فلسطين: أطفال النطف المهربة .. سفراء للحرية
رؤيا – سكاي نيوز - حينما أمعن الاحتلال الإسرائيلي في إحكام غلق سجونه على معتقليه وأسر الفلسطينيين إلى آجل غير مسمى وأجهض محاولات فك قيودهم، ظن السجانون أن قصة حياة المعتقلين ختمت هناك.
لكن فلسفة الحرية وإرادة الحياة عند الفلسطيني غلبت قيد الأسر وتمخضت من بين قضبان الاعتقال عن حياة جديدة.
فكثيرات من زوجات الأسرى طوين سنين الانتظار وبتن غير قادرات على الإنجاب بسبب تقدمهن في السن، لكن حل النطف المهربة عدل المعادلة لصالح الأسر ولم يسمح بانقطاع نسلهم ولا تبدد فسحة أمل عوائلهم في طفل يحمل اسمهم ويؤكد على أن الحرية حق يأخذ وإرادة تفرض.
الأسير سمير أبو فايد من مخيم عسكر بمدينة نابلس مازال يحلم بلقاء طفلته "حرية"، التي تبلغ من العمر اليوم سنتين والتي لم يرى طيفها إلا من خلال تغطيات سريعة للإعلام لحدث ولادتها التي تمت عن طريق النطف المهربة.
سمير أبو فايد الذي اعتقل عام 2002 وحكم عليه بالسجن 18 عاما، قرر وزوجته محاولة شق حياتهم بطريقة طبيعية وأصرا على تكوين عائلتهما وجعلها تكبر وتتنامى وتتشبث بالحياة رغم الأسر، فقررا أن ينجبا عن طريق النطف المهربة.
فأبو فايد أب لكل من نبيل ونبال ومنار، لكنه لم يقطع الأمل في إنجاب طفل آخر وهو يعلم أن مدة محكوميته طويلة، فكانت النطف المهربة ملاذ هذه الأسرة لمواصلة البقاء وخط سطور بارزة في رسالة الحرية والصمود والتمسك بالبقاء لدى كل فلسطيني.
و"حرية" ليست الطفلة الوحيدة المنجبة في فلسطين عن طريق النطف المهربة، فقد رزقت السيدة رولا مطر زوجة الأسير فادي مطر من مخيم طولكرم والمحكوم بالسجن 10 سنوات، بكل من مجد وجنا.
يذكر أن أول عملية إنجاب عن طريق النطف المهربة تمت عام 2012، عندما ولد الطفل مهند ابن الأسير عمار الزبن من مدينة نابلس، والمحكوم بالسجن المؤبد، لتتوالى بعد ذلك عمليات تهريب النطف وإنجاب "سفراء الحرية" الصغار.