قضية أراضي مصنع الإسمنت في الفحيص ... صيف ساخن في انتظار الجميع .. فيديو

الأردن
نشر: 2016-03-04 19:18 آخر تحديث: 2016-08-07 04:10

رؤيا – محمد أبو عريضة وجورج برهم - قضية أراضي مصنع الإسمنت في الفحيص ما زالت ترواح مكانها، فلا الأهالي يتراجعون عن مطالبتهم باسترداها، بانتفاء صفة النفع العام عنها، ولا شركة الإسمنت تتزحزح عن مواقفها بأنها تمتلك صكوك ملكية الأرض، وليس هناك ما يدفها لتقديم تنازلات، المزيد من التفاصيل مع ملف الأسبوع.

في المسافةٍ بين الحقيقةِ ونقيضِها، تتوه البوصلةُ، ويمسي الباحثُ عن اليقينِ كالمُنْبَّتِ، لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى، وهو ما ينسحبُ على قضيتِنا اليوم، فلأطرافها الثلاثة روايات مختلفة، بل متناقضة.

الحكومة التي استملكت أراضي مصنع الاسمنت في مدينة الفحيص، للنفع العام، حينما أرادت عام ألف وتسعمئة وواحد وخمسين إنشاء مِصنع للإسمنت، تقول إنها باعت حصتها في الشركة لمستثمر أجنبي في إطار توجهات الدولة الأردنية نحو التخاصية.

الأهالي يقولون إنهم تنازلوا عن أراضيهم عن طيب خاطر من أجل رفعة الوطن، لكنهم تفاجئوا ببيع الحكومة المصنع والأرض على السواء، وبذلك انتفت صفة النفع العام، وهو ما يعني أن تعود الأراضي إلى أصحابها الأصليين.

شركة الاسمنت بإدارتها الأجنبية تقول إنها اشترت حصة الحكومة من المصنع، ولم تشترِ أرضًا، وبوصف الشركة ككيان قانوني تمتلك هذه الأرض، فقد ظلت الأرض ملكًا لها، وبشكل عام فإن المستثمر الأجنبي لا يمتلك الا واحد وخمسين من مئة من أسهم الشركة، والباقي للضمان الاجتماعي ولمواطنين عاديين.

في ظلال المشهد يبدو منٍ خبر المكان، قبل أن تُجرِّفه تكنلوجيا التعدين، وشهد خضرته الوارفة، وخيره الوفير، أكثر ألمًا من شباب لم يتذوق يومًا حلاوة عنب "العبية"، ولم يتنسم عليل ليالي القيظ فيها حتى تشرين.

للمكان وعلاقته بمعاولٍ انقضت يومًا على كرمةٍ وتين وسماق، قصة ما زال كبار السن يتذكرونها بألم وحسرة، ويرددونها أمام أبنائهم وأحفادهم صباح مساء، كأنها شيفرة وراثية، تنتقل مع الدم من جيل إلى آخر.

الأهالي لا يحتملون أن يصحوا يومًا، ويجدون أنفسهم غرباء وسط مساحات خضراء، تقول الشركة أنها تتطلع إلى إنشائها في إطار مشروعها لاستثمار عقاري على أرض المصنع.

الفحيص تقع اليوم على تخوم غدٍ آخر، فإما يكافيء الأهالي على مواقفهم الذهنية الإيجابية، وسلوكهم الحضاري، طوال عقود، أو تضرب الحكومة وشركة الإسمنت بمصالح الناس عرض الحائط، وتتفاقم المشاكل.

الأبعاد القانونية في هذا السياق جد معقدة، وقد لا تسعف النصوص الأطراف كافة اجتراح معادلة ترضيهم جميعًا، وهو ما يعني أنه قد يلتقي الأهالي والشركة في منتصف الطريق، لكن هذا لا يعني أن القضاء قد يكون الفيصل في هذه القضية الشائكة.

صبييان الحصان، أو أهالي الفحيص لا يتنازلون عن حقهم في أراضيهم، فهم يعتبرون أنهم أعاروا هذه الأراضي للحكومة، وحان وقت استردادها، ويؤمنون بأن أحق الخيل بالركض هو المعار، والشركة تقول إن مشكلة الأهالي مع الحكومة، وما بين هذا وذاك، أمست مدينة الفحيص تغلي فوق صفيح ساخن، وبات من المؤكد أنها ستشهد صيفًا حارًا بعد أن يغادر المصنع المدينة إلى غير رجعة.

 المزيد من التفاصيل في هذا التقرير: 

أخبار ذات صلة

newsletter