وتعد هذه أول ضربة تشنها بريطانيا ضد تنظيم داعش في سوريا، وجرت في نهاية أغسطس بواسطة طائرة من دون طيار، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من الجهاديين بينهم بريطانيان.

وقال كاميرون "اليوم يمكنني القول أمام هذا المجلس إن (البريطاني) رياض خان قتل في ضربة جوية محددة نفذتها طائرة من دون طيار تابعة لسلاح الجو الملكي (البريطاني) في 21 أغسطس أثناء تواجده في سيارة في منطقة الرقة" بسوريا.

وقال إن الضربة كانت "دفاعا عن النفس" و"شرعية تماما" وشنت عقب التشاور مع النائب العام.

وأضاف أن الغارة استهدفت "إرهابيا كان يدير الجرائم في شوارعنا، ولم تكن هناك طريقة أخرى لوقفه".

وأشار إلى أن خان كان يخطط لهجمات "وحشية" في بريطانيا ضد احتفالات كبيرة في الصيف.

وفي حين لم يكشف كاميرون عن مزيد من التفاصيل، نقلت صحيفة ديلي تلغراف عن مصادر حكومية لم تسمها أن خان كان يحضر لشن هجمات تستهدف الاحتفالات التي أقيمت في لندن في الذكرى السبعين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، والتي حضرتها الملكة اليزابيث الثانية وكاميرون.

ونددت منظمة العفو الدولية بالغارات البريطانية، معتبرة في بيان أن بريطانيا لحقت بالولايات المتحدة في تنفيذ "إعدامات تعسفية من الجو".

وأضافت مديرة المنظمة كيت الين في بيان "إذا سمحنا لهذه الممارسة بأن تصبح المعيار المعتمد فقد نرى دولا من العالم أجمع تمارس عمليات إعدام من الجو بحق أشخاص تعتبرهم أعداءها".

من جهته، سأل رئيس الوزراء البريطاني في خطابه أمام مجلس العموم "هل هذه هي أول مرة في الوقت المعاصر تستخدم فيها موارد بريطانية لشن هجوم في بلد لسنا مشاركين في حرب فيه؟ الجواب على ذلك هو نعم".

وأكد أن جهاديا بريطانيا آخر كان في العربة ويدعى روهول أمين قتل، ولم لم يصب في الهجوم أي مدنيين.

وقال كاميرون "أعتقد أن هناك سببا قويا لمشاركة بريطانيا في الغارات الجوية. وأعتقد أن هذا السبب يصبح أقوى مع زيادة عدد المخططات الإرهابية"، مضيفا أنه تم إحباط ستة مخططات ضد بريطانيا خلال الأشهر الـ12 الماضية.

وخان (21 عاما) هو من كارديف في مقاطعة ويلز، ويعرف باسم الحركة "ابو دجانة البريطاني" وكتب على موقع تويتر كيف أنه يتم إعداده ليصبح شهيدا، وتفاخر بإعدام سجناء. وغادر إلى سوريا في 2013 مع طالب طب يدعى نصار مثنى.

أما راهول أمين فهو بنغلاديشي وعمره 26 عاما ونشأ في ابردين في اسكتلندا قبل ان ينتقل إلى ليشيستر وسط انجلترا مع عائلته.

وظهر خان وأمين وهما يحملان رشاشات الكلاشينكوف في فيديو نشره تنظيم داعش لتجنيد مقاتلين بعد أن توجها إلى سوريا.

وقتل بريطاني ثالث وهو جنيد حسين وهو قرصان كمبيوتر ووصف بأنه من أهم رجال تنظيم داعش، في غارة جوية أميركية، بحسب ما أكد كاميرون.

وأكد كاميرون على أن الغارة البريطانية كانت غارة مستهدفة ضد الارهاب، الا انه يدعم توسيع بريطانيا لحملتها لقصف التنظيم المتطرف في سوريا.

وتستخدم بريطانيا الطائرات من دون طيار ضد مسلحي التنظيم في العراق بعد انضمامها إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة العام الماضي.

وفشلت حكومة كاميرون في الحصول على السماح لها بشن عمل عسكري في سوريا في 2013، في إحدى الضربات القوية للسياسة الخارجية لحكومته السابقة.

ولا يستطيع رئيس الوزراء الحصول على الموافقة البرلمانية الضرورية لشن ضربات جوية من دون دعم المعارضة بسبب ضعف أغلبيته البرلمانية ومعارضة بعض نواب حزبه لتلك الخطوة.

ومساء الاثنين تطرق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اتصال هاتفي مع كاميرون إلى "سوريا وتعزيز تحرك فرنسا وبريطانيا لتنسيق جهودهما في مكافحة داعش والسعي بموازاة ذلك إلى انتقال سياسي منظم"، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.

وكان هولاند أعلن الاثنين أن فرنسا ستقوم بطلعات استطلاع فوق سوريا من اجل شن "ضربات" ضد تنظيم داعش، في تطور في الاستراتيجية الفرنسية التي لا تزال تستبعد اي تدخل بري في هذا البلد.