Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
ملف الأسبوع: قطاع مربي الأبقار تحت المجهر | رؤيا الإخباري

ملف الأسبوع: قطاع مربي الأبقار تحت المجهر

الأردن
نشر: 2016-07-22 21:06 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
تحرير: محمد ابوعريضة

ما بين مواطن يشتكي من ارتفاع أسعار مشتقات الحليب، ومنتج حليب يعاني من خسائر متتالية، بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج، وانخفاض أسعار الحليب الخام، مساحة الرؤية فيها متعذرة، فأين تكمن المشكلة؟ وما هي الحلقة المفقودة؟ ومن يستولي على الفرق بين هذا وذاك؟

رحلة الحليب من ضرع البقرة إلى معدة المستهلك تزخر بتفاصيل وحلقات مختلفة، ومستويات متباينة من المصالح، زادت من ضبابية واقع مربي الأبقار، ووضعت جلهم أمام تحديات جسام، منهم من صمد، وما زال صامدًا بصعوبة، ومنهم من يترنح، وعلى وشك السقوط، وبعضهم خرج بتاتًا من دورة الانتاج.

أسعار الأعلاف حدث عن ارتفاعها ولا حرج، صحيح أن جزءً من مربي الثروة الحيوانية يحظى برعاية الدولة، بيد أن مربي الأبقار يشترون مستلزمات الانتاج من أعلاف وعلاجات وخلافها بأسعار مرتفعة غير مدعومة، وما يزيد من ضبابية أحوالهم أنهم يخضعون في كثير من الأحيان لاشتراطات مشتري الحليب الطازج منهم.

ظلت أوضاع مربي الأبقار جيدة، حينما كانوا يبيعون الكيلو الواحد من الحليب بسعر يحقق لهم هامشًا ربحيًا مقبولًا، لكن انخفاض أسعار الحليب المجفف بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية، وانفتاح منافذ غير تقليدية لدخول كميات منه إلى السوق المحلية، أدخل القطاع في نفق مظلم.

وزارة الزراعة، كما تقول، ضبطت عمليات استيراد الحليب المجفف، وحددت الصناعات المسموح لها استخدامة، وصناعة الألبان قطعًا ليست منها، غير أن كميات كبيرة تتسرب بشكل غير قانوني إلى الأسواق، وتجد طريقها إلى بعض مصانع الألبان ومشتقاتها.

انخفضت الأسعار الحليب، وانخفضت أسعار المشتقات النفطية .. عدد من معامل الألبان استجابت وخفضت أسعار منتجاتها، إلا أن معظم المصانع الكبيرة ما زالت تبيع منتجاتها بأسعار حددتها أسعار مدخلات الانتاج قبل الانخفاض.

حاولنا الاتصال بعدد من مصانع ومعامل الألبان لتسجيل وجهة نظرها في هذا السياق، لم يستجب منها غير معمل نصف آلي واحد.

المعلومات المؤكدة عن قطاع مربي الأبقار تشير إلى أنه قطاع واعد، فهو يوفر أكثر من ثلاثة أرباع حاجات المملكة من الحليب الطازج، ناهيك عن بيانات إحصائية أخرى كثيرة دوره البارز في الاقتصاد الوطني.

معظم مزارع تربية الأبقار الحلوب واللاحم أصبحت اليوم مزارعًا حديثة، تعمل وفق أحدث طرق التربية، وتستعمل تقنيات متطورة، تضاهي مثيلاتها في دول العالم الأول، بيد أن الأهم من ذلك أن هذا القطاع ما زال يزخر بعشرات الحيازات الأسرية من الأبقار، ما يجعله قطاعًا يحافظ على تقاليد أردنية راسخة للاقتصاد الزراعي الأسري.

مربو الأبقار عنصر رئيس في توفير الأمن الغذائي للأردنيين، هو قطاع مولد للأعمال في القطاعات الأخرى، لكن التحولات الاقتصادية العميقة، التي تطال معظم مناحي الحياة، تضع هذا القطاع أمام تحديات متتالية، وتهدد مستقبل الاستثمار فيه، والحلول لمواجهة معضلات هذا القطاع بسيطة، لا تحتاج إلا لرقابة مشددة، وقرارات حكومية جريئة، ما زال منتسبو القطاع في انتظارها.

أخبار ذات صلة

newsletter