الـذكـــرى الـ 44 لاستشهاد وصفــي التـل

الأردن
نشر: 2015-11-27 22:59 آخر تحديث: 2018-11-18 21:33
الـذكـــرى الـ 44 لاستشهاد وصفــي التـل
الـذكـــرى الـ 44 لاستشهاد وصفــي التـل

رؤيا - الدستور - ينهض الحزن وينبثق من ثنايا الروح ونحن نتأهب لشرف الحديث عن الشهيد وصفي التل في ذكرى استشهاده الرابعة والأربعين، لانه «وصفي» والذي يكفي بأننّا حين نذَكُرُه نزداد فخراً ونَزْهو باسْمِهِ وهو الذي أَضاء الدم الغالي فداء للأردن.. الوطن الذي أحب وعشق وافتدى..


في الذكرى الرابعة والاربعين لاستشهاد وصفي التل، تحدث لـ«الدستور» استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الدكتور سعد ابو دية عن جوانب غير مفصلية هامة تناولت الاجابة على تساؤلات ابرزها: كيف عبّد الجيش والمخابرات الطريق لحكومة قوية برئاسة وصفي..!..

ظُهور الأزمة


وفي هذا الجانب قال ابودية انه وفي السنوات الاخيرة زادت الكتابة عن الشهيد وصفي التل، وهذا في  نظري يعود لاحداث الأمن الداخلي عام 1970 والمعرفة بأحداث ايلول وما تلاها  والتي رسخت اسماء بعض القادة الاردنيين في اذهان الناس، وكان الموقف صعبا لدرجة ان المغفور له الملك الحسين «رحمه الله» كتب في كتابه «مهنتي كملك» واصفا تطور الاحداث واختطاف طائرات مدنية وتفجيرها في الاردن واحتجاز (55) رهينة، وقد وصف الملك الحسين ذلك  بما يلي: «واعتبارا من ذلك الوقت ظهرت الازمة فاما نحن او هُم».
اجتماع البيعة تحت الشجرة.


واضاف ابودية: وفي اليوم الخامس عشر من ايلول اجتمع الملك الحسين مع من وصفهم اقرب المساعدين والمستشارين وذكر اسمين من المدنيين في رأس القائمة وهما: زيد الرفاعي ووصفي التل، ولكن نذير رشيد مدير المخابرات «انئذ» يروي القصة بتفاصيل اكثر اذ ذكر ان اجتماع الملك مع دائرة ضيقة من اولئك الرجال وعددهم (10)، والاجتماع كان تحت  شجرة مما جعل البعض يتفاءل بالرقم والمكان وبيعة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم  وعددهم عشرة للرسول عليه السلام تحت الشجرة ووصف نذير باشا رشيد الموقف في لقاء من اللقاءات العديدة ان الوضع كان مخيفا والبلد في مهب الريح، فيما وضح الملك الحسين ان القوات الاردنية كانت 55 الفا وعندهم 300 دبابة و40 طائرة وعند قوات الفدائيين 50 الفا نصفهم من الجنود الحقيقيين وساندهم 10000اخرون  موجودون في  سوريا ويمكن ان يدعمهم 12 الف جندي سوري وعراقي موجودون في الاردن منذ 1967 وهذه الارقام من كتاب «مهنتي كملك».
سبب شعبية وصفي..!


ولفت ابودية قائلا: واعود للقول ان احداث  1970هي السبب في شعبية وصفي التل  وما حصل عليه وصفي من شعبية هو رسوخ الاسم في اذهان الناس وبخاصة بعد استشهاده  خارج الوطن. منذ ذلك الوقت وكما تذكرت ترحم الاردنيون على وصفي اكثر وقد يحتاج البحث عن السبب الحقيقي لجهد مركز يمكن ان الامر ارتبط بالثقة حيث كانت الناس تثق بالحكومة وعلى رأسها الرئيس اكثر ولم يكن المواطن هدفا لتصرف غير مقبول من وزير، وقال لي رجل اعمال خبير ان ثقة الناس بالحكومة مهمة لان الامر يرتبط بالمصداقية حتى ولو  تحدثت الحكومة عن الطقس يمكن لا يصدق البعض الحكومة.


الاغتيال وحديث رشيد


واضاف ابودية: وعودة للموضوع اقول ان الحديث  كثير عن اغتيال «وصفي التل» ويقول لك نذير باشا رشيد ان «ابا اياد» القيادي الفلسطيني «صلاح خلف»، هو وراء الاغتيال لان «وصفي» لم يلتزم معه في موضوع وعده به، بهذا الموضوع اعاد الى خاطري موضوعا في منتهى الاهمية وهو اننا بحاجه للمؤرخ النزيه وحتى لو لم يكن للاردن مؤرخ رسمي بالنسبة لي كتبت فصلا من كتاب عن احداث السبعين.
تعبيد الطريق لوصفي
وبين ابودية ان هناك امرا هاما لا بد ان اذكره وهو دور الجيش والمخابرات العامة في تعبيد الطريق لوصفي التل حتى يشكل  الحكومة واحب ان اشير الى ان المخابرات في عام 1970 وما بعده وما قبله انها مع الجيش ومن القلائل الذين صمدوا ويؤكد نذير رشيد انها لم تسلم من بعض ما تعرضت له ايضا من  خذلان ولكنها ظلت صامدة ولولاها لانهار العمود الفقري للبلد، واعود للتأكيد ان المخابرات والجيش كانا في الميدان وعندما اقتربت المواجهة لاعادة الامن والاستقرار في البلد عجم الحسين عيدانه ليبحث عن اصلبها عودا وامرها مكسرا، وكان يريد من تتوفر فيه صفة شرط الكفاية وقادر على اتخاذ القرار دون تردد ولقد اختار الحسين بن طلال «رحمه الله» نذير باشا رشيد لهذه المهمة وكانت المهمة صعبة جدا.
واضاف ابودية: لقد جرى حديث لنذير رشيد مع الحسين وفهم نذير انها مهمة صعبة وان الامر يتطلب ان تكون هناك الصفة المطلوبة في المنفذ وهو شرط الكفاية وان لا يتردد وكانت بعض الدول تتربص بنا الدوائر حتى الداعمين الدوليين تقليديا بداوا مترددين وتوقع البعض ان الانهيار حاصل، وتحدث  نذير باشا عن بعض من خذل البلد ولكن صمود الذين بقوا في الميدان ساعد  كثيرا.


الدور المشرف للمخابرات
واشار ابودية الى انه كان في الاردن قوات عراقية وكان السوريون يترقبون للتدخل وكان الاردن غير مستفيد من مصر لان علاقات جمال عبد الناصر تردت مع منظمة التحرير الفلسطينية، بعد مبادرة «روجرز» وفعلا كانت اياما حالكة السواد لكن العزيمة كانت على اشدها ولقد ادى الجيش والمخابرات العامة دورهما المشرف وسط هذه الاعاصير و كانت  المخابرات العامة هي سيدة التعامل مع المعلومات والاستفادة منها في القرارات الصائبة ولا مجال للخطأ في تلك الايام التي عظم فيها المطلوب وقل المساعد.


الحسين القائد الشامخ


ونوه ابوديه الى انه وتدريجيا وصلنا الى المرحلة التي جعلت الحسين يقول: واصبحت ولي الامر في بلدي وتدريجيا عبد الجيش والمخابرات الطريق لحكومة قوية برئاسة وصفي التل ومن هنا ظهر العمود الثالث الى جانب الجيش والمخابرات، ومن هنا زادت شعبية وصفي عند الجيش ولاحظ ان هذا كله تم على اكتاف ركيزيتين اساسيتين وهما: المخابرات والجيش، ولا ننسى جلالة الملك الحسين «القائد الشامخ وسط الاعاصير» واصبح للحكومة هيبتها وقبل ان اودع القراء اقول ان قوة الدفع ظلت في دم المخلصين وعلى كل حال تحية لكل من قدم خيرا لهذا البلد واستذكر  في  هذا المقام اخي نذير باشا رشيد في عطائه لهذا البلد في تلك الايام الحالكات.

أخبار ذات صلة

newsletter