بلاتر: اختيار قطر لمونديال 2022 كان خطأ
رؤيا - محمد حسيبا - اعتبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جوزف بلاتر بان اختيار قطر لاستضافة مونديال 2022 كان "خطأ".
"نعم، بشكل مؤكد"، هذا كان جواب بلاتر على سؤال طرحه عليه صحافي من راديو-تلفزيون "ار تي اس" السويسري حول اذا كان اختيار قطر لاستضافة مونديال 2022 خطأ بسبب الحرارة المرتفعة في الامارة الخليجية خلال فصل الصيف.
واضاف بلاتر "تعلمون بان الكل يرتكبون اخطأ في حياتهم. التقرير الفني الخاص بقطر يشير بان المناخ يكون حارا جدا في الصيف، لكن اللجنة التنفيذية (للفيفا) وباغلبية الاصوات قررت باننا سنلعب (المونديال) في قطر".
واشار بلاتر الى انه في هذه الظروف من المرجح اقامة مونديال 2022 في فصل الشتاء، مكررا بذلك موقفه السابق بهذا الشأن والذي جدده في 21 نيسان/ابريل الماضي في تصريح لقناة "بي إين سبورتس" القطرية حين قال: "أفضل موعد لاستضافة مونديال 2022 هو نهاية العام. يجب أن نكون واقعيين الى حد ما. بالنسبة إلي، إذا غيرنا وسنغير لأنه لا يمكننا اللعب في فصل الصيف على الرغم من أن قطر تصر، يجب ان نلعب في فصل الشتاء في نهاية العام".
ومنذ اختيار قطر لاستضافة مونديال 2022، طفت اشكالية حول تاريخ اقامة العرس العالمي. درجات الحرارة مرتفعة جدا في فصل الصيف، والفترة الشتوية تخلق مشاكل ناحية الروزنامة.
وبعد التصريح الذي ادلى به بلاتر اليوم الجمعة، اصدر الفيفا بيانا توضيحيا قال فيه: "كما شرح (بلاتر) في جوابه للصحافي، اشار الرئيس الى ان قرار منح قطر استضافة كأس العالم في الصيف كان "خطأ" وذلك استنادا الى التقييم الفني لملف الترشيح الذي ركز على الحرارة المرتفعة جدا في قطر خلال فصل الصيف".
واضاف البيان: "لم يشكك في اي مرحلة باختيار قطر لاستضافة كأس العالم 2022".
وهذه ليست المرة الاولى التي يضطر فيها الفيفا الى توضيح موقف احد مسؤوليه الكبار ففي كانون الثاني/يناير الماضي رد على ما قاله امينه العام الفرنسي جيروم فالك الذي توقع ان تقام نهائيات 2022 بين 15 تشرين الثاني/نوفمبر و15 كانون الثاني/يناير، مؤكدا بانه لم يتخذ اي قرار بشأن موعد قطر 2022.
وجاء كلام فالك في فترة اطلق فيها فيفا مشاورات في تشرين الاول/اكتوبر الماضي حول تاريخ اقامة البطولة في قطر حيث تبلغ الحرارة في الصيف حوالي 50 درجة مئوية، وهو قال في تصريحه: "اذا لعبتم في الفترة من 15 تشرين الثاني/نوفمبر حتى نهاية كانون الاول/ديسمبر، تكون الاجواء المناخية مثالية وهي توازي درجات الحرارة في ربيع ساخن نوعا ما في اوروبا تقارب 25 درجة مئوية وبالتالي فانها اجواء مثالية لممارسة كرة القدم".
ولم يحدد فالك في تصريحه اذا كان يتحدث عن اقامة نهائيات المونديال في شتاء 2021-2022 او 2022-2023، لكن العامل الحاسم سيكون موعد دورة الالعاب الاولمبية الشتوية المقرر اقامتها في اوائل عام 2022 اذ يسعى الفيفا لتجنب التضارب بين موعدي الحدثين الرياضيين الكبيرين والى ان يكون هناك المتسع من الوقت الفاصل بينهما.
لكن الفيفا شدد ردا على تصريح امينه العام بانه لن يتخذ اي قرار نهائي الا بعد مونديال الصيف المقبل في البرازيل وبعد مشاورات طويلة.
واعتبر المتحدث باسم الفيفا بان ما قاله فالك يعبر عن رأيه الشخصي وحسب، مضيفا "ان الموعد الذي سيقام فيه الحدث ما زال في طور عملية الاستشارات التي تشمل جميع الاطراف المعنية، بينها المجتمع الكروي الدولي - الاتحادات القارية، الاتحادات الاعضاء، الدوريات، الاندية، اللاعبون - اضافة الى الشركاء التجاريين لفيفا".
وتابع "لن يتم الاستعجال في عملية الاستشارات وستمنح الوقت اللازم من اجل الاخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي لها علاقة بعملية اتخاذ القرار. لن يصدر اي قرار قبل كأس العالم المقبلة في البرازيل، وذلك استنادا الى ما اتفق عليه في اجتماع اللجنة التنفيذية لفيفا".
ويأتي الموقف الذي صدر اليوم عن بلاتر بعد ساعات على اشادته بالاصلاحات التي ادخلتها الامارة الخليجية على قانون العمل ما يسمح بالغاء نظام الكفالة للعمال الاجانب، وهو قال الاربعاء بهذا الصدد: "هذا الاعلان يشكل خطوة هامة في الطريق الصحيح نحو تغيير مستدام على مستوى حماية العمال في قطر"، مضيفا "نحن نتطلع لتنفيذ هذه الاجراءات بشكل ملموس في الاشهر المقبلة".
وتابع "سنواصل تعاوننا الوثيق مع السلطات القطرية والتحاور مع جميع الاطراف المعنية".
وكان من المقرر ان يزور بلاتر قطر في منتصف الشهر الحالي لكنه اجل زيارته لما بعد نهائيات مونديال البرازيل المقرر بين 12 الشهر المقبل و13 تموز/يونيو، وذلك من اجل "الحصول على الوقت الكافي لفهم التدابير التي اعلن عنها" اليوم الاربعاء.
ووعدت قطر بقوانين جديدة من شانها الغاء نظام الكفالة الذي يضع مئات الاف العاملين الاجانب تحت رحمة ارباب العمل، للتخفيف من انتقادات حادة وجهتها اليها المنظمات التي تدافع عن حقوق الانسان.
ويأتي قرار السلطات القطرية تحت ضغط من النقابات والمنظمات غير الحكومية التي نددت بما وصفته ب"العبودية المعاصرة" التي يعيشها العمال المهاجرون، والاسيويون منهم بشكل خاص، الذين يتوافدون الى قطر لإنشاء البنية التحتية للمونديال عقب تحقيق نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في ايلول/سبتمبر الماضي ذكرت فيه ان عشرات العمال النيباليين لقوا حتفهم بينما كانوا يعملون في قطر، ما اثار مخاوف بشان الاستعدادات التي تجريها الدولة الخليجية لاستضافة البطولة العالمية.
ونفت قطر مرارا وتكرارا حصول وفيات بين العمال، غير ان السفارتين الهندية والنيبالية وثقتا بالارقام حصول مئات الوفيات منذ عامين.
وتواجه قطر تحديا رئيسيا بحلول 2022 يتمثل في تجهيز انشاءات ضخمة كالملاعب والفنادق وشبكة المترو وغيرها مما يستوجب مئات الالاف من العمال الاجانب الذين تترصد اوضاعهم منظمات حقوقية وتضعهم وسائل الاعلام تحت المجهر.
وسبق للفيفا نفسه ان اعترف بتحمله جزءا من المسؤولية عن مصير الاجانب العاملين في الورشة العملاقة الخاصة بمونديال 2022 في قطر، مشددا على انه لا يملك سطلة تسوية الوضع.