فيديو: حمايةً للمهووسين بهواتفهم الذكية.. مدينة تضع إشارات المرور على الأرصفة
لا أحد يتفوَّق على ألمانيا في التعامل بجدية مع إشارات المرور الحمراء؛ فالكثير من زوَّارها يتساءلون عمَّا يجعل الألمان يحتشدون في انتظار تحوُّل إشارة المرور إلى الأخضر حين لا تظهر أيّ سيارة في الأفق.
لذلك شعر المسؤولون في مدينة اوغسبورغ بالقلق حين لاحظوا ظاهرةً جديدةً: المُشاة مشغولون بالنظر إلى هواتفهم الذكية أثناء السير في الطريق؛ ما يجعلهم يتجاهلون إشارات المرور.
وبحسب تقرير نشره موقع NDTV، حاولت المدينة حل هذه المشكلة بتركيب إشارات مرور في داخل الأرصفة؛ حتَّى لا يغفل عنها المشاة الذين ينظرون إلى أسفل ليتحققوا من هواتفهم.
تقول المتحدثة باسم المدينة ستيفاني ليرمن، إنَّ هذه الإشارات “تجذب انتباه المارة بصورةٍ غير مسبوقةٍ”، وتعتقد أنَّ المال الذي أُنفق على الإشارات الجديدة قد وُضِع في مكانه الصحيح؛ فقد توصَّل استقصاء أُجري في عدة دولٍ أوروبيةٍ، إلى أنَّ 20 في المئة من المُشاة تصيبهم هواتفهم الذكية بالتشتُّت، بالإضافة إلى أنَّ الشباب يميلون إلى المخاطرة بحياتهم ليُلقوا نظرةً سريعةً إلى فيسبوك Facebook أو واتساب WhatsApp.
والمشكلة أكثر انتشاراً في الولايات المتحدة الأميركية؛ فقد أجرت جامعة واشنطن استقصاءً وجد أنَّ واحداً من كل 3 أميركيين يستخدم الهاتف الذكي في إرسال رسائل نصية أو في العمل عند عبورهم أماكن خطيرة على الطريق، وتوصَّلت وزارة النقل الأميركية إلى رابطٍ بين هذه العادات وزيادة معدلات وفاة المشاة.
وبحسب صحيفة Suddeutsche Zeitung الألمانية، لم يتفق الألمان على أنَّ هذه فكرة جيدة، حيث شك بعض المُعلِّقين من أنَّ هذا المشروع يُعَد تضييعاً لأموال دافعي الضرائب.
وقال شاب ألماني لصحيفة Augsburger Allgemeine المحلية، “لم ألاحظ هذه الإشارات قبل الآن” بعد أن نبَّهه مراسلو الصحيفة إليها.
لكن المسؤولون يقولون إن عملهم مُبرَّر؛ ففكرة تركيب هذه الإشارات جاءت بعد مقتل فتاة تبلغ 15 عاماً بعد أن دهسها الترام.
وبحسب تقارير الشرطة، فإنَّ سبب وفاتها هو أنَّها كانت تنظر إلى هاتفها أثناء عبور القضبان.
اوغسبورغ ليست المدينة الوحيدة التي اضطرت إلى مواجهة مشكلة العدد المتزايد من المشاة المهووسين بهواتفهم الذكية.
ففي العام 2014، احتلت مدينة تشونغكينغ الصينية صدارة عناوين الأخبار حين اختبرت جزءاً ممتداً لـ 165 قدماً من الرصيف حيث يختار المارَّة بين حارةٍ عادية وحارةٍ أخرى محجوزة للمهووسين بالتحديق إلى هواتفهم، أو من أسموهم بالـ “smombies” وهي كلمة تجمع حرف s من smartphone (الهاتف الذكي) وzombies (الموتى الأحياء).
وقال مسؤول التسويق، لوكالة آسوشيتد برس نونغ تشينغ، “إن الكثير من الأطفال والعجزة يمشون في الشوارع، والهواتف المحمولة قد تتسبَّب في تصادماتٍ غير ضرورية”.