مؤسسة "القلب الكبير" تتبرع بـ 350 ألف لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان والعراق
رؤيا - رعد بن طريف - تعهدت مؤسسة القلب الكبير، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، بتقديم دعم مالي بقيمة 350 ألف دولار أمريكي إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بهدف تمكينها من تنفيذ مشروعين للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين في لبنان والعراق، ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة خلال فصل الشتاء القارص.
وأعلنت المؤسسة عن تخصيص مبلغ 250 ألف دولار أمريكي لحملة "دفّي قلوبهم" التي أطلقتها المفوضية والتي ستقدم المساعدات الشتوية إلى أكثر من 400 ألف لاجئ سوري في لبنان، والذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم والمساعدة، إضافة إلى تخصيص مبلغ 100 ألف دولار أمريكي لدعم جهود المفوضية في العراق لمساعدة حوالي 300 ألف أسرة من السوريين اللاجئين الذين يعيشون هناك، وتقديم المساعدات اللازمة لمساعدتهم في التغلب على ظروف الطقس القاسية.
وقالت مريم الحمادي، مدير حملة "سلام يا صغار"، التابعة لمؤسسة القلب الكبير: "يواجه اللاجئون في مناطق واسعة من العالم، ومن بينهم السوريين، الكثير من أوجه المعاناة، وخاصة خلال فصل الشتاء الذي تتزايد فيه احتياجات هؤلاء اللاجئين الذين يشملون عائلات تضم في صفوفها أطفالاً قد تقتصر أمنياتهم على الإحساس بالدفء، والحصول على ملابس تقيهم البرد، وخيم مجهزة بشكل جيّد تبعد عنهم الأمطار والثلوج، لذلك قمنا بأخد الإجراءات اللازمة لتمكين اللاجئين السوريين في لبنان والعراق من مواجهة ظروف الطقس القاسية".
وأكدت الحمادي بأن برنامج الإغاثة لفصل الشتاء سيوفر الاحتياجات الضرورية مثل البطانيات الحرارية، والمواقد، والكيروسين، وكذلك المساعدات النقدية لأولئك الذين يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، وأضافت: "تلتزم مؤسسة القلب الكبير تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بتوفير مقومات الحياة الكريمة لللاجئين السوريين من خلال تقديم الإغاثة والدعم المستمر".
وتلبي حملة "دفّي قلوبهم" التي أطلقتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين احتياجات الشتاء لما يقرب من 463,750 لاجئاً، أي حوالي 39٪ من العدد الإجمالي للاجئين السوريين في لبنان. وسيساعد تبرع مؤسسة القلب الكبير بمبلغ 250 ألف دولار أمريكي، 417 أسرة من اللاجئين ويضمن حصولهم على الاحتياجات الأساسية لتجاوز ظروف الشتاء القاسية.
وستقدم الحملة في البداية مساعدة إلى 100 ألف من اللاجئين الأكثر عرضة للخطر وتشمل المساعدة النقدية والمأوى. كما ستوفر حزمة مساعدات شتوية تشمل خمس بطانيات عادية، وثلاث حرارية، وموقد تدفئة، واسطوانة غاز، وكميات من الغاز تكفي لأربعة أشهر. أما في العراق، فستتبرع مؤسسة القلب الكبير بمبلغ 100 ألف دولار أمريكي لبرنامج المفوضية والذي سيساعد نحو 300 عائلة معرضة للخطر من عائلات اللاجئين المحتاجين إلى الدعم.
وستشمل خطة المفوضية لفصل الشتاء في العراق مساعدة 26400 أسرة أو 132 ألف لاجئ، وهو ما يمثل نحو 53٪ من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في العراق. وسيتم تقسيم المساعدة الشتوية التي تقدمها المفوضية في العراق إلى قسمين، حيث ستخصص 60٪ من المساعدات للأسر والأفراد الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين، وسيتم تقديم هذه المساعدات على شكل خيم عازلة، وإمدادات طارئة، إضافة إلى مواد الإغاثة الشتوية الأساسية مثل الأغطية البلاستيكية والصفائح وموقد وكيروسين لكل منزل. وستكون باقي المساعدات عبارة عن دعم نقدي لأسر اللاجئين السوريين ذات المستوى الضعيف اجتماعيًا واقتصاديًا والأفراد الذين يعيشون خارج المخيمات.
وأدى الصراع الداخلي الدائر في سوريا منذ ما يزيد على أربع سنوات إلى نزوح أربعة ملايين شخص ودفعهم إلى الفرار إلى الدول المجاورة مثل لبنان، والعراق، والأردن، وتركيا، في حين اضطر 7.6 مليون شخص داخل سوريا نفسها إلى الفرار من منازلهم والبحث عن ملجأ في مكان آخر ببلدهم.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد اختارت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أول مناصرة بارزة للمفوضية في شهر مايو 2013 تقديراً لجهود سموها في رفع الوعي العام حول اللاجئين وعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتركيزها على الأطفال بصفة خاصة، واعترافاً دولياً بالالتزام الذي تبذله سموها في التخفيف من معاناة النساء والأطفال المتضررين من الحروب والنزاعات، واهتمامها بإطلاق المبادرات الرامية إلى رفع مستوى الوعي حول قضايا اللاجئين، وحشد الموارد لدعم المساعدة الإنسانية للاجئين والمشردين داخلياً وأبرزها حملة القلب الكبير.
وأسهمت مؤسسة القلب الكبير في سد احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من خلال توفير خدمات الرعاية الصحية الطارئة لأكثر من 356 ألف لاجئ سوري، فضلاً عن تقديم الطعام والمساعدات النقدية لما يزيد عن 400 ألف لاجئ آخر. كما قدمت المؤسسة المواد الإغاثية الأساسية مثل الملابس والبطانيات والمأوى خلال فصل الشتاء وموجات البرد القارص للاجئين السوريين في دول الجوار السوري: الأردن، والعراق، وتركيا، ولبنان.