ملتقى أريج الثامن ينطلق بمشاركة 300 إعلامي من دول عربية وأجنبية
رؤيا - ينطلق الجمعة المقبلة ملتقى أريج السنوي الثامن، الذي يشكّل منبراً يجمع سنوياً عشرات الإعلاميين العرب مع إعلاميين وخبراء دوليين متخصصين في صحافة الاستقصاء.
ينطلق الملتقى هذا العام تحت شعار: "الإعلام العربي.. العمل تحت سيف الرقابة"، ويشهد 30 ورشة تدريب متخصصة وجلسة حوارية على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة 300 إعلامي عربي، وخبراء ومدربين عرب ودوليين.
وتقول الزميلة رنا الصباغ، المديرة التنفيذية لشبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج): إن مجلس إدارة الشبكة "اختار هذا الشعار لينبّه إلى تنامي مخاطر الرقابة داخل غالبية غرف التحرير العربية وسط التغيرات والاضطرابات في بعض الدول، حيث يبحث الملتقى كيفيه استمرار عمل السلطة الرابعه ضمن هذه التحديات السياسية والمهنية والقانونية الضاغطه".
وأشارت الصباغ إلى "تأثير قوانين مكافحة الإرهاب على حرية التعبير في دول مثل مصر، تونس، الأردن، السعودية والبحرين، بسبب احتوائها بنوداً مطّاطة قابلة للتأويل تبيح للسلطات توقيف من يخرج عن الصف من الصحافيين".
وأضافت: "السلطة الرابعة وركنها الأساس صحافة الاستقصاء، تشكّل مدماكاً في بناء مجتمعات أكثر استقراراً"، ففي الأردن مثلا-تقول- يقر 95 % من الإعلاميين ممارسة رقابة ذاتية. ويكشف معظمهم وفقاً لاستطلاع أجراه مركز حماية وحرية الصحفيين (CDFJ) بين 250 صحافياً- أنهم كانوا "خائفين جداً" لدرجة لا تسمح لهم بانتقاد مراكز القوى في البلاد.
وتعتبر الصباغ، أن حال الإعلاميين في الأردن –برغم ذلك- يبقى أفضل من حال زملائهم في مصر وليبيا وسورية والعراق واليمن، وفقاً لدراسات خبراء وحقوقيين وساسة متخصصين.
تتمحور ورشات الملتقى الثامن، حول سلامة الصحافيين وضمان أمنهم في مناطق النزاع، وتحصين ملفاتهم الإلكترونية، وتدقيق المعلومات المتدفقة عبر الإنترنت إلى جانب تتبع مسارات أموال مختلسة في جزر الملاذات الضريبية. كما تركز الورشات على تنمية تقنيات السرد الروائي المتقدم لوسائط لإعلام متعددة (تلفزة/ إذاعة/ صحافة)، وتقييم مخاطر الاستقصاء قبل الشروع في ترجمة الأفكار إلى تحقيقات قيد الإنجاز.
وبدأ الإعلاميون في الوصول إلى العاصمة الأردنية، في وقت تتعمق فيه الاستقطابات في الإعلام العربي في أجواء الردة على ثورات وانتفاضات الربيع العربي.
يستقطب الملتقى إعلاميين من أربع دول خارج نطاق انتشار أريج، ما يعكس حرصهم على الاستفادة من منصات التدريب الاستثنائية، والاطلاع على ميكانيكية بناء عشرات التحقيقات الاستقصائية بإشراف الشبكة. إذ يشارك جزائريون، موريتانيون، سعوديون وليبيون إلى جانب نظرائهم من دول الانتشار، الأردن، سوريا، فلسطين، مصر، لبنان، العراق، البحرين، اليمن وتونس.
غدا هذا الملتقى الذي تنظمه أريج فرصة سنوية لتشبيك إعلاميين عرب مع خبراء دوليين في صحافة الاستقصاء، تستقطبهم الشبكة من مؤتمرات دورية مماثلة تنظمها منظمة المراسلين والمحررين الاستقصائيين في أميركا والاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين.
تتخلل الملتقى ثلاث جلسات حوارية رئيسية بإدارة رائد الاستقصاء المتلفز في العالم العربي المصري يسري فوده، وحاصدة الجوائز العالمية شيلا كورنيل والتي ترأس مركز توني ستابيل للصحافة الاستقصائية/ جامعة كولومبيا العريقة في مدينة نيويورك. وكان نجم كورنيل لمع في آسيا بفضل تحقيقاتها المقدامة في الفلبين، كشفت من خلالها قضايا فساد وسوء استخدام السلطة.
في مداخلة بعنوان: "تقصّي الفساد تحت سطوة الرقابة"، تسرد كورنيل للإعلاميين العرب المخاطر الأمنية والقيود التي واجهتها أثناء نبشها قضايا فساد في بلادها..
من بين المتحدثين ديفيد شرافن رئيس موقع (كوريكتيف) الألماني غير الربحي القائم على مساهمات القرّاء، الذي يشارك في جلسة رئيسية بعنوان: "نماذج جديدة في الشرق والغرب للاستثمار في صحافة الاستقصاء"، إلى جانب رئيس تحرير موقع (مدى مصر) لينا عطا الله ورئيس تحرير موقع (انكفاضة) الإلكتروني في تونس مالك خضراوي.
وتخصّص جلسة ثالثة لمناقشة الظروف السياسية والاقتصادية والمهنية التي تعوق الإبداع وتخفض سقف الحريات في العالم العربي. يشارك في هذه الورشة الزملاء حازم أمين (لبنان/ صحيفة الحياة اللندنية)، عمرو الكحكي (مصر/ رئيس تحرير فضائية النهار)، غسان الشهابي (البحرين/ مشرف أريج)، حمزة البلومي (تونس) ويحيى شقير (الأردن/ خبير أخلاقيات الصحافة وقوانين الإعلام وحسام بهجت، صحافي يعمل في موقع مدى مصر.
تتواصل الأنشطة التدريبية من صباح الجمعة 4 كانون الأول/ ديسمبر وحتى مساء الأحد، موعد حفل الختام، الذي يتخلله توزيع جوائز 2015 لأفضل تحقيقات مؤثرة - مكتوبة ومتلفزة- طرق معدّوها قضايا مجتمعية ملحّة، بفضل استخدامهم أساليب تخفي جريئة، وقدرتهم على توثيق سوء استخدام السلطة ومشاكل بيئية وصحية.
منذ نشأتها أواخر 2005، دربت أريج 1642 صحافي ومحرر وأستاذ إعلام وطالب في المنطقة العربية. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائط إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن، كما أشرفت على نشر وبث قرابة 300 تحقيق استقصائي. كما بدأ كليات إعلام عربية تدرّس مساق أريج المبني على منهجيتها الميدانية في تدريس ثلاث ساعات معتمدة لطلبة البكالوريوس.