روسيا سحبت نصف قوتها الجوية الضاربة من سورية

عربي دولي
نشر: 2016-03-16 19:34 آخر تحديث: 2016-08-05 16:40
روسيا سحبت نصف قوتها الجوية الضاربة من سورية
روسيا سحبت نصف قوتها الجوية الضاربة من سورية

رؤيا - رويترز - أظهرت حسابات لرويترز أن أقل بقليل من نصف القوة الجوية الروسية الضاربة في سورية غادر البلاد خلال اليومين الماضيين فيما يشير إلى أن الكرملين يسرع وتيرة انسحابه الجزئي.

وأمر الرئيس فلاديمير بوتين يوم الاثنين بسحب غالبية القوة العسكرية الروسية من سورية بعد خمسة شهور من الضربات الجوية وقال إن الكرملين حقق معظم أهدافه.

والعدد الدقيق للطائرات الروسية التي كانت موجودة في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية سري. لكن تحليلا لصور التقطتها الأقمار الصناعية ولقطات للضربات الجوية الروسية وبيانات وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق يشير إلى أن روسيا كانت تحتفظ بنحو 36 مقاتلة هناك.

وأظهر تحليل رويترز لقطات بثتها محطات تلفزيون رسمية أن 15 على الأقل من هذه الطائرات ومن بينها مقاتلات طراز سوخوي-24 وسوخوي-25 وسوخوي-30 وسوخوي-34 قد غادرت في اليومين الماضيين.

ولم يتسن لرويترز التحقق من تحركات الطائرات من مصدر مستقل. ومن المستحيل تحديد ما إذا كانت طائرات أخرى تتجه لسورية لتحل محل الطائرات المغادرة.

ويقول محللون عسكريون إن الطائرات سوخوي-24 وسوخوي-25 المغادرة- التي يعود تاريخ صنعها للحقبة السوفيتية وأجريت لها بعض التحديثات- كانت عماد الحملة الجوية الروسية في سورية.

وقال ماكسيم شيبوفالينكو وهو ضابط سابق في الجيش الروسي يشغل حاليا منصب نائب مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو إن هذه الطائرات نفذت ما يتراوح بين 75 و80 في المئة من بين أكثر من تسعة آلاف طلعة جوية للطيارين الروس.

وعرض التلفزيون الروسي لقطات لأربع طائرات من الطراز سوخوي-25 وخمسة طائرات من الطراز سوخوي-24 غادرت في اليومين الماضيين. ويعتقد محللون عسكريون أن روسيا كان لديها 12 طائرة من كل طراز في سورية. كما شوهدت أيضا خمس طائرات من الطراز سوخوي-34 وواحدة من الطراز سوخوي-30 وهي تغادر.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين يوم الثلاثاء إنه ليست لديه تفاصيل محددة عن القوة العسكرية الروسية في سورية لكنه قال إن موسكو كان لديها "عشرات الطائرات" المتمركزة هناك.

وقال روسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات إنه يعتقد أن روسيا ستسحب على الأقل نصف قوتها الضاربة لكي يعتبر انسحابها الجزئي حقيقا.

وقال لرويترز "ما لم يحدث ذلك سيقول الناس داخل روسيا و-بدرجة أكبر- خارجها إن الأمر ليس حقيقيا وإنه ببساطة إعادة تنظيم للقوات."

*حساسية متزايدة

تزايدت الحساسية الروسية في الأيام القليلة الماضية بشدة تجاه الاهتمام الخارجي بعودة العتاد العسكري من سورية.

ونشر موقع لايف نيوز الإلكتروني الإخباري الروسي خبرا اليوم عن احتجاز مدون أمريكي مختص بمجال الطيران وصفه "بالجاسوس". وقال الموقع إنه اعتقل عندما كان يحوم حول مطار تشكالوفسكي العسكري شمالي موسكو وأطلق سراحه لاحقا.

وقال مصدر في أجهزة الأمن الروسية لوسائل إعلام محلية يوم الثلاثاء إن اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين ضبطوا في الشهر الجاري أثناء تصوير قاعدة موزدوك الجوية العسكرية بجنوب روسيا سرا. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن الدبلوماسيين كانا مسافرين في رحلة عادية وإنهما خضعا لكافة الفحوص الروسية الضرورية.

ومن المعروف أيضا أن موسكو لديها نحو 14 طائرة هليكوبتر عسكرية على الأقل فضلا عن طائرات استطلاع بدون طيار في قاعدة حميميم. وفي حال سحبها سيتم شحن طائرات الهليكوبتر جوا.

وأوضح مسؤولون روس أن قاعدتين عسكريتين روسيتين ستبقيان في سورية وكذلك قوة ضاربة صغيرة من المشاة والمدرعات وطائرات الهليكوبتر. ومن المرجح أيضا بقاء نظام الدفاع الجوي المتطور إس-400.

وتحدث مسؤولون أمريكيون عن وجود "بضعة آلاف من القوات" الروسية في سورية. وقال مصدر في الجيش الروسي لوكالة أنباء انترفاكس إن نحو 1000 جندي سيبقون وإن أكثر من نصفهم سيكونون مستشارين عسكريين.

وقال أندري فرولوف محلل الشؤون العسكرية في مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات إن روسيا ستترك "العديد" من الطائرات سوخوي-30 وسوخوي-35.

ويقول ألكسندر كوتس المراسل العسكري الذي عمل في سورية لصالح صحيفة كومسومولسكايا برافدا المؤيدة للكرملين إنه جرى إبلاغه بأن روسيا قادرة على إعادة قوتها الجوية الضاربة بالكامل إلى سوريا في غضون 48 ساعة فقط.

وقال إن المعدات الثقيلة والمدرعات ستنقل بحرا وإن بعضها قد يخزن في سورية أو يسلم إلى الجيش السوري.

ولا تزال روسيا قادرة عند الضرورة على التحرك سريعا لمساعدة الرئيس بشار الأسد بنشر قاذفات بعيدة المدى متمركزة في روسيا أو بإطلاق صواريخ كروز من بحر قزوين. وتمتلك روسيا أيضا قوة بحرية في البحر المتوسط.

وأظهرت قاعدة بيانات مشروع البوسفور للأنباء البحرية التي تنشر صور السفن الحربية المارة عبر المضيق أن أكثر من 12 سفينة حربية روسية- بينها سفن إنزال وسفن صواريخ وسفن دعم- موجود على الأرجح في البحر المتوسط الآن.

وتأكد هذا التقييم جزئيا بمعلومات قدمتها السلطات وسجلات ملاحية متاحة علنا.

أخبار ذات صلة

newsletter