
وحول التنوع الثقافي في الأردن، قالت د. فاطمة: إن هذا التنوع يعود إلى عمق التاريخ الإنساني، وإلى الإرث الحضاري والثقافي الذي يتمتع به الأردن منذ العصور القديمة، والذي استمرت أهميته الحضارية والثقافيةً عبر عصور الإسلام المتعاقبة وصولاً إلى تأسيس الإمارة الأردنية عام 1921، التي تشكلت نواتها على أسس من الحداثة والمعاصرة والتنوع الثقافي؛ إذ ساهمت جميع القوميات التي تعيش على الأرض الأردنية من العرب، والشركس، والشيشان، والأكراد، والأرمن، وغيرهم في إرساء بناء الدولة الأردنية المعاصرة وبناء الشخصية الوطنية الأردنية؛ مشيرةً إلى أن هذه القوميات انصهرت في بوتقة المجتمع الأردني ليشكل الجميع كتلة وطنية موحّدة ومتماسكة، ضمن لوحة أردنية فسيفسائية رائعة عكست واقعية المجتمع الأردني.