نبض البلد يناقش أبعاد التواجد الروسي في المنطقة
رؤيا – معاذ ابو الهيجاء - ناقشت حلقة نبض البلد السبت الجدل حول التواجد الروسي في المنطقة... قراءة المواقف والتأثير ، حيث استضافت كلا من الخبير الإستراتيجي د. فايز دويري، و الكاتب والمحلل سياسي د.موفق محادين.
واعتبر الدكتور فايز الدوري أن الذي دمر سوريا وهجر 40% من سكانها هو التدخل الاقليمي والدولي، فالتدخل الأجنبي سبب إطالة الأزمة السورية، فالولا الدعم الايراني لسقط النظام السوري خلال السنوات الأولى من الثورة السورية، وكذلك تدخل حزب الله دعم النظام السوري.
واضاف أن التدخل الاجنبي عم الازمة السورية واطال من عمرها، داعيا إلى رفض اي تدخلات اجنبية.
وعن التدخل الروسي في سوريا قال إن القوات الجوية الروسية شنت 2088 غارة منذ شهر ونصف 90% وجهت للمعارضة السورية ولم توجه لداعش، بمعنى ان داعش تلقت فقط 10% من الضربات.
ورأى أن التدخل الروسي لم يحدث شيء على الواقع، باستثناء نجاح وحيد وهو استعادة مطار كويرس، فهو قتل الاف السورين، وهجر 200 الف شخص من ريف حماة، فهو لم يحقق شيئً على المستوى الميداني.
وأكد أنه ضد الارهاب بكل اطيافه، ولكن لا يجوز حصر الارهاب بالاسلاك السني، اي حصره في طيف معين وتناسي الارهاب الشيعي.
واشار إلى أن روسيا جاءت تدافع عن مصالحها، وأن الرئيس السوري بشار الاسد اداة طيعة بيد روسيا وايران، وأن روسيا جاءت لضرب المحور السني وهناك هلال شيعي، وكلا الهلالين يتقاطعوا بسوريا ومن يكسب يكسب التواصل وهنا ايران تصر على دعم سوريا من أجل كسب التواصل بين اعدة الهلال الشيعي، ويقابل هذا اصرار السعودية وقطر على كسر الهلال الشيعي عن طريق كسب سوريا واسقاط الأسد.
ولفت إلى أن روسيا لا تعتبر شيء أمام أمريكا فعسكريا ميزانية روسيا 60 مليار وأمريكا أكثر من 600 مليار، واقتصادية فإن ميزانية ولاية كاليفورنيا تعادل ميزانية روسيا، وديمقراطيا هي دولة نامية في هذا المجال.
وذكر بان النظام السوري هو المشكلة، وكان عليه الاستقالة حين صار شعبه عليه، وذلك من أجل الحفاظ على الوطن، فقط قتل أكثر من مليون سوري، وشرد 12 مليون، وتحتاج سوريا إلى 200 مليار لإعادة اعمارها، وكذلك من أجل التمسك بكرسي، لم يقدم شيء للشعب السوري من 1963، فالمشكلة في النظام السوري.
ودعا إلى مصالحة وطنية وعادلة، ووطنية، ومحاسبة كل مجرم سواء من الثورة او من النظام.
وقال لا يوجد الان جيش سوري حقيقي فلولا الالوية الايرانية التي تقاتل وحزب الله لسقط منذ زمن، فحسن نصر الله أمين عام حزب الله صرح أنه لا تاخر حزب الله اسبوعا واحدا عن دخول سوريا لسقط النظام، حتى أن النظام السوري اعلن أن كل من فوق 60 عاما يمكن أن يتم تجنيده وأن من يدخل الجيش لن تقطع عنه الكهرباء.
وفي معرض رده على سؤال متعلق بمصير سوريا قال إن مصير سوريا يتجه نحو الدمار والتفكك والدولة الفاشلة، لكثرة الايادي التي تدعم النظام ويقابلها داعش، فالصوملة هي مصير سوريا.
من جهته قال الدكتور موفق محادين إن هناك تحولات عالمية من اجل اعادة تقسيم المنطقة وهذا ما اشار له مفكرون كبار في امريكا.
وبين انه لابد من التفريق بين الربيع العربي، وبين حق الناس في التعبير عن رأيهم وتداول السلطة، فالربيع العربي جزء من مخططات طبخت في دوائر حلف شمال الاطلسي من أجل اعادة صياغة المنطقة على اسس جديدة.
وعن اسباب التدخل الروسي في سوريا بين أن روسيا دخلت سوريا من باب الحرب الاستباقية قبل أن تزدحم حدودها بالمقاتلين الاسلاميين، مضيفا إلى أن من يحرك روسيا هي مصالحها وليست الايدلوجيا، وكذلك ايران تحركها مصالحها وهذه طبيعة الاشياء وتقاطعها.
وتابع قوله إن ما يدير ايران ليس التشيع بل حسابات سياسية وحسابات صاعدة فهي تدعم حماس مثلا وهي تصطف مع ارمينيا ضد واذربيجان رغم أن 80% من سكانها اتراك شيعية ولكن لم تغلب التشيع بل غلبت البعد السياسي، وفي سوريا تغلب البعد السياسي.
ورأى أن ما يحدث في المنطقة ليس صراعا شيعيا سنيا، فما تشهده ليبيا من اقتتال القبائل وما تشهده مصر والجزائر أكبر دليل أنه لا يوجد صراع سني شيعي، فكل التيارات سنية، فالصراع ليس مذهبيا بل سياسيا ولغة المصالح هي التي تطغى على الاحداث، فما يسمى بصراع المذهبي ما هو إلا اقنعة ولكن حقيقة صراع مشاريع سياسية.
ونوه إلى أن ما يجري بسوريا يأتي في سياق انهاء دولة "سايس بيكو" وهو ما سيحدث لدول المنطقة لاحقا، من تفكيك الدول والجيوش فالمعركة في مصر وليبيا ليست ضد نظام بل من أجل تفكيك بنية الدول.
وقال إن سوريا صامدة وباقية وقوية برئيسها ونظامها، ولن تنهار، وأن المحور الاساسي في قوتها هو الجيش السوري فقط الذي قدم نحو 50 الف شهيدا وليس حزب الله وبقية الفاصل الصغيرة التي تدعمه.
وختم حديثه بان سوريا ستتجه نحو الاستقرار، وأن الجيش السوري خلال عام قادم سيستعيد السيطرة على كامل سوريا، وان المواطنين الأدرنيين سيتمكنون من تناول طعام الغداء في دمشق.