هواجس وأمراض نفسية تلاحق مصابي العمليات في الكيان المحتل
رؤيا - صفا - بين تقرير إسرائيلي تداعيات العمليات الفلسطينية على الإسرائيليين وعلى المصابين بشكل خاص، حيث أصيب بعضهم بأمراض نفسية وهواجس تلاحقهم.
وسلط التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الضوء على عدة مصابين من المستوطنين، حيث يخشى بعضهم النوم ليلاً، بينما فضل آخر ارتداء سترة واقية حالما خرج من المنزل.
ونقلت الصحيفة عن أحد المستوطنين بعملية الطعن قرب مستوطنة "كريات أربع" بالخليل في أكتوبر الماضي قوله إنه يقوم بكل ما بوسعه لحماية نفسه وأنه لا يريد الموت ولا يرغب بملاقاة سيناريو مشابه، ولهذا الغرض قرر "مئير فابلوفسكي" (25 عاما) ارتداء سترة واقية خارج البيت.
وبحسب المعطيات الرسمية فقد قتل 22 إسرائيلياً وأصيب 274 آخرين من خلال 169 عملية وقعت في الفترة منذ منتصف أيلول الماضي وحتى اليوم حيث أضيف للقائمة 11 جريح بعملية الدهس بالقدس المحتلة يوم أمس.
وواصل "فابلوفسكي" حديثه قائلاً "الأمر ليس هينًا"، ولذلك فقد قرر التجول خارج البيت مع واقي للرصاص وعلى الناس أن يفهموا أن الوضع معقد ويجب الحذر، والناس هنا لا يفهمون معنى الإصابة بعملية، وعندما رأوني ألبس السترة الواقية اعتقدوا بأنني أبالغ ولكن ذلك أثر على مجريات حياتي".
أما عنصر الشرطة "موشي حن" والذي أصيب بحروق بعملية انفجار سيارة مفخخة في الحادي عشر من أكتوبر الماضي قرب القدس فقد عبر عن مدى الصدمة النفسية التي يعانيها من ذلك الحين، حيث يستيقظ ليلاً ويبدأ بالبكاء ولا يستطيع النوم.
في حين بدا الوضع مشابهاً لدى الجندي المصاب بعملية إطلاق النار ببئر السبع في الثامن عشر من أكتوبر "دانييل هروش" من أوفكيم، حيث يعاني من هواجس مستمرة ويستيقظ ليلاً على وقع كوابيس مخيفة ولا يعتقد أن حياته سترجع إلى سالف عهدها.
وقال واصفاً لحالته اليوم "عندما أستيقظ أبقى متوتراً طوال الوقت وبحاجة لأشخاص بجانبي وأمتنع عن متابعة الأخبار أو الأفلام وبصعوبة أشاهد التلفاز، وذلك خوفاً من رؤية شيء يذكرني بما حصل معي، أخاف سماع أخبار عن عملية ولذلك فانا معزول عن ذلك كله فلا أشاهد ذلك وغير معني به".
من جهةٍ أخرى، دعت "نجمة داود الحمراء" الطبية في "إسرائيل" إلى التبرع بالدماء في المستشفيات بعدما حصدت الانتفاضة الجارية أرواح 22 إسرائيليًا وإصابة أكثر من 250 آخرين.
وقالت الهيئة الطبية في تقريرٍ لها الثلاثاء إن الـ 120 الأخيرة كانت دامية جدًا، داعية الإسرائيليين إلى التبرع بوحدات من الدم إلى جرحى العمليات التي نفذها فلسطينيون خلال تلك الفترة.
وأضافت أن 21 مصابًا وصفت جراحه بالحرجة، وسبعة آخرين ما بين المتوسطة والخطرة، و36 أصيبوا بجراحٍ متوسطة، و177 أصيبوا بجراحٍ طفيفة.