"البرغر" طعام من يعاني الوحدة
رؤيا- الجزيرة - قال خبراء تغذية في منظمة الصحة العالمية إن إقبال الناس على الوجبات السريعة -التي ترتبط بالكثير من المخاطر الصحية- كشطائر البرغر، يعود في بعض أسبابه إلى الوحدة التي يعيشها الفرد بسبب طول ساعات العمل الذي أصبح يمنعه من الاجتماع بأفراد الأسرة على مائدة الطعام.
ودرس الخبراء سبب عزوف الناس عن الوجبات المعدة منزليا وإقبالهم على شطائر البرغر، وتوصلوا إلى أن تغير أنماط الحياة الاجتماعية والانشغال بالأجهزة اللوحية كالهواتف المحمولة أصبحت تدفع المرء إلى تفضيل الوجبات السريعة التي يسهل تناولها بشكل منفرد وبسرعة، وكثيرا في الشارع. وأبعدت هذ الوجبات المرء عن دفئ الاجتماع مع الأسرة على مائدة الطعام، بل إن شطائر البرغر أو اللحم المشوي أدت إلى كسر بعض التقاليد القيمة في نظر الجيل السابق. ووصف البعض الشطائر والوجبات السريعة بطعام من يعانون من الوحدة. وأشار الخبراء أيضا إلى أن الإقبال على تناول الوجبات السريعة له علاقة بتغير المناخ والمشاريع الاقتصادية الكبرى والزراعة والتنوع الإحيائي والمنتجات الزراعية المعدلة وراثيا، إضافة إلى التصحر والعمالة الرخيصة وتزايد عدد السكان، أي أنه مرتبط بكل شيء.
وتقول المديرة العامة السابقة في منظمة الأغذية والزراعة لويس أو فريسكو، إن محاولة فهم شيوع تناول شطائر البرغر من مختلف الزوايا مضنية للغاية، ولكنها ترمز في نظرها للهيمنة الغربية. وترى فريسكو أن الاقتصاد في تناول لحوم الأسماك واللحوم مهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية ومنتجات الألبان، خاصة أن العقود الخمسة الماضية شهدت انقراض أنواع كثيرة من الحيوانات والنباتات ودمار كثير من الغابات.