الخارجية خالفت التقاليد في رسالة الطرد

رؤيا – رصد - حشرت نخب أردنية في زاوية التوقيت، بطريقة غريبة في سياق طرد السفير السوري من عمان، الأمر الذي دار في جلّه حول “الانتخابات السورية” التي من المفترض أن تتم في عمان.

السفير بهجت سليمان، يبدو أنه “اشترى” لنفسه العوامل المختلفة التي “اجتمعت” ضده، وغالبا اشتراها بطريقة تبرر التطور الدراماتيكي في الأحداث.

لطالما “تنطط” سليمان في عمان، ولم تكن ردود الأفعال بالحدة التي برزت الاثنين في خطاب يخلو من الآداب الدبلوماسية المتعارف عليها، الأمر الذي يعلن صراحة “خطأ لا يمكن غفرانه”.

منطقيا، السفير المطرود لم تكن “مياته على النار” في عمان في موعد زيارة البابا فرانسيس الأول لعمان، أي السبت الماضي، الأمر الذي يبرر كلمات ملك الأردن عبد الله الثاني والبابا التي تتحدث عن حل سياسي في سوريا، رغم كل ما تكبدته عمان من خسائر في سياق استضافة اللاجئين السوريين من جهة وما تحملته من تطاول من شخص السفير ذاته.

ما عجّل في “قطع رجل” السفير من الأراضي الأردنية، يبدو أنه محصور تماما في يوم ونصف بعد خطاب العاهل الأردني، الأمر الذي قد يكون “سهل الفهم” لمن حضر سلام السفير على الملك الأردني بمناسبة عيد الاستقلال.

بعد سلام السفير مباشرة، تجهم الملك ونظر حوله لثوانٍ وقال شيئا لأحد مرافقيه، ثم عاد يتقبّل التهاني كما كان؛ الأمر الذي قد يبرر بصورة منطقية “تسريع″ طرد السفير، وقسوة وقصر الخطاب الذي وجهته إليه وزارة الخارجية الأردنية، والتي لم تعتمد على رسائل من هذا النوع سابقا.

الرسالة وصفها مصدر دبلوماسي رفيع لصحيفة الراي اليوم  بأنها خارجة عن التقاليد الدبلوماسية، التي تقتضي بالعادة ورقتان تتحدث أولاهما عن ما “يثمّنه” الأردن من جهود الشخص “غير المرغوب فيه”، كما قد تحوي ثانيتهما على “تسبيب” واضح للقرار، الأمر الذي سبّبه المصدر بقوله “كيل السفير لدينا قد طفح”.

سليمان أيا كان ما قاله، إلى جانب ما كاله من اتهامات وشتائم للأردن والسعودية، من الواضح أنه أطلق على نفسه رصاصة الرحمة، والتي أفشل فيها بالضرورة معركته “الشخصية” في السياق والمتمثلة بجذب السوريين للاقتراع من الأردن؛ وهو ما كان معروفا جيدا بالنسبة للأردن ومسكوت عنه، حسب ما قال مصدر مغرق في الإطلاع للصحيفة .