التيار الكهربائي لعلاج "المياه الزرقاء"
رؤيا - دويتشه فيلله - للوهلة الأولى يوحي مصطلح "المياه الزرقاء" بأنه عنوان لفيلم أو رواية رومانسية، لكن الواقع مختلف تماما، "فالمياه الزرقاء" مرض ينشأ عادة -وليس دائما- نتيجة ارتفاع الضغط داخل كرة العين، ويؤدي إلى تلف في أنسجة العصب البصري.
ويعرف المياه الزرقاء "بالغلوكوما"، وهو واحد من أكثر أسباب الإصابة بالعمى، وتعود خطورة هذا المرض إلى أنه يتم غالبا إدراكه متأخرا.
ووفقا لخبراء الصحة فإن معالجة هذا المرض ممكنة إن تمّ اكتشافه في المراحل الأولى، ويعد العلاج بالتيار الكهربائي المتردد واحدا من بين أحدث وسائل علاج هذا المرض في ألمانيا.
البروفسور بيرنهارد سابيل مختص الطب العصبي النفسي هو واحد من الأطباء الذين يستخدمون التيار المتردد في علاج مرضى الغلوكوما، ويؤكد أن العلاج بالتيار المتردد ساعد في تحقيق تحسن ملموس في القدرة على الإبصار لدى ثلثي المصابين بمرض الغلوكوما. ووفقا لفريق البحث العلمي التابع للبروفسور سابيل، فإن قياسات الموجات الدماغية لدى مرضى الغلوكوما أظهرت وجود تغيرات في الدماغ سببها تلف في العصب البصري، وهو تماما ما يهدف العلاج الجديد إلى التركيز عليه، على حد قول البروفسور سابيل.
ويعتمد العلاج بالتيار المتردد على توجيه نبضات ضعيفة إلى العين من خلال أقطاب كهربائية، لتصل إلى الدماغ عبر العصب البصري، وهذه المحاكاة من شأنها تحفيز الأعصاب في مركز الإبصار، وهكذا يتم تفسير المحفزات البصرية بشكل أفضل من قبل الدماغ. والمرضى الذي يتفاعلون مع هذا العلاج يرون النبضات كبريق ضوء.
ويخضع المصابون بالغلوكوما لجلسات يومية لمدة ثلاثين دقيقة، وبعد انتهاء عدد الجلسات المحددة يتم قياس المجال البصري وتقييم مدى نجاح العلاج. ووفقا لسابيل، فإن نجاح العلاج يكون بزوال جميع النقاط السوداء الرمادية في المنطقة المتضررة من الدماغ، مما يعني أن الدماغ أصبح قادر على تفسير المعلومات البصرية بشكل أفضل.
وفي النهاية، وعملا بالمثل القائل "مثقال وقاية خير من قنطار علاج"، فإن أغلب خبراء الصحة يرون أن أفضل وسيلة للوقاية من مرض "المياه الزرقاء" تكون بقياس ضغط العين الداخلي باستمرار، خاصة لدى أولئك الذين تجاوزوا سن الأربعين.