طرد السفير السوري : حتى لا يحمّل أو يفسّر اكثر مما يحتمل

الأردن
نشر: 2014-05-27 07:21 آخر تحديث: 2016-06-29 04:20
طرد السفير السوري : حتى لا يحمّل أو يفسّر اكثر مما يحتمل
طرد السفير السوري : حتى لا يحمّل أو يفسّر اكثر مما يحتمل

رؤيا – رصد محرر الشؤون المحلية  - اتخذت الحكومة الاردنية قرارا عصر الاثنين بطرد السفير الاردني في عمن بهجت سليمان من الاردن واعتبرت السفير السوري شخصا غير مرغوب به وطالبته بمغادرة البلاد خلال 24 ساعة .

القرار الحكومي لاقى تغطية اعلامية واسعة وبدأت الاقلام بالحديث عن الاسباب والدوافع خلف هذا القرار وساد الصالونات السياسية الاردنية وحتى الاوساط الشعبية قلق وبحث حول دوافع الحكومة واسباب اتخاذ القرار في هذا التوقيت بالذات فمنهم من ربط الطرد بالاسد المتأهب وآخرون بالانتخابات الرئاسية السورية وامتد الامر لحديث حول تعزيز الجبهة الشمالية او اشتعال الجبهة الجنوبية السورية .

صحيفة الرأي الاردنية القريبة من الحكومة كتبت الثلاثاء في تحت مسمى "رأينا " وتحت عنوان " تبديداً لأي تفسيرات مغلوطة أو جائرة " توضيحا لحادثة طرد السفير مذكرة بأن أي قرار تتخذه أي دولة تجاه أي سفير او دبلوماسي هو قرار سيادي بالدرجة الاولى وهو عادة وكما في كل الاعراف السياسية والدبلوماسية لا يتخذ الا بعد دراسة معمقة وقراءة دقيقة لردود الفعل والتداعيات وخصوصا في حفظ الكرامة والسيادة الوطنية وعدم الخروج على المهمة التي ينتدب أي سفير لأي دولة للقيام بها في دولة اخرى ما بالك اننا نتحدث اليوم – والحديث للصحيفة  - عن قرار بطرد سفير دولة شقيقة وجارة تربطنا بها علاقات جوار وأخوة..

وأضافت ان طرد السفير لم يكن وليد لحظته بل جاء بعد ان وصلت الأمور حدا لا يحتمل وباتت سلوكيات السفير وتصريحاته استفزازية ومحرجة على نحو يصعب القبول به وتحت أي ذريعة وبخاصة في رفض هذا الدبلوماسي كل التحذيرات والتنبيهات ولفت نظره الى ان ما يقوم به يخرج عن مهنة الدبلوماسية ويضر بعلاقات الاردن العربية، حيث لا يتوقف السفير عن توجيه انتقادات لاذعة بل وسباب وشتائم لدول عربية تربطنا بها علاقات أخوية كما هي علاقاتنا مع سوريا الشقيقة، لكن الرجل مضى بعيدا وأمعن في الاساءة حتى لشخصيات سياسية وممثلي الشعب من نواب ونقابات وهيئات واحزاب وعشائر، حتى بات الصمت ازاء هذه الممارسات يقترب من درجة الخطأ فلم يكن ثمة مناص من اتخاذ القرار بطرد السفير واعتباره شخصا غير مرغوب فيه..

ونوهت الصحيفة الى وجود  ردود أفعال متشنجة وراغبة في توتير علاقات عمان بدمشق، مؤكدة ان  الاردن كان حريصا بلسان الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الدولة لشؤون الاعلام، على قطع الطريق على أي محاولة للاصطياد في الماء العكر او إضفاء توتر او برود في العلاقات بين البلدين الشقيقين لأن الخطوة الدبلوماسية المشروعة والمعروفة في كل الممارسات الدبلوماسية كانت موجهة لشخص السفير فقط ولم تمس العلاقات الطبيعية بين البلدين كما لم يتم إغلاق السفارة او الطلب بسحب الدبلوماسيين ما يعني ان الأمور يجب ان تقرأ في اطارها الحقيقي والمعلن وليس كما يسعى بعض من يريدون الاحتفال بالتوتر او البناء على أوهام وخزعبلات سياسية او قراءة المسألة بأبعاد ذات علاقة بما يجري في داخل سوريا الشقيقة..

و أكدت الراي أنه لم يطرأ اي تغيير على موقف الأردن الثابت والمعلن من الازمة السورية، منذ ثلاث سنوات ونيف وكانت عمان على الدوام المبادرة والسباقة الى لفت أنظار الجميع في المنطقة وفي العالم ان لا حل للازمة السورية سوى الحل السياسي وبما يحفظ وحدة سوريا ويسهم في إنهاء معاناة شعبها..

ليس لدى الأردن ما يخفيه وقرار طرد السفير واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه يجب ان لا يحمّل أو يفسّر اكثر مما يحتمل..

أخبار ذات صلة

newsletter