"الأقصى" جاهز لاستقبال مئات الآلاف من المصلين في رمضان
استكملت "إدارة الأوقاف الإسلامية" في مدينة القدس الشرقية الاستعدادات في المسجد الأقصى لاستقبال مئات الآلاف من المصلين خلال شهر رمضان المبارك.
ومن المتوقع أن يهل شهر رمضان في أغلب دول العالم هذا العام يومي الإثنين أو الثلاثاء المقبلين، حسب استطلاع هلال الشهر، الذي يبدأ مساء غدا الأحد، أو الحسابات الفلكية التي تعمد عليها بعض الدول والطوائف.
وقال الشيخ "عزام الخطيب"، مدير "إدارة الأوقاف الإسلامية": "استكملنا كل ترتيباتنا لاستقبال شهر رمضان المبارك من جميع النواحي الدينية والصحية، ولجان النظام والكشافة، وأيضا ما يتعلق بالإفطارات الجماعية في المسجد الأقصى".
"الخطيب" أوضح أنه في إطار الاستعدادات ذاتها تم خلال الأيام القليلة الماضية نصب مظلات ضخمة في ساحات المسجد لتقي المصلين حرارة الشمس.
وأضاف: "تم التوسع في إنشاء المظلات في المسجد خلال هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة؛ نتيجة الحر الشديد في هذه الأيام".
وعادة ما يتدفق مئات الآلاف المصلين من سكان القدس الشرقية والداخل الفلسطيني ومن يتمكن من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة إلى المسجد الأقصى لأداء الصلوات خلال شهر رمضان.
وفي هذا الصدد، قال الشيخ "محمد حسين"، مفتي القدس والديار الفلسطينية، في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الأقصى، أمس: "نذكر بأن شد الرحال إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان، وخارج شهر رمضان، هو من أولويات هذا الشعب الكريم الذي اختاره الله، تعالى، لأن يكون المرابط في هذه الديار المباركة".
وأكد المفتي أن شد الرحال إلى المسجد الأقصى هو "تثبيت وإعلان لإسلامية هذا المسجد، وأن هذا المسجد هو للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، وأن الله تعالى قرر من فوق 7 سماوات إسلامية هذا المسجد، وأنه مسجد للمسلمين وحدهم".
وبينما يتم السماح للفلسطينيين من سكان القدس الشرقية والداخل الفلسطيني بالوصول إلى المسجد فإن وصول المصلين من الضفة الغربية وقطاع غزة يخضع لقيود إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان وصل "الأناضول" نسخة منه، إنه سيسمح للرجال الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما، وجميع النساء من سكان الضفة الغربية بالوصول إلى المسجد الأقصى في أيام الجمع وليلة القدر خلال شهر رمضان.
ولفت إلى أنه يتعين على الفلسطينيين من سكان الضفة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 35 و45 عاما الحصول على تصاريح خاصة من الجيش الإسرائيلي في حال أرادوا أداء الصلاة في المسجد.
وبخصوص سكان قطاع غزة، أفاد الجيش الإسرائيلي، في بيانه، بأنه سيسمح أسبوعيا لـ500 شخص تزيد أعمارهم عن 50 عاما بأداء صلوات الجمع في المسجد الأقصى على أن يسمح لـ800 مصل تزيد أعمارهم عن 50 عاما بالوصول إلى المسجد في ليلة القدر.
وعادة ما يحتشد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية على الحواجز الإسرائيلية للوصول إلى المسجد لأداء الصلوات في شهر رمضان، وخاصة في أيام العشر الأواخر من الشهر.
وقال الشيخ "الخطيب": "نتوقع وصول مئات الآلاف المصلين إلى المسجد خلال شهر رمضان".
وأضاف: "الإعتكاف سيكون في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان كما هو متبع في كل عام، ولا يمكن دخول مستوطنين (إلى المسجد) في العشر الأواخر، وهذا أمر معروف، وأبلغناه للشرطة الإسرائيلية".
ويقتحم مستوطنون إسرائيليون، على نحو متكرر، ساحات المسجد من خلال باب المغاربة؛ إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد، بحراسة ومرافقة عناصر الشرطة الإسرائيلية.
ويعمل حراس وحارسات المسجد وفرق الكشافة ولجان النظام المحلية سنويا على الفصل ما بين الرجال والنساء في ساحات المسجد وخاصة في أيام الجمع وليلة القدر.
وقال الشيخ "الخطيب": "هناك فرق الكشافة ولجان النظام من شباب البلدة القديمة في القدس، وهناك 300 حارس وسادن من الأوقاف سيعملوا في رحاب المسجد الأقصى المبارك".
بينما حث مفتي القدس والديار الفلسطينية، في خطبة الجمعة أمس: "إخواننا المصلين والمصليات في رحاب المسجد الأقصى على المحافظة دائما على النظافة، وعلى مراعاة الأماكن المخصصة لكل من الرجال والنساء"، ووجه حديثه لهم قائلا: "تعاونوا مع حراس المسجد الأقصى ومع الكشافة وفرق النظام".
وإضافة إلى نشر حراس المسجد وفرق الكشافة والنظام، فإن إدارة الأوقاف الإسلامية تعد برنامجا دينيا يشمل دروس القرآن والسنة النبوية الشريفة يبدأ من صلاة الفجر وحتى صلاة التراويح التي تنتهي في ساعات منتصف الليل على مدار أيام الشهر.
وحول ذلك، قال الشيخ "الخطيب" موضحا: "على المسار الديني هناك برامج دروس دينية مكثفة من الصباح وحتى المساء، وأيضا صلاة التراويح التي سيؤم فيها مجموعة من الأئمة والمقرئين من حفظة القرآن الكريم المصلين كما هو جار في العادة في كل عام".
وسعت "إدارة الأوقاف الإسلامية" إلى توسيع الخدمات الصحية في المسجد لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين المتوقع وصولهم إلى المسجد خلال شهر رمضان.
لكن السلطات الإسرائيلية منعتها، قبل أيام، من إقامة مرافق خدمات صحية في باب الغوانمة عند الجدار الغربي للمسجد الأقصى.
ومدعومة من عدد من الجمعيات الخيرية الإسلامية في أنحاء العالم ومتبرعين محليين، تقدم "إدارة الأوقاف الإسلامية" وجبات إفطار يومية خلال شهر رمضان في ساحات المسجد، إضافة إلى وجبات السحور في أيام العشر الأواخر من الشهر.
وأكد الشيخ "الخطيب" أن "كل شيء سيتم تحت إشراف أدارة الأوقاف الإسلامية سواء الإفطارات الجماعية أو وجبات السحور".
وتتبع "إدارة الأوقاف الإسلامية" في مدينة القدس الشرقية وزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، باعتبارها المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، وصاحب الحق الحصري في إدارتها ورعايتها وإعمارها وتدبير كل شؤونها؛ وذلك بموجب القانون الدولي، الذي يعتبرها آخر سلطةٍ محليةٍ مشرفةٍ على هذه المقدسات قبل احتلالها عام 1948، وبموجب اتفاقية السلام الأردنية-الإسرائيلية الموقعة عام 1994 والمعروفة بـ"اتفاقية وادي عربة".