عملية جراحية عابرة للحدود!
في البلدان التي مزقتها النزاعات، فإن توفير الخبرات الطبية الدولية على الأرض يمكن أن يكون أمراً شبه مستحيل.
ولكن برنامج جديد، باسم "بروكسيمي" يتيح للجراحين تقديم المساعدة في أي مكان وُجدوا فيه في العالم، من خلال شاشة "أي باد."
وقال رئيس قسم جراحة التجميل في الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور غسان أبو ستة: "أتابع على شاشتي الصور المباشرة للعملية الجراحية التي تلتقطها الكاميرا في غزة، وأرسم الشق الذي يجب على الأطباء القيام به."
وقد استخدم أبو ستة بالفعل برنامج "بروكسيمي" للإشراف على عمليتين جراحيتين في قطاع غزة، من مقره في بيروت.
وعلى بعد مئات الأميال، أظهر للزملاء كيفية إجراء تدخل جراحي لعلاج الإصابات في المعارك والحروب، ما يعني أنه يمكن للجراحين اتخاذ الإجراءات اللازمة على خط الجبهة.
ويستخدم الإجراء جهازين من الهواتف الذكية أو لوحين متصلين بشبكة الإنترنت ما يظهر البث الحي للكاميرا مباشرة من غرفة العمليات، ويتيح للأطباء وضع إشارات على جهازهم لكيفية إجراء الشقوق الجراحية.
واضاف أبو ستة أن "هذه الإشارات التي أقوم بها تظهر على شاشة زميلي في غزة ما يمكنه من اتباع كل الخطوات التي أقوم بها"، مضيفاً: "انها حقا تشبه تجربة وجودي معهم في الغرفة."
وتفتقر نسبة ثلثي السكان في العالم، لقدرة الوصول إلى عمليات جراحية آمنة، ما يجعل هذه التقنية الجديدة قادرة على الوصول إلى المناطق النائية.
أما القدرة على مراقبة العملية فيمكن أن تجعلها مساعدة تدريبية مفيدة للأطباء المتدريبين. وقالت مبتكرة تقنية "بروكسيمي" الدكتورة نادين حشاش حرم، إن "الأساليب القديمة التي كانت تُطبق تاريخياً لإجراء التدريبات للأطباء المتدربين في العمليات الجراحية، من خلال وجودهم داخل الغرفة، لم تعد موجودة."
وقال بيتر كيم، نائب رئيس معهد الشيخ زايد للابتكارات الجراحية عند الأطفال، إن "بروكسيمي" يمكن أن تكون إضافة إيجابية، لمجموعة من المنتجات الأخرى، باستخدام كاميرات وفيديوهات للمشاركة الحقيقية،" مضيفاً: "أعتقد أن الحاجة والجهد لمشاركة أفضل الممارسات والخبرات في الطب يجب دعمها."