بالفيديو: "رمزية الحياة والشهادة" في احداث فلسطين المحتلة
رؤيا - حافظ ابو صبرا - مشاهد عمت شاشات التلفزة العربية والعالمية و كافة مواقع التواصل الاجتماعي من مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية والقدس وغزة ومختلف مدن الداخل المحتل عام 1948، تلك التي تظهر يوما تلو يوم الفلسطينون على حقيقتهم ... يحبون الحياة ولكنهم لا يخافون الموت.
فتيات راجمات للحجارة في المظاهرات ... جميلات بنكهة ثورية فلسطينية خاصة ... هن بنات أمهات شاركن في الانتفاضة الأولى. طوردن واعتقلن واستشهدن، هن لسن الشهيدات فقط، بل الحيات الباقيات كذلك.
ثم يأتي شبان القدس ... ينشدون في حواري المدينة القديمة، عايشوا الثائرين واغاني الانتفاضتين السابقتين، كأنهم كانوا يعدون اللحن لذاك الشاب الذي يصوب مقلاعه بإتقان صوب المحتل، برفقة حركات الدبكة الشعبية الايقاعية، بدقة ينتقل من الحركة للأخرى، ثم يرجم.
حتى ذاك الرجل الذي ظهر متحديا جنود الإحتلال قي الخليل، هو ليس استثناء بل تمثيل لحالة الفلسطيني العادي، الخلل في أن نسميه مسنا، ففلسطين أبعد من ان توصف بالهرم ، والدليل ذاك الشاب الذي أستفز كل الجند المدججين بالسلاح برقصاته بعد أن فشلوا في اصابته مرات ومرات، ثم معتز زواهرة الذي لاقى الشهادة مرددا "يا أم الشهيد وزغردي، كل الشباب ولادك".
الفلسطينيون دوما أهل الإبتكار، فمن الدبكات الشعبية خلال الموجهات الى التخلص من قنابل الغاز بطريقة كوميدية اقرب الى السوداء منها ... الى التقاط صور " السيلفي" خلال المواجهات ... ولا ندري غدا ما سيخرج من ابداعات من هذا الجيل.
القدس في المشهد الفلسطيني المنتفض هذه المرة تمتاز بجزء من الخصوصية، فأهل المدينة يتحدون الخوف من الإعدام ويبقون في مختلف حواري البلدة القديمة، وخير دليل على ذلك هو بهاء عليان، الذي دخل جينيس عبر أطول سلسلة قراءة حول سور المدينة فمنحها علمه، ودخل التاريخ عبر استشهاده ملبيا نداء الوطن، فمنحها روحه، وفوق بهاء، كل ابتسامات المعتقلين لأجل القدس وفداء للقدس .. وتلبية لنداء القدس.
فلسطين، تلك التي تمنح ترابها أجمل شبانها واحلاهم واكثرهم علما وثقافة، تحب الحياة وأهلها يعيشون على مقولة، نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا فأبطال المواجهات الذين لعبوا كرة القدم خلال المواجهات وكأنها استراحة محارب، أو ذاك الذي خرج من بين عجلات الجيب العسكري الذي حاول دهسه في رام الله مبتسما بعد أن أقترب من الموت لمسافة الصفر بل وأكثر، والشباب الذين أحتفلوا بميلاد صديقهم في ذروة المواجهة، وفي خضم الحرب وازيز الرصاص.
فلسطين .. أكبر من مشهد، وأعظم من صورة، في انتفاضة اليوم، ثمة ما هو إنساني لا يكف عن الحضور، مشاهد كثيرة تراود العيون والقلوب، ولعل كل واحد منا سوف يجمع الخيارات التي يظن أنها تختزن دلالات كبرى، بعيدة المدى والعمق والمعنى.
لذلك لا بد من الانتباه إلى أن فلسطين تمنحنا ما نريد من الصور التي نشتهي، لنركب من بين كل هذا صورتها بعدد ما كان وما سيكون من الوجوه والعيون والابتسامات.