ملف الأسبوع: مزارعو الأغوار بين مطرقةِ الخسائر وسندانِ التصدير

الأردن
نشر: 2016-04-01 16:51 آخر تحديث: 2016-08-06 23:50

رؤيا – أسامة العدوان - في المساحة الواقعة بين الشونة شمالًا والشونة جنوبًا، وإلى غور فيفا في أقصى الجنوب، ما انفك أناس مذ كانت هناك زراعة، يفلحون أراضيهم، يطعمون الناس عن طيب خاطر، يؤثرون على أنفسنهم ولو كان بهم خصاصة.

لم يكن الغور سلة الأردن الخضراء فحسب، ولم تطل خيراته دول الجوار فقط، بل تجاوزت موسكو في أقصى شمال أوروبا، لكن، أليس من الظلم أن يجوع من يطعم كل هؤلاء؟

ظلت أوضاع مزارعي الغور محتملة إلى ما قبل حرائق دول الجوار، صحيح أنهم كانوا يتعرضون في بعض السنوات لمشاكل، لكنها كانت مشاكل اعتادوا عليها.

بلغت معاناة المزارعين في هذا العام الزبى، فهذا شجاع محمد المزارع النموذجي، شديد الحرص على انتاج أصناف بجودة عالية جدًا، بإمكانيات متواضعة، يضطر بسبب تشوه الأسواق إلى بيع منتجاته بأقل من التكلفة.ويؤيده فيما ذهب إليه رئيس اتحاد المزارعين في وادي الأردن عدنان الخدام.

والمهندس غسان العدوان، الذي آثر العودة إلى الجذور، فغادر عمان إلى حيث الأرض السمراء، وأخذ يزرع ويفلح، لكنه اكتشف الحقيقة.ويلخص حامد الحبيس مطالب المزارعين في جملة واضحة، لا لبس فيها:

خسائر القطاع، منذ بدء أحداث "الربيع العربي" كبيرة جدًا، المزارعون طالبوا الحكومة غير مرة بالتعويض، وخاطبوا جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، بوصفهم ضحايا حروب.

معظم مزارعي الأغوار ملاحقون قضائيًا بسبب تراكم الديون عليهم، جراء خسائرهم المتكررة موسمًا تلو الآخر، ما يجعلهم غير قادرين على التنقل بحرية، وهو ما دفعهم مؤخرًا إلى الاعتصام، لكن برغم استمرار اعتصامهم اسبوعين، لم يبادر مسؤول حكومي على أي مستوى بزيارتهم، وهو ما زاد من غضبهم وشعورهم أنهم غرباء في وطنهم.

مزارعو الأغوار لم يعودوا قادرين على الاحتمال، ولم يعودوا متأكدين من قدرتهم على ضبط ايقاع أفراد أسرهم، خاصة أنهم أخذوا يلحظون، بسبب الفقر، سلوكيات غريبة عليهم.

الحكومة لم تتدخل، كما يقول مصدرو الخضار والفواكة، لإنقاذ القطاع، وفتح أسواق جديدة، صحيح أنها تنبهت مؤخرًا، وقررت تخصيص مبلغ ثلاثة ملايين دينار لدعم الشحن الجوي لصادرات الخضار والفواكة، لكن متى يبدأ التنفيذ؟

أما بخصوص فتح الحدود مع سورية والعرعق فالأمر فيه اجتهادات كثيرة وتحتاج إلى تكاتف جهود جهات مختلفة، لكن للمصدرين وجهات نظر تستحق الانصات إليها.

الحكومة تعترف بوجود مشكلة، وتتحدث عن بيانات إحصائية تؤكد على المشكلة، لكنها تناقض نفسها، والأهم أنها تعتبر أن الأولوية للبعد الأمني، ومن ثم يمكن الحديث عن البعد الاقتصادي أو عن البعد الاجتماعي.

مزارعو الأغوار في مهب الريح، وسلة الأردن الخضراء قد تمسي في لحظة صفراء، إن لم تتدخل الحكومة وتنقذ لقمة عيش الأردنيين من كارثة قد تحل، لذا فقد حان حان الوقت، كما يقول مزارعو الغور، ليرفع كل الأردنيون صوتهم عاليًا: أنقذونا.

 

 

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

newsletter