تل أبيب وعمان نحو أزمة دبلوماسية خطيرة بسبب التصعيد الإسرائيلي في الأقصى: الملك رفض لقاء نتنيا
رؤيا - الرأي اليوم - يوما بعد يوم، يكشف النقاب في إسرائيل عن زيادة حدة التوتر الدبلوماسي بين الدولة العبرية والمملكة الأردنية الهاشمية، ويبدو أن التصعيد بين الدولتين سيقودهما، عاجلا أم أجلا، إلى أزمة دبلوماسية جديدة بسبب الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك. وفي هذا السياق، قالت مصادر إعلامية إسرائيلية، إن الملك عبدالله الثاني رفض لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، احتجاجا على الاعتداءات المستمرة بحق المسجد الأقصى المبارك، وخوفا من أن يقوم نتنياهو باستغلال الزيارة إعلاميا، لبث صورة تفيد بأن العلاقات الأردنية- الإسرائيلية على ما يرام رغم الاعتداءات والاقتحامات على المسجد الأقصى.
وقالت المصادر عينها لموقع (WALLA) الإخباري-الإسرائيلي إن الولايات المتحدة الأميركية حاولت ترتيب لقاء بين نتنياهو والملك عبد الله الثاني، بهدف الحديث عن تهدئة الأجواء في المسجد الأقصى المبارك بعد التصعيد الأخير، إلا أن الملك عبد الله رفض اللقاء خوفا من استغلال نتنياهو اللقاء إعلاميا، لبث صورة تفيد بأن العلاقات الأردنية- الإسرائيلية لم تتأثر بتاتا، على حد تعبيرها.
وساق الموقع قائلا إنه على الرغم من رفض الملك لقاء نتنياهو، إلا أن العلاقات الأردنية- الإسرائيلية الأمنية، لا زالت على ما هي عليه، خاصة على الصعيد الاستخباراتي بكل ما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ووجود التنظيم على الحدود الأردنية- السورية. وفي وقت سابق، التقى الملك عبدالله الثاني، بلجنة القدس بالقائمة المشتركة، لبحث التطورات والتصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى، والتقت اللجنة بعدها بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في قصر ترابية بالعاصمة اسطنبول.
وقبل لقائه رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قال الملك عبد الله إن الأردن يعيش حالة من القلق والغضب جراء التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة في القدس، وأن ذلك سيؤثر على العلاقات بين إسرائيل والأردن. وأضاف أن الأردن ينتابه القلق والغضب الكبيرين بسبب التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة في القدس، خصوصا في المسجد الأقصى. وقال: كنا قد تلقينا تطمينات من إسرائيل بأن هذا لن يحدث، ولكن لسوء الحظ، فإن هذه هي نفس التطمينات التي سمعناها في الماضي.
أود القول، بحضوركم، بأنه إن استمرت هذه الأمور، وإن استمرت الاستفزازات في القدس، واعتبارا من اليوم، فإن ذلك سيؤثر على العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ولن يكون أمام الأردن خيار، إلا أن يتخذ الإجراءات التي يراها مناسبة، على حد قوله. يشار في هذا السياق إلى أنه وفقا لمصادر سياسية رفيعة المستوى في تل أبيب، فإن الحكومة الإسرائيلية، وجهت في الأيام القليلة الماضية، رسالة شديدة اللهجة إلى الملك عبدالله الثاني ، حذرته فيها بشدة من مواصلة التحريض على إسرائيل في قضية الأقصى.
وبحسب مراسل الشؤون السياسية في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، أودي سيغال، الذي اعتمد على مصادر عليمة جدا في محيط رئيس الوزراء، فإن الرسالة التي تم توجيهها على أعلى المستويات إلى الملك عبد الله، كانت حادة كالموس.
وتابعت المصادر عينها قائلة إن الحكومة الإسرائيلية لفتت نظر الملك عبدالله الثاني إلى أن من سمح للمسلمين بالنوم في الأقصى وإدخال الأسلحة البيضاء والحجارة، كانوا حراس المسجد الأقصى، الذين هم تحت السيطرة الأردنية، كما جاء في الرسالة، التي أضافت قائلة للملك عبدالله الثاني إنه يتحتم عليه أن يتحمل مسؤولياته، وأن يتوقف عن التحريض ضد الحكومة الإسرائيلية. وأوضحت المصادر ذاتها، بحسب التلفزيون الإسرائيلي، بأن القرار بتوجيه الرسالة، جاء بعد أن قام الملك عبدالله الثاني بالإدلاء بتصريحات، أكد من خلالها على أن الأردن يعتبر المسجد الأقصى مكانا مقدسا للمسلمين فقط، مشددا على أن بلاده ترفض أي تقسيم مكاني أو زماني لهذا المكان المقدس للأمة الإسلامية، على حد تعبيره، الأمر الذي أغضب صناع القرار في تل أبيب.
بالإضافة إلى ذلك، نقل التلفزيون الإسرائيلي عن الملك عبدالله الثاني قوله خلال اجتماع عقده مع عدد من النواب العرب في الكنيست بالعاصمة عمان، نقل عنه قوله: ماذا يريد نتنياهو؟ هل يريد تفجير الأوضاع؟، وأضاف الملك عبد الله الثاني قائلا: إنني أقوم بمتابعة الأوضاع والمستجدات في المسجد الأقصى المبارك عن كثب، وسأتحدث حول هذا الموضوع المقلق مع جميع زعماء العالم في الأمم المتحدة في الأسبوع القادم، على حد تعبيره.
ولفت المحلل السياسي سيغال إلى أن الرسالة الإسرائيلية قد تؤدي إلى تدهور جديد في العلاقات بين عمان وتل أبيب، بعد أن تم قبل فترة وجيرة ترميم هذه العلاقات على نفس الخلفية، أي الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. علاوة على ذلك، أضاف سيغال، أن المصادر السياسية في تل أبيب، والتي وصفها بأنها رفيعة المستوى، لا تستبعد البتة أن تؤدي الرسالة الإسرائيلية للملك عبدالله الثاني لنشوب أزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين، على حد تعبيرها.