بالفيديو: اكتشاف الحمّام العربي النبطي في البتراء يغيّر حقائق سادة قرونًا

الأردن
نشر: 2016-07-15 19:59 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
تحرير: محمد ابوعريضة ، صالح الفرجات

هنا بدأت الحكاية، حينما توقف أفراد بعثة أثرية أمريكية ، أمام أحد المكتشفات في المنطقة الشمالية للمدينة الوردية، أثار استغرابهم .. حجرة يعود تاريخ بنائها إلى القرن الأول الميلادي، هي عبارة عن حمام بخار.

 

حمام البخار الكتشف حديثًا ليس أول حمام تكتشفه بعثات أثرية، فقد سبق أن اكتشفت حمامات أخرى في البتراء، لكن ما يميز الاكتشاف الجديد أنه شيد قبل احتلال الرومان المدينة عام 106 ميلادية، وهو ما يميط اللثام عن حقائق ظلت رمال عاصمة مملكة الأنباط تغطيها قرونًا كثيرة.

 

قبل هذه الساعة كان الاعتقاد السائد أن الرومان هم أول من أدخل الحمامات الجماعية إلى بلاد الشرق، لكن بات من الواضح اليوم أن العرب الأنباط قد سبقوا الرومان في هذا السياق على أقل تقدير بقرن من الزمن.

 

هل كان الحمام العربي النبطي المكتشف جزءً من بيت كبير، أم حمامًا عامًا؟ ما زال الأمر مبهمًا، خاصة أن ما هو سائد حتى اليوم أن بيوت النبطيين لم تكن كبيرة، فهل كانت هناك طبقة من النخبة لم يكتشف الناس تفاصيل حياتها بعد؟.

 

وجدت الفرق الأثرية تماثيل رخامية محطمة داخل حجرة الحمام، وهو ما شكل تحديًا جديدًا أمامها، لمعرفة سبب وجودها في هذا المكان، ولا سيما أنها تماثيل للآلهة أفروديت، فمن أين جاءت؟ ومن صنعها؟ ولماذا ألقيت مع النفايات في الحمام؟ كلها أسئلة تبقى عالقة برسم الإجابة عنها.

 

المعلومات الأولية عن الاكتشاف الجديد تؤكد أنه من المبكر الحديث عن سمات الحمام النبطي المكتشف كافة، وأن المقبل من جولات الاستكشاف بالتأكيد ستوفر معلومات إضافية، قد تشكل أساسًا موضوعيًا لتغيير صورة نمطية ظلت سائدة عن حمامات البخار التاريخية.

 

حجرة الحمام المكتشفة حديثًا تزخر بتفاصيل تؤكد أن هذه الحجرة كانت ملتقًا، ليس فقط لتنظيف الأبدان، بل كانت مكانًا للاستراحة، والتواصل بين الناس، ما جعل الحمام العربي النبطي منتدًا ثقافيًا بامتياز.

 

دائرة الآثار العامة، بوصفها وفق قانونها، صاحبة الولاية على الأماكن الأثرية كافة، كانت حاضرة في البتراء، وهي تتطلع إلى اليوم الذي تستطيع فيه تعظيم أهمية الاكتشاف الجديد، وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق مزيد من الإنجازات في هذا السياق.

 

ما الذي يعنيه استثماريًا اكتشاف نمط معماري عربي نبطي لحمامات البخار، للمستثمرين في القطاع السياحي وجهة نظر تستحق الإصغاء إليها.

 

الحمام العربي النبطي مصطلح جديد علينا أن نجد له مكانًا مناسبًا في خارطة الأردن الأثررية والسياحية، صحيح أن فرق البحث لم تكشف للآن إلا عن قمة جبل الرمل، والمقبل من الأيام، كما تقول، ستحمل مفاجآت قد تقلب مفاهيم وحقائق تاريخية لم يشك أحد يومًا في صدقيتها.

أخبار ذات صلة

newsletter