إدخال مساعدات لمناطق سورية محاصرة في اليوم الثالث من الهدنة

عربي دولي
نشر: 2016-02-29 16:47 آخر تحديث: 2016-08-06 17:10
إدخال مساعدات لمناطق سورية محاصرة في اليوم الثالث من الهدنة
إدخال مساعدات لمناطق سورية محاصرة في اليوم الثالث من الهدنة

رؤيا - أ ف ب - باشرت الأمم المتحدة الاثنين إدخال مساعدات إنسانية إلى إحدى المدن المحاصرة في سورية، محذرة من أن الجوع قد يودي بحياة الالاف، في وقت لا يزال اتفاق وقف الاعمال العدائية صامدا رغم بعض الاحداث المتفرقة في يومه الثالث.

على المستوى الدبلوماسي تواصلت الاتصالات لتعزيز وقف اطلاق النار، وتقرر عقد اجتماع في جنيف لمجموعة العمل المكلفة الاشراف على وقف اطلاق النار، خصوصا ان فرنسا طالبت بعقده "بدون ابطاء" اثر معلومات عن استمرار الغارات، حسب قول وزير الخارجية جان مارك ايرولت.

وللمرة الاولى بعد سريان الهدنة، اعلنت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري "ان عشر شاحنات من اصل 51 شاحنة" دخلت الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق.

واشارت الى ان الشاحنات "محملة بمواد غير غذائية من اغطية وفوط للكبار والصغار وصابون ومساحيق غسيل قدمتها اليونيسيف ومفوضية اللاجئين" في الامم المتحدة.

ومن المنتظر استكمال دخول الشاحنات الى المدينة في وقت لاحق من الاثنين.

وتحاصر قوات النظام معضمية الشام منذ مطلع العام 2013. وتم منذ عام تقريبا التوصل الى هدنة فيها. لكن الامم المتحدة اعادت تصنيفها بـ"المحاصرة" الشهر الماضي بعد تشديد الجيش الحصار ووفاة ثمانية اشخاص جراء نقص في الرعاية الطبية.

وهي القافلة الاولى التي يتم ادخالها من الامم المتحدة الى المدينة منذ بداية تطبيق الاتفاق، لكنها الثالثة خلال الشهر الحالي.

وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب"، مضيفا أن "الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الاخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف".

وتخطط الأمم المتحدة لارسال مساعدات في الأيام المقبلة الى 154 الف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة اما من قوات النظام واما من فصائل مقاتلة معارضة له.

واعلن برنامج الاغذية العالمي الاثنين انه جمع مبالغ مالية "غير مسبوقة" تتيح له استئناف برنامجه الكامل للمساعدات الغذائية للاجئين السوريين في الاردن ولبنان والعراق ومصر والتي اصبحت مؤمنة حتى نهاية السنة.

ويدخل النزاع السوري عامه السادس، وقد تسبب بمقتل اكثر من 270 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

في جنيف، تعقد مجموعة العمل المكلفة الاشراف على وقف اطلاق النار اجتماعا بعد ظهر الاثنين لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروقات، وفق ما اعلن دبلوماسي غربي.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين لصحافيين في جنيف "يمكنني القول ان وقف الاعمال العدائية صامد عموما رغم اننا سجلنا بعض الحوادث".

وكانت فرنسا طالبت مجموعة العمل حول الهدنة في سورية بعقد اجتماع "بدون ابطاء" اثر معلومات عن استمرار الغارات، وفق ما اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت الاثنين.

وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الاثنين في مؤتمر صحافي في الكويت "رأينا علامات مشجعة على ان وقف اطلاق النار صامد الى حد كبير، لكن في الوقت نفسه راينا بعض التقارير عن انتهاكات".

وفي ابيدجان، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "ان وقف اطلاق النار سار على ثلث الاراضي السورية وامل ان يتوسع ليشمل كافة الاراضي السورية"، مضيفا "للاسف تتواصل الهجمات كل يوم".

وتبدي كل من موسكو وواشنطن تفاؤلا حذرا ازاء استمرار الهدنة.

واعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ان "الاجراءات الاساسية قد اتخذت والعملية لا تزال جارية"، موضحا في الوقت ذاته "اننا نعلم مسبقا ان ذلك لن يكون سهلا".

وابدى مسؤول اميركي تفاؤلا نسبيا باستمرار تطبيق وقف اطلاق النار. وقال في رسالة الكترونية لوكالة فرانس برس "سيكون اتفاقا صعب التطبيق ونحن نعلم ان العقبات كثيرة".

وبدأ تطبيق "وقف الاعمال العدائية" منتصف ليل الجمعة السبت بموجب اتفاق اميركي روسي اقره مجلس الامن. ويشمل جزءا محددا من الاراضي السورية، ويتعرض لخروقات محدودة.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اطلاق مقاتلي الفصائل المعارضة فجر الاثنين قذائف على احياء تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب التي تشهد منذ صيف 2012 معارك شبه يومية.

وتعرضت قرية حربنفسه التي تسيطر عليها فصائل معارضة في ريف حماة الجنوبي (وسط) لاكثر من ثلاثين غارة روسية لليوم الثاني على التوالي، وفق المرصد.

وهذه الهدنة هي الاولى بهذا الحجم التي تلتزم بها قوات النظام والفصائل المقاتلة منذ بدء النزاع. ويستثني الاتفاق تنظيم داعش وجبهة النصرة.

وانعكس سريان الهدنة انخفاضا في حصيلة القتلى اليومية، اذ احصى المرصد مقتل اربعين شخصا من مدنيين وجنود ومقاتلين يومي السبت والاحد في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم داعش في سورية، من دون احصاء عدد القتلى في صفوف جبهة النصرة، مقارنة بمقتل 144 شخصا الجمعة، عشية بدء تطبيق الاتفاق.

وتبادلت كل من روسيا والهيئة العليا للتفاوض الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية الاتهامات بخرق تطبيق الاتفاق.

لكن السكان ومراسلي فرانس برس تحدثوا عن اجواء هادئة اجمالا في المناطق الرئيسية المشمولة باتفاق الهدنة.

ونعم السكان في احياء حلب الشرقية بصباح هادئ اجمالا بعد ليلة خلت من دوي القصف والمعارك. واشار مراسل فرانس برس الى حركة اعتيادية وتنقل التلاميذ بحرية في الشوارع الاثنين خلال توجههم الى المدارس بعدما اعتادوا السير بحذر وقرب الابنية خشية من القصف.

وتقول رنيم (10 اعوام) وهي تلميذة في مدرسة في حي بستان القصر "سمح لنا الاساتذة بالخروج واللهو في الملعب بخلاف الايام الماضية حين كانوا يمنعوننا من الخروج بسبب تحليق الطيران في الاجواء".

كما ساد الهدوء اطراف العاصمة، وضجت الشوارع بحركة المارة، وفق مراسلة فرانس برس في دمشق.

أخبار ذات صلة

newsletter