الداخلية السعودية: ننسق مع الدفاع لاستهداف دواعش سوريا

عربي دولي
نشر: 2016-05-02 07:46 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي
المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي

أكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، أن كل ما يتوفر لدى الجهات الأمنية من معلومات، سواء أكانت تهم جهات داخل المملكة أو خارجها، يتم إيصالها عبر القنوات الرسمية المعنية بمنظومة عمل متكاملة".


وقال "ما لدينا من معلومات تصل لكل جهة ذات علاقة، هناك معلومات تصل إلى وزارة الدفاع ومعلومات أخرى لوزارة الخارجية وأخرى لوزارة التعليم والشؤون الإسلامية، كل من له علاقة بالمعلومة تصل إليه، ومهمته استقبال المعلومة واتخاذ الإجراءات اللازمة في ضوء ما تتوفر إليه من المعلومات".


وفيما يتعلق بتبادل المعلومات ما بين وزارة الداخلية وقوات التحالف لمحاربة تنظيم داعش بسوريا عبر وزارة الدفاع السعودية قال اللواء التركي إن "وزارة الدفاع هي الجهة الممثلة للمملكة بمحاربة التنظيم في سوريا عبر مشاركتها قوات التحالف الدولية لاستهداف عناصر داعش، وكذلك تحديد المواقع والأهداف"، مؤكداً أن الجهات الأمنية السعودية ممثلة بوزارة الداخلية لا تتردد في تمرير أي معلومات للجهات الأمنية.


وقال اللواء منصور التركي "يهمنا تمرير ما لدينا من معلومات لتحقيق الأهداف المرجوة من العمل الحالي، ونسعى لإنهاء هذا التنظيم، فكل ما نتعرض له يقتضي سرعة معالجة القضية في سوريا".


وأضاف "المملكة حريصة على تبادل المعلومات مع كافة الدول التي لها علاقة"، مشيرا إلى أن المتابع للكثير من مجريات الأحداث يدرك المعلومات التي وفرتها المملكة لدول عربية وغربية لإحباط جرائم إرهابية كانت وشيكة وفي طور التنفيذ.


300 سعودي في داعش
هذا وصرح اللواء التركي خلال مؤتمر صحافي عقده مساء الأحد في مقر نادي الضباط بالعاصمة السعودية الرياض أن "عدد الشباب السعوديين الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش قد تجاوز الـ3000 آلاف سعودي بقليل، 760 منهم عادوا إلى المملكة منهم من بادر إلى تسليم نفسه والبعض الآخر تم القبض عليهم والإطاحة بهم خلال العمليات الأمنية"، مؤكدا أن تصدير العناصر الإرهابية سيستمر "طالما استمر الوضع السوري قائما على ما هو عليه".


من جانبه، أوضح العميد بسام عطية خلال مؤتمر مشترك عقدته وزارة الداخلية لمؤتمر أن السعودية تعرضت خلال أقل من عام لما يزيد عن 30 عملية إرهابية بمعدل عملية كل 12 يوما، لافتا إلى أن داعش ليس له قيادة في الداخل بالسعودية فارتباطه عضوي بالقيادة المركزية بسوريا وتحويل العناصر السعودية إلى خلايا عنقودية للتنفيذ يتم إدارتهم من سوريا عبر توجيه وإدارة من القيادة المركزية ".


ونوه العميد عطية بمحاولة تنظيم "داعش" ومن خلال قاعدته المركزية المتواجدة بسوريا إلى تكوين خلية حاولت استهداف ولاة الأمر ورجال الأمن والرعايا الأجانب والمصالح الحيوية بالمملكة.


وقال "عملية إطلاق النار على المصلين في مسجد المصطفى في قرية الدالوة كانت عبارة عن تنظيم كبير له مخططات تستهدف ولاة الأمر، ورجال الأمن ومصالح الدولة الحيوية والرعايا الأجانب، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط هذا التنظيم، كما تمكنت من إسقاط أبرز قياداته".


وأضاف "داعش بوضعه الحالي مرتبط بحل الصراع في سوريا، فطالما بقيت المشاكل في مناطق الصراع ستبقى العناصر الإرهابية تسعى للقيام بعمليات تخريبية وإرهابية"، منوها بدور "داعش" في تأسيس خلايا إرهابية تتلقى تعليماتها من الأراضي السورية.


وهو ما تكشف من خلال الإرهابي عقاب العتيبي الذي بحسب وزارة الداخلية يعد "الوسيط العملياتي" حيث سعى من خلال تنقلاته بين أربع مناطق سعودية (الجوف الرياض، جازان، عسير) إلى تحويل البلاد لمنظومة من الخلايا العنقودية لتنفيذ التوجيهات التي يتلقاها من قيادات التنظيم في سوريا.


الوسيط العملياتي
وأوضح أن العميد عطية أن "دور الوسيط العملياتي تمثل في إعطاء الأوامر والخطط وتوجيه الأطراف الأخرى من عناصر التنظيم، بالتنسيق مع قيادات التنظيم في سوريا، مؤكدا أن التخطيط والتمويل المالي، وتوجيه الدعم اللوجيستي وتوفير السلاح لعناصر التنظيم المتواجدين في السعودية تكون من خلال قيادات في سوريا، ليقتصر دور العناصر السعودية على التنفيذ فقط".


وأشار العطية إلى أن عبدالملك البعادي قائد عملية استهداف الخزن الاستراتيجي (التي وقعت العام الماضي ونتج عنها استشهاد أحد أفراد الأمن) تلقى الأوامر بتكوين خلية إرهابية عملت على أدلجة عناصرها، وكان من بينهم الانتحاري يوسف السليمان مفجر مسجد الطوارئ، وبعد تلقي البعادي التعليمات عن طريق شقيقه المتواجد في سوريا والتي أمره فيها بالبقاء في السعودية لوجود فرص لدى التنظيم للقيام بأعماله الإرهابية في المملكة.


وأضاف "باعتماد عناصر تنظيم داعش بشكل رئيسي على وسائل التواصل الاجتماعي لتسهيل عملية التواصل فيما بينهم، فإننا نعمل على سد كافة الثغرات المؤدية للتغرير بالشباب"، معتبرا أن الطريقة الوحيدة لدخول بعض المطلوبين إلى المملكة بعد مغادرتهم منها، تتم عبر التسلل والتهريب".


عملية استباقية أمنية
من خلال عملية نوعية في منطقة غطت نحو 40 كلم شرقي محافظة بيشة بمدة عمل بلغت 40 ساعة، تمكنت الجهات الأمنية من إحباط عمل إرهابي فجر يوم الجمعة أسفر عن القبض على عقاب العتيبي (29 عاماً)، إضافة إلى مقتل مطلوبين آخرين هم عبدالعزيز الشهري (23 عاما) شقيق المطلوب الأمني ماجد الشهري والذي لازال هاربا، وياسر علي الحودي (22 عاما).


وبحسب ما أفاد به العقيد خالد العنيزي قائد العمليات فإنه عقب توفر المعلومات الأمنية عن تواجد أشخاص يستقلون سيارتين بمنطقة صحراوية جبلية فيها الأودية والأحراش وبعد دراسة جغرافية للمنطقة والوصول إلى الموقع على الفور لاذوا بالفرار وإطلاق النار على رجال الأمن، مما تطلب مطاردتهم ومعاملتهم بالمثل، ما أدى إلى احتراق السيارة الأولى وانفجار السيارة الثانية وترجل الأشخاص منها حيث تمت محاولة القبض عليهم بتوجيه النداءات لهم بالاستلام إلا أنهم رفضوا وأسرعوا بإطلاق النار.


وأضاف: "بعدها بساعات معدودوة من يوم الجمعة تم رصد المطلوب الثاني وبادر بإطلاق النار على رجال الأمن، ما تطلب إطلاق النار ومعاملته بالمثل"، مشيرا إلى أن السيارة الثانية المحملة بالمتفجرات انفجرت.


وأضاف أنه وفي اليوم الثاني تم رصد الشخص الثالث والتفاوض معه على تسليم نفسه وكان مرتديا حزاما ناسفا، حيث نزع الحزام وقام بإلقاء السلاح، وتم أخذ الإجراءات الأمنية اللازمة بحقه.


من هو عقاب العتيبي
عقاب العتيبي حاصل على شهادة المرحلة المتوسطة، له علاقة بالعملية التي استهدفت مسجد المصطفى بقرية الدالوة، وكذلك بتفجير مسجد قوات الطوارئ، وكذلك اغتيال العميد كتاب ماجد الحمادي، إضافة إلى مشاركته بمخطط كان يستهدف الطائفة الشيعية بالسعودية.


خطط عقاب العتيبي للذهاب إلى العراق وألقي القبض عليه في عام 2008 ثم تمكن من الدخول إلى سوريا عن طريق الكويت ثم تركيا بهدف المشاركة في القتال هناك، وتلقى التدريبات ليعود بعدها من سوريا عبر السودان ثم اليمن وصولا إلى جازان ليستقر به الأمر بمدينة خميس مشيط قبل أن يتوجه إلى ضرماء.


وبحسب توجيهات وتعليمات عبر قيادات تنظيم داعش المتواجدة في سوريا تم تكليفه بإنشاء قيادة للعمليات في السعودية، منها إنشاء مصنع خاص لتصنيع المتفجرات وإعداد الخطط اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية.


شقيق العميد الشهيد كتاب الحمادي
وبكلمات بسيطة عبر بها شقيق الضابط الشهيد شاهر ماجد الحمادي في حديث مع "العربية.نت" قائلا "الحمد لله وجزاهم الله خير جزاء دم المسلم لا يضيع هدرا، وكنت متأكدا وكلي ثقة بعد الله على قدرة رجال الأمن بالكشف عن المتورطين ومحاسبتهم".


وأضاف أن شقيقه الشهيد العميد كتاب ماجد الحمادي كان قد تمكن من رصد مجموعة من المطلوبين أمنيا في وقت سابق، واستطاع تضييق الحصار عليهم حتى وقعوا في قبضة الأجهزة الأمنية، وكان من بينهم عقاب العتيبي، وذلك في مدينة القويعية"، مشيرا إلى تمكن عقاب لاحقا من الاختفاء عن الأنظار والهرب عقب الإفراج عنه ليقدم على جريمته بقتل العميد باستخدام سيارة أحد رفاقه في المجموعة ذاتها ممن تم القبض عليهم.

أخبار ذات صلة

newsletter