روسيا و امريكا "صراع قوى في سوريا " على طاولة نبض البلد

الأردن
نشر: 2015-10-31 20:34 آخر تحديث: 2016-08-01 19:10
روسيا و امريكا "صراع قوى في سوريا " على طاولة نبض البلد
روسيا و امريكا "صراع قوى في سوريا " على طاولة نبض البلد

رؤيا – معاذ الحنيطي – اكد الدكتور جمال الشلبي استاذ العلوم السياسية، بأن ما يحدث على الساحة السورية لم يكن ثورة شعبية، وانما هي جزء لا يتجزا من ما يسمى الربيع العربي الذي انتشر بين الدول العربية خلال السنوات الاخيرة الماضية.

 

وشدد الشلبي خلال لقائه في برنامج نبض البلد للحديث عن صراع القوى في سوريا، مساء السبت، على ان هذا الربيع العربي ما هو الى مشروع غربي لتفتيت وتقسيم الدول العربية، ليتم بعدها توجييها وركوبها لمصالح واجندات اجنبية، ولذلك كان لابد من ان تحارب الدولة السوريه للدفاع عن وحدة اراضيها وكيانها كدولة.

 

وقال الشلبي "نحن الان نعيش ماساة حقيقية  ليس فقط في سوريا بل في كل الاقليم العربي الملتهب بسبب ما يسمى الربيع العربي"،  لافتا الى حجم اللاجئين الكبير والضحايا بسبب الملف السوري، وما يشهده العالم العربي من تمزق وصراعات داخلية.

 

واضاف الشلبي "روسيا دولة عظمى ومثقفي ومفكري العرب دائما ما ينظرون الى روسيا بانها هي التي ستدافع عنهم "موكدا بأن روسيا احست بالخطر وهذا ما دفعها لتدخل في سوريا بعد طلب من النظام السوري.

 

ولفت الى ان التدخل السوري جاء لحسن الحظ ليمنع فكرة تقسيم الدولة السوريه ، مشيرا الى ان مصالح روسيا مع حليفها السوري ورغبتها بأن لا يسيطر الايرانيين على كل المشهد في الازمة السورية.

 

وبين الشلبي أن الولايات المتحدة منذ 2003 من بعد العراق لم يعد لها الرغبة بحرب ثانية في الداخل السوري بعد ان انهكت في العراق، ومن الممكن انها لا تريد الدخول بحرب او مواجهة مع الدب القطبي الروسي بقيادة بوتين.

 

واشار الى ان الفيتو الروسي كان دائما بجانب النظام السوري ولحمايته، مشيرا الى محاولة روسيا ان توصل رسالة بأنها تستطيع ان تلعب في المنطقة دور النزية بكل توازن وقوة، وان القضية ليست بشار انما وحدة الدولة السورية.

 

ونوه الشلبي الى ان روسيا طالبت بتقديم معارضة متزنة ليتم التحاور معها، والعمل على مرحلة انتقالية يتم بعدها اجراء الانتخابات وتعديل الدستور، منوها الى ضرورة ان نميز بين المعارضة السورية فمنها من هو قريب للنظام، ومنها ما هو بعيد عن النظام ومعارضة ارهابية كداعش واشباهها.

 

ولفت الى ان روسيا ومنذ تولي بوتين استطاعت ان تلعب دور سياسي وعسكري حازم في العالم، مستبعدا ان تقوم روسيا بالتدخل على الارض وان تستمر بدعم من خلال الضربات الجوية والطيارات والخبراء العسكريين، خصوصا بوجود بديل لها على الارض هم ايران وحزب الله.

 

واكد الشلبي ان لا احد يريد الاستمرار في الازمة، خصوصا مع تطورتها المستمرة التي جرت في اوروبا وصول اللاجئين لها، وهي تراهم قنابل مؤقوته معرضة للانفجار في اي لحظة والخوف من الاسلام السياسي وتوابعه على اوروبا.

 

ولفت الى الدور الروسي الجديد في منطقة الشرق الاوسط كدولة عظمى اخذت تحد من الحكم الامريكي للعالم بنظام احادي القطبية ، وبدء التقرب العربي من الدولة الروسية، مشيرا الى  صفقات الاسلحة الاخيرة بين روسيا والدول العربية كدليل على التقارب العربي الروسي.

 

وبين الشلبي أن هناك مايسمى بالمفاوضات المتصاعدة - من السهل الى الاصعب -، لان جميع الاطراف والقوى العظمى والاقليمية متعبة، امريكا تعبت اوروبا مرهقة تماما، دول الخليج لا تستطيع الاستمرار بالدعم المالي للابد.

 

ونوه بأن قرار التفاهم بين النظام والمعارضة لن يكون من الداخل من المعارضة الداخلية "المحلية"، مشيرا الى ان الداخل المعارض سيتوقف حال توقف ورود الدعم الخارجي.

 

واشار الشلبي الى لقاء الرئيس الروسي بوتين مع الملك سلمان، ومطالبته بمعارضة متزنه تجلس الى طاولة الحوار للوصول الى حل يرضي جميع الاطراف، نذهب بعدها الى الانتخابات ويذهب لها ايضا المعارضة بمراقبة دولية واسعة.

 

وشدد على ان روسيا الان تتصدر الساحة بمصداقيتها واوقعيتها بالتعامل مع الازمات والمواقف، وتراجع سريع للادارة الامريكية في المنطقة، مشيرا الى ان بشار لم يفقد كل شرعيته عند الشعب السوري فهو الاقدر على ان يقود الدولة بالرغم كل ما حدث.

 

اما ضيف البرنامج الثاني الكاتب والمحلل السياسي مجيد عصفور، لفت الى ان العقدة الرئيسية في حل الازمة السورية هة الوصول الى اتفاق بخصوص مصير الاسد واستمرار ولايته، وخوضه غمار الانتخابات القادمة اذا ما تم الحل.

 

وشدد عصفور على ضرورة اقناع حلفاء الاسد روسيا وايران والصين بضرورة تنحي الاسد لانهاء الازمة، مشيرا الى ان استمرار الازمة ادى الى تفرع وتناسل المعارضة السوريه وتنوعت اجنداتها ما بين داخلية وخارجية.

 

واشار الى ان حلفاء الاسد قاموا بوضع الشعب السوري كاملا بكفى والاسد بكفى، لافتا الى ان التدخل الروسي جاء في وقت حاسم كان فيه نظام الاسد على وشك الانهيار، فالنظام كان لا يملك سوى اجزاء من العاصمة دمشق.

 

واضاف عصفور أن التدخل الروسي لمصالحها في سوريا، مشيرا الى ان روسيا تمتلك قاعدة قديمة في طرطوس وخط غاز، اظافة الى ايران التي لا يمكن ان تفرط بالاسد ليس من اجل شخصه وانما من اجل لبنان.

 

واشار الى ان امريكا هي ما صنعت داعش ولم يكن لديها الرغبة والجدية لانهاء التنظيم، هل يعقل ان مسير داعش غير مرصود بلاقمار الصناعية الامريكية، ولكن لم تتنبه له الا بعد ان احست انه يهدد حليفتها في المنطقة اسرائيل.

 

وبين بأن المعارضة السوريا لن تقبل ابدا ببقاء الاسد في المرحلة الانتقالية وكذلك النظام لن يقبل الخروج فالاثنين من نفس العبوة والتفكير، لافتا الى ان بقاء النظام يغني دستور بناءا على رغباته وانتخابات محسومه للاسد وابناء الاسد من بعده.

 

واكد بان الدبلوماسية الروسية اقوى بكثير من نظيرتها الامريكية، خصوصا بوجود ادارة اوباما المترددة في اتخاذ الاجراءات والمواقف، وهذا ما سبب الحجيج العربي الواضح للجانب الروسي.

 

وشدد عصفور على ان الدور الذي تقوم به روسيا انهاء احادية القطبية الامريكية في ادارة العالم، وقد يبقاء النظام الاحادي ولكن بقيادة الجانب الروسي.

أخبار ذات صلة

newsletter