ملف الأسبوع: الأردن واللجوء السوري .. هل ينصفنا المجتمع الدولي أخيرا

الأردن
نشر: 2016-02-05 18:33 آخر تحديث: 2016-08-05 16:50

 رؤيا – محمد أبو عريضة - أن تتمثل كلام جلالة الملك الأخير عن اللاجئين السوريين، وتصنع شيئًا لتتكامل مع آخرين أمثالك، يجدفون ضد تيار جارف، ويمهدون طريق الخلاص لاستعادة سورية عافيتها، ليتنفس الأردن الصعداء، فذلك أمر حسن، وأن لا تسكب الزيت على النار، فذلك أضعف الإيمان، لكن أن لا تفعل هذا ولا ذاك، فإنك تتساوى مع حاملي معاولٍ لهدم الحصن.

أزمة اللجوء السوري لم تكن يومًا، على مدى السنوات الخمس الماضية، بهذا العبء المكثف، كما هي اليوم، والأمر لا يتعلق بمتغيرات طرأت على حال الأردن و / أو على الأزمة السورية ذاتها، بل الأمر يتعلق بآثار اللجوء الكارثية على مناحي حياة الأردنيين كافة، بعد خمس سنوات من الاستنزاف التدريجي لكل شيء في الأردن.

لم يسلم قطاعًا، ولا جزءً من بنية تحتية، خاصة في العاصمة عمان ومحافظات الشمال، من الانهاك الشديد جراء اللجوء السوري، صحيح أن الأردن ما زال صامدًا، وسيبقى كذلك، لجهة خبرته الكبيرة في هذا السياق، غير أن الأردنيين وصلوا درجة الغليان، كما قال جلالة الملك.

 

قطاع المياه أكثر القطاعات تأثرًا بأزمة اللجوء السوري، وتصبح الصورة جد قاتمة حينما نعلم أن الأردن من أكثر دول العالم فقرًا في كمية المياه المتاحة لكل مواطن، ومع ذلك فإن الأردني تقاسم مع شقيقه السوري حصته اليومية من الماء.

القطاع الطبي ليس استثناءً في هذا السياق، فمع أن شركاء للحكومة يتصدرون، أحيانًا المشهد، إلا أن وزارة الصحة، برغم إنها بالكاد قادرة على توفير المتطلبات الطبية اللازمة للأردنيين، تتتحمل عبءً إضافيًا، وتسهم في الجهد الطبي الخاص باللاجئين.

 

قطاع الطاقة، مصدر وجع الرأس المزمن، يتحمل قسطًا وفيرًا من الانفاق الحكومي على اللاجئين السوريين، خاصة أن سبعة وتسعين بالمئة من حاجات الأردن من مصادر الطاقة يستوردها بالقطع الأجنبي.

 

العاصمة عمان، التي بينت النتائج الأولية لآخر إحصاءات أنها أصبحت مدينة الأربعة ملايين نسمة، وهو أمر كان مخططو أمانة عمان يتوقعون حدوثه عام 2025، والمشهد يمسى أكثر بؤسًا، إذا ما اقترن ذلك بحاجات الناس الحيوية، وعدم قدرة الأمانة، لأسباب موضوعية، من توفيرها بالشكل المناسب.

في خلفية الصورة انعقد مؤتمر المانحين في لندن، وكان جلالة الملك قد أسهب في الحديث عن معاناة الأردن جراء اللجوء السوري، في مقابلته مع البي بي سي، ومقالته في الأندبندت على السواء، وفي المؤتمر، لكن هل يستجيب المجتمع الدولي، ويصبح للأردن شركاء حقيقيون في تحمل أعباء جسام تحملها الأردن الصغير في حين عجز أقوياء على ذلك.

حديث اللجوء السوري ذو شجون، فالأردن والأردنيون فتحوا أذرعتهم لأشقائهم السوريين، واستقبلوهم وتقاسموا معهم لقمة العيش، فديدنهم كان وسيظل دائمًا: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ولسان حالهم يقول: لن يتركنا المجتمع الدولي نواجه الكارثة وحدنا، لكن بمرور خمس سنوات من المعاناة خبت الآمال، واضمحلت التوقعات، إلى أن جاء مؤتمر لندن، فعاد أمل إنصافنا يتردد أصداؤه في المكان، فهل ينصفنا العالم، ويتنبه المجتمع الدولي أخيرًا إلى معاناتنا. 

 

 

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

newsletter