Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
فتاة ذكيّة تُخلّص أميركا من مشكلة تبذير الطعام | رؤيا الإخباري

فتاة ذكيّة تُخلّص أميركا من مشكلة تبذير الطعام

هنا وهناك
نشر: 2015-12-08 07:30 آخر تحديث: 2016-08-07 07:10
فتاة ذكيّة تُخلّص أميركا من مشكلة تبذير الطعام
فتاة ذكيّة تُخلّص أميركا من مشكلة تبذير الطعام

رؤيا - ايلاف -  فتاة كانت في الثانوية العامة عندما بدأت تخطط لتجربة رائدة وتتعلق بمنع التبذير في الاطعمة والمحاصيل الزراعية والمواد الغذائية في الولايات المتحدة، علمًا ان حجم هذا التبذير يصل الى 165 مليار دولار سنويًا، حسب صحيفة واشنطن بوست.
 
ومن المفارقات الكبيرة في الولايات المتحدة هو ان هناك 45 مليون شخص تقريبا لا يجدون ما يأكلون، فيما تقدر نسبة التبذير في الطعام بأربعين بالمائة، أما الأسباب فعديدة ومعقدة، بعض الشئ منها اعتقاد محلات بيع الطعام انهم قد يخالفون القانون إذا ما قدموا الطعام كمنح، كما ويعمد المزارعون الى ترك المحاصيل تفسد في المخازن خوفًا من طرحها في السوق والمجازفة بانخفاض اسعار.
 
وكانت هذه الفتاة في اول من انتبه الى هذه المعضلة قبل خمس سنوات، إذ رأت انه لا بد من تغيير هذا الواقع ولا بد من وجود وسيلة لذلك.
 
اسم الفتاة ماريا روز بيلدنغ وهي من ولاية آيوا، بدأت مرحلة الوعي لديها عندما تبرعت لمساعدة مستودع مؤن في بلدة بيللا في افراغه من مئات الصناديق المليئة بمواد غذائية انتهت فترة صلاحيتها للاستهلاك، ولاحظت ان الكثيرين اصطفوا في طابور في الخارج لالتقاط ما يرميه المستودع.
 
وفي الجامعة، بدأت بيلدنغ تفكر بطريقة عملية وذكية لايجاد وسيلة لمكافحة الجوع وتلبية احتياجات الفقراء، وبعد سنوات من البحث انشأت بيلدنغ، وكانت في العشرين من العمر، شبكة على الانترنت تربط بين آلاف مستودعات المؤن في 24 ولاية اميركية، وتسمح لهم بمنح الاغذية الفائضة بدلًا من رميها في القمامة، وكل ما على هذه المخازن فعله هو الاعلان عن وجود فائض من الطعام لديهم، فتعلن جهة أخرى عبر الشبكة بأنها تريد هذه المواد ثم تأخذها.
 
امرأة بارزة
 
وقامت شركة لوريال باريس باعتبار بيلدنغ واحدة من عشر نساء بارزات، وكذلك فعلت آريانا هافنتغون، واتفق خبراء على ان برامج مثل موقع مينس  MEANS الذي أنشأته يربط بين الفائض والاحتياج ويمكن ان يردم هوة واسعة في مجال الاتصال بين من يملك الفائض والمحتاجين، ليحل بذلك مشكلة كبيرة تتعلق بإلقاء المواد الغذائية في القمامة والتبذير.
 
وقال ماتي ستانيسلوس، وهو مسؤول بارز في وكالة حماية البيئة، ويعمل على ايجاد حل لظاهرة تبذير الطعام: "نحتاج الى معرفة اوسع بالمشكلة، ونحتاج ايضا الى وسائل مثل هذا الموقع للتقليل من التبذير".
 
 
يستهلك انتاج الطعام حوالى 10 بالمائة من ميزانية الطاقة الوطنية، ويستخدم نصف الاراضي الزراعية في البلد، كما يستهلك ما يقدر بــ 80% من الماء العذب المستخدم في الولايات المتحدة، حسب تقرير نشره مجلس الدفاع عن الموارد الوطنية في عام 2012.
 
ويعني هذا أن الاميركيين يبددون 165 مليار دولار سنويًا على اطعمة سيكون مصيرها القمامة.
 
أضف الى ذلك، وحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، ان تحلل هذه المواد ينتج ما يقارب من 16% من غاز الميثان في البلد، وهذا الغاز أقوى بخمس وعشرين مرة من غاز ثاني اوكسيد الكربون، فيما لاحظت الصحيفة انه حتى الاشخاص الذين يتبرعون بالاطعمة لمخازن المؤونة في مناطقهم، يشاركون في هذا التبديد للثروات.
 
 
في الولايات المتحدة مراكز طوارئ غذائية تنتشر في العديد من الاماكن هدفها مساعدة المحتاجين، وعادة ما تنتهي المتبقيات في هذه الاماكن، ولكن، تقول بيلدنغ: "من الاعتيادي ان تقدم محلات البقالة موادًا لا يمكنها بيعها الى مجهزي مراكز الطوارئ الغذائية، وهو أمر جيد، ولكن عندما تحصل على 400 علبة من زبدة البندق وامامك اسبوعان فقط للتخلص منها ولديك 100 شخص فقط تقدم لهم خدمات غذائية في الشهر، علما ان هذه الاغذية لا توزع إلا اربع مرات في الشهر، يتحول الامر الى مشكلة".
 
 
عندما بدأت بيلدنغ بالبحث عن حلول لمشكلة التبذير واحتياجات البعض وهي في الثانوية العامة، كانت على ثقة بأن شخصا آخر سبقها الى ذلك ولكنها سرعان ما لاحظت ان التكنولوجيا الحديثة التي طورت العديد من الصناعات لم تجد طريقها الى هذه المخازن والمستودعات، ولاحظت ايضا ان نصف ارقام الهواتف المرافقة لأسماء هذه المخازن لا تعمل.
 
وفي الجامعة اختمرت الفكرة في رأسها وقررت انشاء الشبكة وطلبت المساعدة من صديق تعرفه كان في الرابعة والعشرين من العمر اسمه غرانت نلسون، وكان طالبا في القانون السنة الثالثة في جامعة جورج واشنطن، وأهم ميزاته أن لديه تجربة في تأسيس شبكات على الانترنت.
 
تردد ثم اندفاع
 
تردد نلسون في البداية اعتقادا منه ان تغيير تصرف الناس امر مستحيل تقريبًا، وأن من الافضل ايجاد وسيلة لتلبية احتياجات الفقراء بطرق اخرى، ومع ذلك، قرر في النهاية المشاركة في المشروع واستغرق الامر عاما كاملا. وبدأ الموقع يشتغل في شباط (فبراير).
 
غير ان بيلدنغ ونلسون احتاجا الانتظار حتى آيار (مايو)، عندما نشر احدهم اعلانا عن توفر مجموعة من الحبوب المعلبة، وكان انتظار رد جهة اخرى على الاعلان طويلا، ولكن الرد اتى واختفى الاعلان، وقالت ستيفاني شالاه، المسؤولة في الشركة التي طرحت الإعلان: "كنا يائسين، فكمية الحبوب التي كانت لدينا كبيرة ولا أحد يريدها، ثم قررت طرح الاعلان وانتظار النتيجة، قلت في نفسي لن أخسر شيئا على اية حال، وفجأة رد احدهم من مخزن مؤن يقدم خدمات لجالية اسبانية واسعة".
 
 
وبعدها تسارعت الامور، شبكة مينس تشغل حاليا عددًا من المبرمجين، الذين تدفع مرتباتهم من اموال منح، وتشغل ايضًا عددًا من المتدربين، وقد ارتفع عدد مصارف الاغذية الكبرى المسجلة في الشبكة وفي الموقع من 50 مصرفا في حزيران (يونيو)، الى اكثر من 200 حاليًا، علما ان هذه المصارف تتعامل مع الاف المخازن الصغيرة التي تعمل تحت مظلتها.  
 
ومع ذلك، تعتقد بيلدنغ ان هناك الكثير مما يجب فعله، فهناك 26 ولاية اخرى غير مغطاة حتى الان، وهناك العالم ايضا، وتقول بيلدنغ إن عليها اجراء اتصالات كثيرة وانشاء علاقات عديدة لتتفعيل هذا الجانب.

فتاة كانت في الثانوية العامة عندما بدأت تخطط لتجربة رائدة وتتعلق بمنع التبذير في الاطعمة والمحاصيل الزراعية والمواد الغذائية في الولايات المتحدة، علمًا ان حجم هذا التبذير يصل الى 165 مليار دولار سنويًا، حسب صحيفة واشنطن بوست. 
 
ومن المفارقات الكبيرة في الولايات المتحدة هو ان هناك 45 مليون شخص تقريبا لا يجدون ما يأكلون، فيما تقدر نسبة التبذير في الطعام بأربعين بالمائة، أما الأسباب فعديدة ومعقدة، بعض الشئ منها اعتقاد محلات بيع الطعام انهم قد يخالفون القانون إذا ما قدموا الطعام كمنح، كما ويعمد المزارعون الى ترك المحاصيل تفسد في المخازن خوفًا من طرحها في السوق والمجازفة بانخفاض اسعار. 
 
وكانت هذه الفتاة في اول من انتبه الى هذه المعضلة قبل خمس سنوات، إذ رأت انه لا بد من تغيير هذا الواقع ولا بد من وجود وسيلة لذلك. 
 
اسم الفتاة ماريا روز بيلدنغ وهي من ولاية آيوا، بدأت مرحلة الوعي لديها عندما تبرعت لمساعدة مستودع مؤن في بلدة بيللا في افراغه من مئات الصناديق المليئة بمواد غذائية انتهت فترة صلاحيتها للاستهلاك، ولاحظت ان الكثيرين اصطفوا في طابور في الخارج لالتقاط ما يرميه المستودع. 
 
وفي الجامعة، بدأت بيلدنغ تفكر بطريقة عملية وذكية لايجاد وسيلة لمكافحة الجوع وتلبية احتياجات الفقراء، وبعد سنوات من البحث انشأت بيلدنغ، وكانت في العشرين من العمر، شبكة على الانترنت تربط بين آلاف مستودعات المؤن في 24 ولاية اميركية، وتسمح لهم بمنح الاغذية الفائضة بدلًا من رميها في القمامة، وكل ما على هذه المخازن فعله هو الاعلان عن وجود فائض من الطعام لديهم، فتعلن جهة أخرى عبر الشبكة بأنها تريد هذه المواد ثم تأخذها. 
 
امرأة بارزة 
 
وقامت شركة لوريال باريس باعتبار بيلدنغ واحدة من عشر نساء بارزات، وكذلك فعلت آريانا هافنتغون، واتفق خبراء على ان برامج مثل موقع مينس  MEANS الذي أنشأته يربط بين الفائض والاحتياج ويمكن ان يردم هوة واسعة في مجال الاتصال بين من يملك الفائض والمحتاجين، ليحل بذلك مشكلة كبيرة تتعلق بإلقاء المواد الغذائية في القمامة والتبذير. 
 
وقال ماتي ستانيسلوس، وهو مسؤول بارز في وكالة حماية البيئة، ويعمل على ايجاد حل لظاهرة تبذير الطعام: "نحتاج الى معرفة اوسع بالمشكلة، ونحتاج ايضا الى وسائل مثل هذا الموقع للتقليل من التبذير". 
 
حجم التبذير
 
يستهلك انتاج الطعام حوالى 10 بالمائة من ميزانية الطاقة الوطنية، ويستخدم نصف الاراضي الزراعية في البلد، كما يستهلك ما يقدر بــ 80% من الماء العذب المستخدم في الولايات المتحدة، حسب تقرير نشره مجلس الدفاع عن الموارد الوطنية في عام 2012. 
 
ويعني هذا أن الاميركيين يبددون 165 مليار دولار سنويًا على اطعمة سيكون مصيرها القمامة.
 
أضف الى ذلك، وحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، ان تحلل هذه المواد ينتج ما يقارب من 16% من غاز الميثان في البلد، وهذا الغاز أقوى بخمس وعشرين مرة من غاز ثاني اوكسيد الكربون، فيما لاحظت الصحيفة انه حتى الاشخاص الذين يتبرعون بالاطعمة لمخازن المؤونة في مناطقهم، يشاركون في هذا التبديد للثروات. 
 
مراكز الطوارئ
 
في الولايات المتحدة مراكز طوارئ غذائية تنتشر في العديد من الاماكن هدفها مساعدة المحتاجين، وعادة ما تنتهي المتبقيات في هذه الاماكن، ولكن، تقول بيلدنغ: "من الاعتيادي ان تقدم محلات البقالة موادًا لا يمكنها بيعها الى مجهزي مراكز الطوارئ الغذائية، وهو أمر جيد، ولكن عندما تحصل على 400 علبة من زبدة البندق وامامك اسبوعان فقط للتخلص منها ولديك 100 شخص فقط تقدم لهم خدمات غذائية في الشهر، علما ان هذه الاغذية لا توزع إلا اربع مرات في الشهر، يتحول الامر الى مشكلة". 
 
إنشاء الشبكة
 
عندما بدأت بيلدنغ بالبحث عن حلول لمشكلة التبذير واحتياجات البعض وهي في الثانوية العامة، كانت على ثقة بأن شخصا آخر سبقها الى ذلك ولكنها سرعان ما لاحظت ان التكنولوجيا الحديثة التي طورت العديد من الصناعات لم تجد طريقها الى هذه المخازن والمستودعات، ولاحظت ايضا ان نصف ارقام الهواتف المرافقة لأسماء هذه المخازن لا تعمل. 
 
وفي الجامعة اختمرت الفكرة في رأسها وقررت انشاء الشبكة وطلبت المساعدة من صديق تعرفه كان في الرابعة والعشرين من العمر اسمه غرانت نلسون، وكان طالبا في القانون السنة الثالثة في جامعة جورج واشنطن، وأهم ميزاته أن لديه تجربة في تأسيس شبكات على الانترنت. 
 
تردد ثم اندفاع 
 
تردد نلسون في البداية اعتقادا منه ان تغيير تصرف الناس امر مستحيل تقريبًا، وأن من الافضل ايجاد وسيلة لتلبية احتياجات الفقراء بطرق اخرى، ومع ذلك، قرر في النهاية المشاركة في المشروع واستغرق الامر عاما كاملا. وبدأ الموقع يشتغل في شباط (فبراير).
 
غير ان بيلدنغ ونلسون احتاجا الانتظار حتى آيار (مايو)، عندما نشر احدهم اعلانا عن توفر مجموعة من الحبوب المعلبة، وكان انتظار رد جهة اخرى على الاعلان طويلا، ولكن الرد اتى واختفى الاعلان، وقالت ستيفاني شالاه، المسؤولة في الشركة التي طرحت الإعلان: "كنا يائسين، فكمية الحبوب التي كانت لدينا كبيرة ولا أحد يريدها، ثم قررت طرح الاعلان وانتظار النتيجة، قلت في نفسي لن أخسر شيئا على اية حال، وفجأة رد احدهم من مخزن مؤن يقدم خدمات لجالية اسبانية واسعة". 
 
تطور 
 
وبعدها تسارعت الامور، شبكة مينس تشغل حاليا عددًا من المبرمجين، الذين تدفع مرتباتهم من اموال منح، وتشغل ايضًا عددًا من المتدربين، وقد ارتفع عدد مصارف الاغذية الكبرى المسجلة في الشبكة وفي الموقع من 50 مصرفا في حزيران (يونيو)، الى اكثر من 200 حاليًا، علما ان هذه المصارف تتعامل مع الاف المخازن الصغيرة التي تعمل تحت مظلتها.  
 
ومع ذلك، تعتقد بيلدنغ ان هناك الكثير مما يجب فعله، فهناك 26 ولاية اخرى غير مغطاة حتى الان، وهناك العالم ايضا، وتقول بيلدنغ إن عليها اجراء اتصالات كثيرة وانشاء علاقات عديدة لتتفعيل هذا الجانب. 
- See more at: http://elaph.com/Web/News/2015/12/1060643.html#sthash.nwjHu92i.dpuf

 

أخبار ذات صلة

newsletter