توقعات الهدنة في سوريا على طاولة نبض البلد
رؤيا – علاء الدين الطويل - ناقشت حلقة برنامج نبض البلد، الذي تقدمه قناة رؤيا الفضائية، السبت، احتمالات النجاح والاخفاق بشأن الهدنة في سوريا، التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل أمس الجمعة، وكذلك سيناريوهاتها المتوقعة.
وبدأت الهدنة التي ترعاها القوتين العالميتين "أمريكا وروسيا" بوقف "الأعمال العدائية" بين الأطراف المتنازعة في سوريا.
وأشارت تقارير أممية لوقوع ما أسمته "خروقات بسيطة" للهدنة في دمشق ودرعا خلال الدقائق الأولى من بدء سريانها، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد بعد فترة وجيزة من سريانها، أن القتال توقف على ما يبدو في معظم أنحاء البلاد.
واستضافت الحلقة الخبيران الاستراتيجيان الدكتور عامر السبايلة والدكتور حسن البراري.
وبدأ السبايلة حديثه بالقول إن بدء سريان الهدنة في سوريا، يدلل على أن الاتجاه نحو الحلول الدبلوماسية لهذه الأزمة الممتدة منذ سنوات بدأ يأخذ مساره.
وأضاف أن القرار بتجفيف منابع الإرهاب عبر التوافق الروسي الأمريكي، جاء نتاجا لدبلوماسية طويلة استمرت على مدار 3 سنوات، مشيراً إلى أن التدخل الروسي فرض شروطه.
واعتبر الخبير الاستراتيجي أن انتقال التهديد الإرهابي للدول الأوروبية التي واجهت أزمات النزوح، ساهم أيضا بفرض هذه الهدنة.
وهذا الأمر يتفق معه الخبير الاستراتيجي حسن البراري، الذي أكد أن التفاهم الأمريكي الروسي وتفعيل التحالف الروسي في سوريا، دفع باتجاه فرض الهدنة في سوريا.
وأشار إلى أن اتفاق الرئيس الروسي بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي على فتح المجال أمام الاحتلال لمنع وصول الإرهابيين إلى دولة الإحتلال ساهم كذلك بفرض الهدنة، ناهيك عن أنه ليس هناك أي قوة دولية راغبة باستمرار الحرب.
واعتبر الخبير السبايلة أن فرض الهدنة فرصة للولايات المتحدة لإنجاز مهمة ترتبط بمكافحة الإرهاب لكنها لا تعطل البرنامج الأمريكي في المنطقة.
هل تنجح الهدنة ؟؟
يرى الخبير البراري، أن المشكلة الأكبر في الوقت الحالي تقع على الطرف الأمريكي لعدم قدرته على ضبط بعض التنظيمات الإرهابية، لكنه يرى قدرة الروس على ذلك حتى بضبط أداء قوات النظام السوري.
ووضع البراري نسبة 50% لنجاح الهدنة، معتبرا أن ما يعزز نجاح الهدنة يكمن في استمرارها لوقت أطول، مما يخلق قناعة لكل الأطراف بضرورة الحل السلمي.
لكن البراري، يرى أن الطرف الإيراني ربما لا يعجبه الأمر بما يتعلق بالهدنة كونه يعمل على فرض انتصاراته في بعض المناطق السورية.
وحول هذا التساؤل، يرى الخبير السبايلة أن وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية سيستمر كونه يستثني " جبهة النصرة وتنظيم داعش ".
وقال إن هناك معارضة سورية أصبحت جاهزة لتكون جزءا من الحل السياسي، وفق المخطط الأمريكي الروسي.
وأضاف "الهدنة لن تمنع إطلاق الرصاص في سوريا لكنها ستوجهه نحو أهداف معينة".
دول الإقليم ،، هل تقبل بالوضع القائم في سوريا؟؟
يرى الخبير حسن البراري، ان تركيا تشعر بالمرارة سيما بعد إسقاط الطائرة الروسية، وكذلك إيران والسعودية لن تسمح أيا منهما بإحراز انتصارات لأي منهما.
واعتبر أن الأطراف الدولية تستخدم داعش كغطاء لها في ضرب أهدافها المختارة، مؤكدا أن لكل هذه الأطراف حسابات تعمل على حسمها لإحراز أي تقدم في صالحها.
أما الخبير السبايلة، فاعتبر أن استخدام الأيدولوجيات في فرض المعارك والقتل، مؤكداً أن جميع دول المنطقة استثمرت في إخراج هذا النوع من التنظيمات الإرهابية.
الكابوس الروسي .. والحرب البرية
يرى الخبير البراري، أن الولايات المتحدة ، فرضت شروطها على الروس، بإقناعها بفرضية التدخل العسكري لتركيا والسعودية، داخل الأراضي السورية، معتبراً أن ذلك يعد كابوساً بالنسبة لروسيا.
لكن الخبير السبايلة يرى أن ورقة التلويح بالحرب البرية كانت واضحة ولم تجرؤ أي دولة من دول التحالف للحديث عن استهداف لأي هدف خارج إطار داعش.
وأضاف أن ورقة الحرب البرية لم تكن لتحدث على أرض الواقع، سيما مع الحديث الدولي الواضح منذ فترة طويلة بأن مسار الأمور يتجه لفرض بقوة السياسة.
أين الأردن مما يجري؟؟
حول هذا السؤال يجيب الخبير البراري، أن ما طلب من الأردن خلال الأزمة السورية، طلب منه أشياء فاقت تحمله، ولم يكن مؤيدا لفكرة انهيار الدولة السورية، ليس حبا في النظام، لكن من باب أن المصلحة الاردنية تقتضي ذلك.
وأضاف " الأردن لا يريد بشار لكنه لا يعارض بقائه في المرحلة الانتقالية".
أما الخبير السبايلة فاعتبر أن الأردن ما زال ينتهج سياسته من باب الأمن القومي الأردني، ويدرك تماما خطورة عدم اطلاعه أو وجوده مع من يصيغ السياسة الدولية، أو من يحرك اللعبة على أرض الواقع.