سليماني يصف التدخل السعودي في اليمن بـ "جنون مطلق"
اعتبر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، السبت، أن "العراق ليس بحاجة إلى تدخل الآخرين"، وذلك غداة إقرار وزارة الخارجية الإيرانية بتواجده في العراق بطلب من الحكومة العراقية، وسط تقارير عن مشاركته في عملية تحرير الفلوجة، التي يشنها الجيش العراقي بالتعاون مع مليشيا "الحشد الشعبي" الشيعية، لاسترداد السيطرة على المدينة ذات الأغلبية السنية من قبضة تنظيم "داعش".
وقال سليماني، في كلمة ألقاها أمام النواب الجدد في مجلس الشورى الإسلامي، إن "العراق ليس بحاجة إلى تدخل الاخرين ببركة وجود آية الله السيستاني"، وأضاف: "يمر اليوم عامان علي وجود تنظيم داعش في العراق وما زالت مدينة الموصل تحت سيطرة هذا التنظيم"، وتابع أن إيران "قامت بدور مهم في التصدي لداعش في العراق"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
واعتبر سليماني أن وصف الحشد الشعبي بالحشد الإيراني "هو اتهام لا أساس له من الصحة"، وقال إن "الأمريكيين كانوا يعتقدون أن الأحزاب السياسية العراقية التي كانت تقيم في إيران ومنها المجلس الإسلامي الأعلى سوف لن يكن لها دور في العراق لكن ما حدث هو العكس"، مضيفا أن "قائد فيلق بدر هو الأكثر شعبية حالياً بين القيادات العراقية".
واعتبر سليماني أن "أمريكا والسعودية وحلفائهما أعلنوا التعبئة العامة ضد إيران"، وقال: "أمريكا تعتقد أنها وبسبب انتصار الثورة الإسلامية تعرضت لهزيمة في منطقة الشرق الأوسط، وتعتقد بضرورة إعادة بناء قدراتها من النقطة التي تعرضت فيها للهزيمة وهي منطقة غرب آسيا عموماً".
ووصف سليماني التدخل السعودي في اليمن بـ "جنون مطلق"، قائلا إن "السعودية ستحصد الهزيمة من عدوانها على اليمن". وأضاف أن هجوم السعودية على اليمن خطأ فادح لأن الرياض لم تكن مطلعة على قدرات الشعب اليمني والطائفة الزيدية"، معتبرا أن "الهجوم السعودي على اليمن يماثل غزو صدام للكويت والذي أسفر عن انهيار نظامه".
ورأى سليماني أن ما يميز السياسة الخارجية الإيرانية عن الأمريكية في المنطقة هو "المنطق القوي الذي تعتمده إيران"، مضيفا أن بلاده "لا تقوم مثل أمريكا بتحشيد الجيوش بل إنها تقوم بأعمال محدودة سرعان ما تحقق النجاح لكونها قائمة على المنطق".
وحول الشأن السوري، قال سليماني إن "الجغرافيا السياسية التي يتمتع بها هذا البلد جعل منه بلداً مهماً جداً"، وأضاف أن "إيران عززت المقاومة في سوريا طوال السنوات الماضية وحالت دون تعرض هذا البلد لمخاطر حقيقية"، وتابع أن "40 دولة من بينها 25 قوة عظمى وغنية لم تتمكن أن تفعل شيئاً حتى الآن رغم تشكيلها تحالفاً ضد داعش".
وعن حزب الله، قال سليماني إن "الهدف الذي يسعى إليه الأعداء في لبنان هو تدمير حزب الله لكن ما يحدث في كل مرة هو العكس تماماً"، وأضاف أن "هناك 3 أبعاد لدور حزب الله في لبنان، الأول ما يتعلق بالعدو حيث أنه لا مجال للشك في قدرة حزب الله على الانتصار أمامه، والثاني هو الدور الذي يقوم به في الداخل اللبناني، والثالث هو الدور الذي يقوم به على صعيد المنطقة عموماً".