ضابط إسرائيلي: ترعرع جيل فلسطيني لا يخاف منّا
رؤيا – معا - قال ضابط إسرائيلي كبير في لقاء له مع صحيفة "معاريف" إنه "ترعرع جيل فلسطيني لا يخاف منا".
وكان المراسل العسكري للصحيفة، نوعام أمير، انضم ليلة الأربعاء إلى كتيبة "إفرايم"، التي يقودها الكولونيل روعي شطريت، أثناء تواجد قوات الإحتلال في مدينة قلقيلية.
وقال شطريت: "أبحث عن الهدوء، وفي الواقع نحن نواجه 600 من المخلين بالنظام، واطلاق نار على الشوارع ومحاولات التسلل إلى المستوطنات".
وكشف شطريت النقاب أنه "في كل ليلة نجلس - ضباط الجيش والشاباك وحرس الحدود مع مسؤولين أمنيين حول الطاولة ونعيش الواقع من أجل احباط العمليات. يوجد لدينا استخبارات متميزة ومن هنا نخرج إلى الميدان في ساعات الليل".
وتدعي الأجهزة الأمنية - وفق تقرير "معاريف" - أن الاعتقالات هي أحد الأسباب الرئيسية بأن لا تتحول الموجة المستمرة منذ شهرين إلى انتفاضة.
ويضيف الضابط الكبير في جيش الإحتلال أنه يتم مصادرة مواد تحريضية في كل ليلة في قلقيلية ويضيف: "قلقيلية هي مصدر لعدد كبير من مواد التحريض ونحن نعمل مع الشاباك من أجل اعتقال المحرضين، حيث كنا اعتقلنا في وقت سابق خلية من حركة حماس في المدينة. كل عدة سنوات ندخل من أجل تنظيف البنى. المدينة هادئة ولكن يخرج منها كل عدة سنوات عملية كبيرة، مثل السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة".
"هل ستكون سور واقي 2؟"
ويؤكد الضابط الإسرائيلي أن غالبية سكان المدينة يريدون الهدوء ويريدون العيش ولكن الجيل الشاب في المدينة نسي عملية "السور الواقي" ولا يخاف من جيش الإحتلال.
ويضيف: "نحن نتوقع الأسوأ في الجيش، واليوم يوجد لدينا 600 شاب من المخلين بالنظام، ولكننا نرسم سيناريو أن يتحول العدد إلى 6000، وهذا الكم الهائل لا يمكننا تفريقه بالغاز المسيّل للدموع. كل عملية صغيرة قد تتحوّل إلى عملية كبيرة يتم فيها تصعيد الأوضاع".
ولا يعبر الضابط في جيش الإحتلال عن تفاؤله بصدد المستقبل حيث يقول: "لا نرى نهاية لهذه الموجة في القريب، وحسب ما نراه لن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق.
كبار السن يقولون إنّهم يعرفون ماذا سيخسرون، أما الشباب فإنهم سمعوا القصص فقط. حين يتم القبض عليهم يتم حبسهم لعدة أشهر وربما سنوات، وفي حالة التأكد من أن البيت الذي تسكن فيه العائلة غير مرخص يتم هدمه، وتفقد العائلة تصاريح العمل. الشباب لا يشاهدون الدبابات في الشوارع كما كان عليه الأمر عام 2002 وهم لا يخافون. هل ستكون عملية سور واق 2؟ لا يمكن أن نعرف. ما يقلقني أنني أبحث عن خفض نسبة التوتر ولكنني لا أراها. هناك هدوء ليوم أو يومين وبعدها يأتي الانفجار".
ويقول المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" إنّ قلقيلية هي "أزمة جهاز الأمن الصغيرة"، أكثر بقليل من 50 ألف مواطن فلسطيني، بينهم عشرة آلاف يعملون في إسرائيل. وبسبب قربهم إلى شارع رقم 6 - فإنهم لا يعانون وكغيرهم من العمال الفلسطينيين في طريقهم إلى أماكن العمل. ويختم تقريره قائلا، إنه "بالرغم من ذلك فقد انضمت إلى موجة العنف".
وينهي قائد الكتيبة شطريت أقواله مشيرا إلى "أن هناك سكان لا يريدون الدخول إلى هذه الموجة، لأن هذا يمس بهم. ولكن الأولاد يرون الجنود والغاز المسيّل للدموع والجرحى وسيارات الإسعاف والصحافيين. السكان لا يستطيعون أن يقوموا بشيء. هذا هو الواقع في بلدات فلسطينية كثيرة. خسارة".