بالصور: رؤيا تنشر العدد الأول من صحيفة القبلة
صحيفة القبلة.. صحيفة الثورة العربية الكبرى ، وصدر العدد الأول منها في الخامس عشر من أب عام ألف وتسعمائة وستة عشر ، وهي أول صحيفةٍ عربية هاشمية صدرت في الحجاز .
القبلة التي كانت تصدر مرتين في الاسبوع ، هي لسان حال الثورة العربية الكبرى وهي الصحيفة التي عبرت عن أهدافها الفكرية والسياسية ، وأبعادها الدينية إضافةً لتتبعها العمليات العسكرية لجيوش النهضة العربية في الشرق والشمال.
وقد أشرف على سياسة الصحيفة وكتب بعض مقالاتها ، وحرر بعضها الأخر الشريف الحسين بن علي – طيب الله ثراه - وإمتازت ببساطة المظهر والترتيب والرصانة في المواد والطرح إذ عالجت القضايا والهموم العربية والاسلامية في تلك الفترة إنطلاقاً من مبادئ وأدبيات النهضة العربية.
العدد الأول من الصحيفة التي كانت تصدر بأربع صفحات من القطع الكبير، تضمن وصفاً كاملاً لبدء العمليات العسكرية للثورة ، ومما جاء فيه مقال : بعنوان "النهضة العربية في الحجاز" يشرح مجريات الثورة العربية بدءاً من اللحظة الأولى، وواصل العدد شرح النهضة العربية، وأسبابها، بالقول أن النهضة العربية تجمعها كلمتان وهما (هل يكون العرب أولايكونون)، أما العرب فقد أجابوا تحت راية الشريف قائلين: (أما أن نكون أعزة أو نموت شرفاء ).
وتضمنت عناوين العدد الأول: فاتحة النهضة، النهضة العربية ، دعوة الامير أسبابها وأصولها ونتائجها، كما تضمن وصف كامل لبدء العمليات العسكرية للثورة ومما جاء فيه: أنه في الساعة التاسعة والدقيقة 12 قبيل الصبح من ليلة السبت الموافق 9 شعبان 1334 هـ ، 10 حزيران 1916 م ، إبتدأ إطلاق النار بشدة على الثكنات العسكرية ، وحوصرت الجنود التركية في حصونها وبخاصة قلعة أجياد المرتفعة فوق جبل منيع مشرف على كافة أنحاء مكة ومتاريسهم وعامة المنازل خصوصاً دار الامارة الجليلة التي إتخذوها هدفاً.
كما جاء في العدد الأول أنه "وقد أعلن أمير مكة الشريف الحسين بن الشريف علي بن الشريف محمد الخالص النسب الصادق السلالة من حسن السبط الملقب في بلاد العرب (سيد الجميع ) استقلاله واستولى جنده على مكة وجدة وحاصر المدينة المنورة ، وإذ كان العرب قد خضعوا لدولة آل عثمان فانهم خضعوا لها خضوع الحليف لحليفه".
واليوم ، ومع احتفالات مئوية الثورة العربية الكبرى ، فإن صفحات القبلة تستمد أهميتها الحاضرة لكونها المصدر الرئيس الذي أرخ ووثق للثورة العربية بجميع جوانبها وأسبابها وأبعادها الجغرافية والتاريخية وعلى مدار ثمانية أعوام من عمرها.