مبعوث الامم المتحدة للشباب : واحد من كل ثلاثة شباب عرب عاطل عن العمل
رؤيا - الرأي - اكد مبعوث الامين العام للامم المتحدة للشباب احمد الهنداوي اهمية اعداد الشباب الذي يشكلون ثلثا المجتمعات العربية وهم يعبرون طريق البحث عن الذات وتكوين الشخصية للمشاركة في الجهود المبذولة للتفاعل مع قضايا العصر واهمها قضية السلام والامن والاستقرار وذلك لنجنبهم الوقوع في حبائل الفكر المتطرف الذي نمى وتعزز بظهور العديد من التنظيمات المتطرفة والتي يشكل "داعش" احد ابرز رموزها ، حتى وصل الامر ببعض تلك التنظيمات على توظيف معنى الشباب ليكون عنوانا لحركتهم المتطرفة .
وحذر الهنداوي الذي كان يتحدث في لقاء مع منتسبي نادي الابداع في الكرك يوم امس رئيس النادي ومديرا ثقافة وشباب الكرك من ان اتساع رقعة البطالة في اوساط الشباب العربي الذكور الذي يعاني واحد من بين كل ثلاثة منهم من البطالة ، فيما تزيد مساحة هذه الرقعة بالنسبة للشابات لتصل الى ثلثي عددهن ، وذلك مقابل نسبة عالمية تشير الى ان واحد من كل ثمانية شباب متعطل عن العمل ، معتبرا ان هذا يشكل حالة مريرة في عالمنا العربي الذي تزخر اكثر بلدانه بمقومات اقتصادية هائلة ، وبين الهنداوي ان رفضنا للواقع الذي يعيشه الشباب العربي لايكون بالتنظير والامنيات بل لابد من العمل المثمر الذي يساعد في استقطاب الشباب واستثمار طاقاتهم وابداعاتهم لخدمة ذاتهم واوطانهم وللحيلولة دون ان تتنازعهم الافكار المتطرفة المدمرة للحياة .
ولفت الهنداوي الى ان حالة الاستقرار والامن التي يعيشها الاردن هي نتاج قيادة حكيمة ووعي شعبي ، مشيرا الى مايوليه جلالة الملك من عناية فائقة بالشباب الذين يركز في كل احاديثه وخطاباته على انهم المستقبل القادم و ينبغي اعدادهم اعدادا محكما من خلال اشراكهم في كافة الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الوطنية الشاملة حيث طالب الهنداوي بالتقاط هذه التوجيهات وترجمتها فعلا على ارض الواقع وهذا مايتطلب كما قال الهنداوي احداث تشريعات وقوانين تساعد في استغلال طاقات الشباب وتحفيز قدراتهم وابداعاتهم ، فيما اشار الهنداوي الى ان المجلس الاعلى للشباب في صيغته الحالية لايمثل الطموح ولابد لذلك من اشراك الشباب في مراكز المجلس القيادية العليا وتوفير التمويل المالي الكافي له حيث تذهب موارد المجلس المتاحة على شحها لنفقات بعيدة عن تحقيق خدمة مثلى للقطاع الشبابي في المملكة .
وبين الهنداوي ان الواقع التعليمي في الاردن بحاجة الى مراجعة شاملة من حيث التركيز على ان تحمل مناهجنا الدراسية ادوات العصر واذكاء روح الفكر والابداع والقدرة على محاورة الاخر ، موضحا ان رداءة التعليم يمكن ان تعوضها برامج تدريبية متخصصة قادرة على الاستجابة لرغبات الشباب وميولهم .
واكد الهنداوي اهمية العمل التطوعي من حيث قدرته على توسيع مدارك الشباب وتعزيز روح الانتماء الوطني لديهم معتبرا ان هذا العمل وسيلة اساسية لتحقيق النجاح والتميز في حياة الشباب العامة والخاصة حيث تتضافر جهود الجميع لخلق حالة متميزة من النجاح الذي ينبغي ان يكون اساسا وليس استثناء كما ينظر اليه حاليا .
واشاد الهنداوي بتجربة نادي الابداع في الكرك وقال انها تجربة رائد ينبغي تعزيزها وتعميمها لما توفره من مساحة امنة للشباب على طريق الخلق والابداع مشيرا الى ان النجاح يحتاج مثارة وقوة تحمل وتضحية للوصول الى مخرجات جيدة تخدم الوطن .
وعرض رئيس النادي المهندس حسام الطراونه مبررات نشأت النادي وماشهده من تطور في الرؤى والافكار حتى اصبح علامات وطنية مميزة حيث وفر لمنستبية من الشباب والشابات الذين تجاوز عددهم (3600) العديد من فرص التاهيل والتدريب وصقل المهارات حتى قطعوا اشواطا بعيدة نالت الاستحسان داخل الوطن وخارجه وحصلوا لقاء ذلك على جوائز محلية وعالمية مماجعلهم نواة لتغيير جذري في المجتمع وبالتالي تقديمهم كمرشحين اقوياء لصناعه القرار الوطني ، لافتا الى ان النادي يسعى الى التوسع في ادائه على مستوى محلي وعربي من خلال انشاء اكاديمية متخصصة للابداع .
هذا وقدم عدد من منتسبي النادي عرضا لرؤيتهم حول ماقدمه لهم النادي من برامج اسهمت في تعزيز ثقافتهم العامة واطلقت قدرتهم على الحوار والابداع باعتماد طرق الاستكشاف والتطبيق العملي والتفكير الناقد .