ملف الأسبوع: مهنةُ كاتبِ الاستدعاءات بين ماضٍ جعلَها ضرورةً وحاضرٍ الكتروني

الأردن
نشر: 2016-04-08 17:26 آخر تحديث: 2016-08-06 04:20
ملف الأسبوع: مهنةُ كاتبِ الاستدعاءات بين ماضٍ جعلَها ضرورةً وحاضرٍ الكتروني
ملف الأسبوع: مهنةُ كاتبِ الاستدعاءات بين ماضٍ جعلَها ضرورةً وحاضرٍ الكتروني

رؤيا – محمد أبو عريضة - هل أصبحنا حقيقة في زمن الحكومة الإلكترونية؟ وحان وقت الاستغناء عن كتبة الاستدعاءات، فلا يعود المواطن يحتاج إلى أوراق يعبئها أمام الدوائر الحكومية، أم أننا ما زلنا بعيدين عن هذه المرحلة؟

سؤال ملتبس لجهة أن كتبة الاستدعاءات ما زالوا يملأون الساحات والأرصفة أمام الوزارات والمؤسسات الحكومية، وما زال المواطنون، حتى المتعلمين منهم، يلجأون لكتبة الاستدعاءات لتنظيم معاملاتهم الحكومية وتعبئة طلباتهم الرسمية المختلفة.

بؤس المشهد العام لكتبة الاستدعاءات أمام الدوائر الحكومية يضاعف من عناصر الضغط لوضع حلول ناجعة لهذه المهنة غير المنضبطة.

كاتب الاستدعاءات مهنة قديمة راجت في الأردن وفي غيره من الدول العربية، حينما كانت نسبة الأمية مرتفعة، والمواطنون كانوا يجدون صعوبة في مخاطبة الدوائر الحكومية، وشرح احتياجاتهم، لكنها أخذت منذ سنوات قليلة تخبو.

أول تشريع أردني خاص بهذه المهنة هو قانون ترخيص كاتب الاستدعاءات لعام 1956، لكن الغريب أن هذا القانون يقبع في الأدراج منذ خمسينيات القرن الماضي، حتى بات يُعرَف بالقانون المنسي، لدرجة أن معظم الدوائر المعنية فيه لا تعرف عنه شيئًا.

قانون كاتب الاستدعاءات هذا حدد شروطًا خاصة بمن يريد امتهان هذا العمل، واستثنى أن يكون صاحب هذه المهنة يتقن الكتابة والقراءة، أو أنه يحمل مؤهلًا يخوله للقيام بعمله.

المواطنون اعتادوا على الاستعانة بكاتب الاستدعاءات، حتى لو كانوا قادرين على تعبئة الطلبات، وكتابة الاستدعاءات، وهو ما يفسر المشهد اليومي لهم أمام الدوائر الحكومية، برغم أننا أصبحنا اليوم في زمن الحكومة الإلكترونية،  فهل هي العادة، أم أنه الاستسهال أم عدم المعرفة أم كلها جميعًا؟

هل أنجزت الحكومة ما عليها إنجازه لأتمنة المعاملات والإجراءات الحكومية، ليصار بعد ذلك إلى معالجة الأبعاد الاجتماعية المترتبة على محاولة الاستغناء عن كتبة الاستدعاءات، أم إننا ما زلنا بعيدين عن ذلك؟

أمانة عمان الكبرى، بوصفها الجهة المعنية بمنح رخص المهن، تقول أنه على الرغم من تكدس عشرات كتبة الاستدعاءات أمام الدوائر الحكومية، إلا إنها لم تمنح سوى أحد عشر شخصًا رخصًا لممارسة مهنة كاتب الاستدعاءات.

 باقي كتبة الاستدعاءات ينقسمون إلى فئتين، الأولى يعمل أفرادها من دون رخص، والثانية أفرادها حاصلون على موافقات أمنية من الحكام الإداريين، وعلى الرغم من اتصالنا بمحافظة العاصمة غير مرة، للاستفسار عن واقع هذه المهنة، إلا أننا لم نتلقَ إجابة بهذا الخصوص.

وعودة على بدء، كتبة الاستدعاءات أناس يعيلون أسر، وإذا ما قيض للحكومة الإلكترونية أن تستكمل حلقاتها، فإن هؤلاء سيقذفون إلى سوق عمل متخم بالعاطلين عن العمل.

كاتب الاستدعاءات مهنة ظلت مهمة، وكان الناس في سالف العهد يلجأون لأصحابها في معظم الشؤون المستعصية عليهم، فهم وفقًا للثقافة الشعبية يعرفون ما استغلق على الناس معرفته، لجهة أنهم متعلمون،  لكنهم أمسوا اليوم في زمن الانترنت في مهب الريح، إلا إذا واكب بعضهم متغيرات العصر، وطوروا أدواتهم المعرفية.

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

newsletter