الملك يؤكد ثقته واعتزازه الكبيرين بالشباب .. صور
رؤيا - بترا - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ثقته واعتزازه الكبيرين بالشباب، وقال إن "ما يرفع معنوياتي أنتم، الجيل الجديد، ودوركم في خدمة المجتمع والوطن".
ولفت جلالته، خلال لقائه اليوم الأحد، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، عددا من ممثلي القطاعات الشبابية، في قصر الحسينية، الى أهمية دورهم في مواجهة مختلف التحديات، مؤكدا "أنتم تستطيعون أن تلعبوا دورا مهما في التصدي للتحديات التي تواجه شعبنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا".
وتناول جلالته، خلال اللقاء، التحديات التي تواجه المنطقة، خصوصا خطر الإرهاب والفكر المتطرف، وكيفية التصدي له، مشيرا إلى أهمية دور الشباب في محاربة هذه الأخطار توعويا وثقافيا وتعليميا.
وعن أهمية انعقاد مؤتمر لندن للمانحين، نهاية الأسبوع الجاري، والمخصص لبحث آليات دعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وخصوصا للأردن، قال جلالته "بالنسبة لمؤتمر لندن هو مؤتمر سياسي، ونريد قرارات سياسية من الدول التي تريد المساعدة بموضوع اللاجئين".
وأضاف جلالته، في هذا السياق، "أطلب من العالم مساعدة الأردن"، للتعامل مع تداعيات أزمة اللجوء السوري، وقال "حينها نستطيع مساعدة السوريين، ودوركم يا عالم أن تقفوا مع الأردن، فنحن وقفنا معكم منذ سنين".
ودعا جلالته، خلال اللقاء، الشباب إلى المشاركة الفاعلة والحقيقية والانخراط أكثر في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبما يعزز وعيهم تجاه قضايا الوطن والمنطقة.
وأكد جلالة الملك، في رده على مداخلات الشباب، أهمية أن يلعب المجلس الأعلى للشباب دورا أكثر فاعلية لتلبية المتطلبات الشبابية ودعم نجاحات وإبداعات الجيل الشاب.
من جانبهم، هنأ الشباب، جلالة الملك، بمناسبة عيد ميلاده الرابع والخمسين، وبمرور مئة عام على انطلاق الثورة العربية الكبرى.
وأعربوا عن تقديرهم لجهود جلالته ورؤيته في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه الأردن، ووضع المملكة في مقدمة الدول التي تسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة، مثمنين مساعي جلالته في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وإبراز الصورة المشرقة للإسلام.
وتطرق الشباب في مداخلاتهم أمام جلالة الملك إلى محاور رئيسية تضمنت مكافحة الإرهاب، والمشاركة السياسية، والبطالة وفرص العمل، والريادة الشبابية، وأبدوا اقتراحاتهم في الوسائل التي تمكنهم من مكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال تعزيز دور الإعلام، والوعي الديني وسيادة القانون، والمناهج التعليمية والتربوية.
وعرض عدد من الشباب أفكارهم فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، من خلال مبادرة محاربة الفكر الإلكتروني، وتوعية الشباب في الجامعات والمدارس من خطر الفكر المتطرف، وتفعيل دور المرشد التربوي والنشاطات اللامنهجية في المؤسسات التعليمية.
وتحت عنوان المشاركة السياسية، لفت الشباب إلى أن غياب الوعي والتنشئة السياسية هما أبرز التحديات التي تواجههم، ولا بد من تهيئة الطلبة على ممارسة العمل السياسي، وتفعيل المناظرات بينهم، وكذلك إبراز دور الأئمة والوعاظ في التوجيه السليم، ومنح الشباب فرصة إدماجهم في المجالس المحلية، وتفعيل البرلمان الشبابي.
ورأى عدد منهم أن الأحزاب السياسية ليس لديها القدرة على استقطاب الشباب، وبحاجة إلى مراجعة خططها وبرامجها، مثلما طالبوا الجامعات بتحمل مسؤولياتها في تنشيط الفكر الطلابي، من خلال عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل.
وفي معرض حديثهم عن البطالة وفرص العمل، لفت بعض الشباب إلى أن ثقافة العيب تعتبر من العوامل الأساسية في عزوف الشباب عن العمل في القطاعات الخدماتية، فضلا عن عدم المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.
وأقترحوا، في هذا الصدد، أن تقوم الحكومة بتقديم التسهيلات وتوزيع الاستثمارات على المحافظات والألوية، وإنشاء مظلة عمل واحدة لتشغيل الشباب، وتدريبهم وتأهيلهم، وتشجيع المشاريع الإنتاجية الصغيرة.
وتحت محور الريادة الشبابية، طالب الشباب بضرورة تفعيل آليات التواصل بين مختلف المناطق النائية مرورا بالمحافظات إلى العاصمة، وتبني مبادرة الشبكات الشبابية، من خلال دعم المنظمات والمؤسسات لتدريب الشباب في هذه المناطق.
وطالبوا بتفعيل دور المجلس الأعلى للشباب من خلال إنشاء أندية للمواهب الشبابية، وتفعيل أندية الحوار في المدارس والجامعات، كما طرحوا فكرة بنك للأفكار الشبابية، وتخصيص جائزة للمتطوع المتميز على غرار المعلم المتميز.
واقترحوا عقد مؤتمر للشباب يهدف إلى استثمار الفرص والتغلب على التحديات، مثلما قدم عدد من الشباب قصص نجاحهم من خلال تنفيذ مبادرات تستهدف النهوض بالواقع الشبابي، خصوصا في المحافظات.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي.
وفي مقابلات مع وكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، طالبت سحر النعيمات بتفعيل دور المؤسسات الدينية والثقافية والشبابية وقطاع المرأة، لمساعدة الشباب في التصدي للتنظيمات الإرهابية التي تستغلهم، خصوصا ممن يعانون من مشكلتي الفقر والبطالة.
ولفتت إلى أهمية توعية الشباب على ما يتم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي من بعض الجهات المتطرفة، من خلال الحفاظ على الهوية الوطنية، ونشر رسالة الإسلام السمح وتعزيز النسيج الاجتماعي والعيش المشترك وحرية الأديان.
وأشار أحمد العيسى إلى تجربته، التي نفذها إلى جانب 15 شابا في تشكيل رابطة مستقلة تهدف إلى توعية المجتمع وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية المختصة بالتراث وبالاقتصاد والشباب.
وعرضت عدله صالح تجربتها في اكتسابها مهارات وتلقيها دورات في مجال الحاسوب واللغة الانجليزية ومهارات التواصل وغيرها، من أجل الحصول على فرصة عمل مناسبة، وبما ينسجم مع متطلبات سوق العمل.
ولفت شريف العمري إلى تجربته في تنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع التنموية استهدفت مناطق في جنوب الأردن، منها مشروع سفراء جيوب الفقر، الذي نفذ بالتعاون مع صندوق الملك عبدالله الثاني كمشروع تطوعي خاص بتدريب الشباب على تحديد الإحتياجات وتصميم وتنفيذ المبادرات المجتمعية.