وطالب الفريق حفتر الدول العربية بمساعدة الجيش الليبي للقضاء على المنظمات الإرهابية، مضيفا أن العائق الوحيد هو نقص السلاح.

وأضاف حفتر خلال مؤتمر صحفي عقد في عمّان عقب مباحثاته مع قائد الجيش الأردني الفريق مشعل الزبن، أن لجيش بلاده أسلحة تكفيه، ولكن إذا زود بالسلاح من جهات مختلفة فسيكون أقوى للقضاء على الإرهاب الذي أتى من كل مكان وأنه يملك الموارد البشرية كبيرة، مشيراً إلى أن بلاده تتجهز للقيام بأعمال قد تزيح قوى الإرهاب خصوصاً بعدما أعلنت الجامعة العربية الوقوف إلى جانب ليبيا.

وقال" نحن معنيون بمحاربة الإرهاب نيابة عن العالم وليس فقط عن العرب أو ليبيا، لذا يجب على العالم محاربته كونه العدو المشترك للجميع".

وفي هذا السياق، قال حفتر إن اللقاء جاء تأكيداً على مراجعة بعض الأمور تم الاتفاق عليها مسبقاً، تتلخص في مجال تدريب القوات الليبية فنياً وتعبوياً كون المملكة الأردنية رائدة في هذا المجال ولديها مواقع خاصة في مجال التدريب.

وأشار أنه تم مناقشة مجالات عده تصب كلها بمصلحة الشعب الليبي، وكذلك تم الاتفاق على المجالات الأمنية والعسكرية التي تشكل لها لجان.

وقال إن "الأردن لم يبخل علينا لا بأسلحة ولا بأي شيء وكل الأبواب مفتوحة لنا"، مضيف أن الحل السياسي إن وجد في ليبيا فسيكون لإنهاء الخلافات بين الليبيين أنفسهم أما تنظيم داعش، فالرد عليه بالقوة فقط.

وتأتي زيارة حفتر الثانية إلى عمّان استكمالاً للمباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأردنيين لدعم جيش بلاده في نيسان الماضي، حيث التقى خلالها بالعاهل الأردني الملك عبدالله.

وكان حفتر وصل إلى العاصمة الأردنية عمّان، الجمعة الماضية، قادماً من باكستان، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا.

وفي رده على زيارته إلى باكستان، قال "زيارتنا إلى باكستان مثل أي زيارة لبلد صديق، كل ما نهتم به الاتفاق على مصلحة الشعب الليبي".

ويرى متابعين ومحللين سياسين في زيارة حفتر لعمّان أهمية كبيرة تحمل في جعبتها مساعٍ لدعم الجيش الليبي وحربه على الإرهاب لا سيما تنظيم "داعش" الذي يهدد المنطقة برمتها.

وفي السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب لـ"العربية.نت" إن هذه الزيارة مهمة، وهناك توجه من قبل حفتر وقيادته العسكرية والسياسية في إعادة تأهيل نواة الجيش الليبي عن طريق الأردن وهم يثقون بخبراته التدريبية وغيرها التي تتمثل بالتعبئة الايدولوجية وإنشاء عقيدة وطنية لهذه القوات.

وأشار إلى أن الأردن يفتح نافذته لكل القوى المعتدلة التي ترشد السلام واستقرار الأوطان في المنطقة، موضحاً أن المملكة تسعى دائماً في منع تقدم الإرهاب، لذا هي على اتصال مع العشائر السنية في سوريا والعراق من أجل أن تدافع عن نفسها وعن مساحتها الجغرافية حتى لا تتقدم قوى الظلام، والأردن نجح في ذلك.

وبين أن الأردن لا يعمل فقط داخل جغرافيته من أجل وقف تمدد الإرهاب وإنما يمد يد العون لكل الذين يحاربون هذه التنظيمات مثل ليبيا سواء بخبرات أمنية أو استخباراتية.

وتحمل الزيارة أيضاً برأي "الحطاب" حاجة ليبيا إلى عمل سياسي دبلوماسي مكثف على الصعيد الدولي من أجل فرز القوى على الساحة الليبية وتبيان القوى المعتدلة وأنها بحاجة إلى سلاح وأنها غير متطرفة، لذا الأردن يساعد في دعم صورة الجيش الليبي وإعادة تسليحه الذي حظر بقرار الأمم المتحدة.